|
مجتمع فهي الأم في المنزل والعاملة في الأرض والحقل والطبيبة والمعلمة والمهندسة والمحامية والإعلامية والمستشارة وما إلى ذلك من مؤشرات واستنتاجات.
وفي طفولتي مازالت تلك الصورة التي تحتفظها ذاكرتي عن تلك الطبيبة التي كنت أراها وهي تقود سيارتها ذهاباً وإياباً إلى عيادتها ومتنقلة بين الريف والمدينة.. في حين كانت بعض الدول العربية تعيش مع النوق والجمال، ولاتعرف شيئاً من معاني الحضارة؟!. واليوم فإن المرأة السورية لاتقود سيارتها الخاصة فقط بل هي تعمل سائقة أجرة وتقود جرارها في الحقل، وتقود حافلة نقل ركاب.. وفي سورية هناك قائدات (كابتن) للطيران المدني.. فإلى الأعراب الذين مازالوا يبحثون في قرارات تجيز للمرأة أن ترى وتشاهد وتحضر المباريات الرياضية، أو يخوضون جدلاً عقيماً لمنعها من قيادة السيارة في بلدانها.. أو ذاك المستغرب مما نسمعه بين الحين والآخر من عقوبات تتخذها سلطات «الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف» والتي قضت بإلقاء القبض على امرأة سعودية كانت تقود سيارة فيما أخاها يجلس بجانبها؟!. إنها المرأة السورية التي نشاهدها اليوم في كل المواقع والمناصب من أعلاها إلى أدناها ومن رأس الهرم السياسي إلى أصغر خلية في قاعدة العمل المجتمعي. إنها المرأة العربية السورية التي يحق لها أن تفتخر وتعتز بأنها متساوية في الحقوق والواجبات ولها دور أساسي في عملية البناء والتنمية إلى جانب الرجل إذا لاتميز في القوانين والدستور إلا وفقاً للكفاءات والقدرات.
البعض قد يجده موضوعاً مثيراً للتندر و سرد الكثير من الطرائف حوله ، و آخرون ينظرون إليه على أنه نوع من التحدي وإصرار على اقتحام مهارة حكراً على عالم الرجال ، و على من تقرر خوض غماره استبدال الكعب الأنثوي العالي بحذاء رجالي للتمكن من دعستي البنزين و الفرامل ، و إضفاء مزيدٍ من الخشونة على الأنامل الناعمة للسيطرة على المقود و التحكم بغيار السرعة ، و التسلح بقوة القلب و برودة الأعصاب و قدراً من التحمل و سرعة البديهة لمواجهة الحوادث الطارئة ، ومع ذلك فقد قبلت المرأة التحدي المفتعل ممن استفزهم سعيها للمنافسة في شتى المجالات ، فجلست بكل ثقة و جرأة وراء مقود السيارة ، البعض يدفعهن ترف و رفاهية أحياناً ، أو مجرد تقليد و غيرة من بنات جنسهن من القريبات و الصديقات ، أو ربما هي حاجة ضرورية فرضتها طبيعة الحياة المعاصرة بعد خروجها للعمل و تعدد الأدوار المنوطة بها من واجبات أسرية و منزلية و عملية ، و في جميع الحالات أثبتت المرأة أن قيادة السيارة لم تعد من الفنون الرجولية الحصرية ... ترف و رفاهية قبل التطرق للحالات الضرورية التي استدعت المرأة لتعلم قيادة السيارة و ممارستها داخل المدينة وسط الازدحام ، لابد من الإشارة إلى تلك الصورة النمطية التي سادت لزمن وأحاطت بالمرأة المستترة وراء الزجاج «المفيم» في منأى عن حر الصيف وبرودة الشتاء بهالة من الترف و الرفاهية و البذخ ، و كانت جزءاً من البرستيج الاجتماعي للطبقات الراقية ، قبل أن تتيح الأقساط المريحة امتلاك السيارات الحديثة أو المستعملة لصاحبات الدخل المحدود و ربات البيوت البسيطات ، فلسيدات المجتمع الراقي زياراتهن و صباحياتهن و حملات التسوق الدائمة ، و هذا يتطلب وجود سيارة خاصة تفي بالغرض ، و لكن مع سعي حثيث لمتابعة آخر الموديلات و الطرازات الحديثة و الألوان المتوافقة مع الموضة ، وهذا ما حاولت الوكالات مراعاته ، فطرحت سيارات « ستاتية « تراعي ذوق المرأة وولعها الشديد بالتجديد و التميز . حرية التنقل تقول السيدة رانيا – ربة منزل – : بات من الضروري أن تتقن المرأة قيادة السيارة ، فذلك يتيح لها مساحة من حرية الحركة و التنقل إلى أي مكان و في جميع الأوقات ، دون أن تحمل زوجها عبء التفرغ من أجل إيصالها و من ثم العودة لأخذها ، و هذا مضيعة للوقت و الجهد ، و أنا أقود السيارة منذ سبع سنوات ، و أقضي مشاويري بنفسي وآخذ أطفالي إلى المدرسة و الملاهي و للتسوق ، و هذا جعلني أعتمد على نفسي و لا أنتظر أحداً ، و برأيي فإن المرأة أثبتت قدرة و مهارة لا تقل عن الرجال ، بل إنها أقل تجاوزاً لأنظمة و قوانين السير ، و نادراً ما ترتكب مخالفة مرورية جسيمة ، فهي أهدأ و أقل عصبية من الرجال الذين يصرون على المزاحمة والمناورة و المكاسرة .
لتفادي التحرش و الحشرية و تشاركها الرأي السيدة - ميساء - التي أصر عليها زوجها لتتعلم القيادة هي و ابنتها آلاء كي يرتاح من عناء توصيلهما كلما أرادتا الخروج من المنزل في حين يخشى عليهما من الصعود في سيارات الأجرة و التعرض لحشرية سائقي التاكسي و فضولهم القاتل و استغلالهم و التلاعب بالعداد ، كذلك الأمر بالنسبة للسرافيس و الباصات التي تتيح المجال لتحرش أصحاب النفوس الضعيفة بسبب الازدحام و ضيق الكراسي التي تجعل الأجساد متلاصقة ، لذلك قرر شراء سيارة ثانية «نصف عمر» تستعملها الزوجة لزياراتها و الابنة في الذهاب إلى الجامعة ، وبذلك يحميهما من الاحتكاك مع من هب و دب . «فوبيا» .. و لكن للضرورة أحكام !! بينما كانت الضرورة دافعاً ل -غالية – محامية، كي تمارس قيادة السيارة رغم عدم رغبتها بذلك كونها تعاني من «فوبيا» القيادة و لكن بسبب عملها كمحامية لديها الكثير من الالتزامات لذلك فهي مضطرة لأن تصطحب طفليها الصغيرين يومياً إلى بيت أهلها الذي يبعد مسافة كبيرة عن بيتها كونها تسكن في ضاحية قدسيا و أهلها في منطقة البرامكة ، و وجود سيارة خاصة بها يحمي أطفالها من البرد في الصباح الباكر و من حر الصيف ، كما يوفر عليها الوقت قي انتظار المواصلات التي تشهد ازدحاما كبيراً ، لذلك فقد فضل الزوج أن يترك لها سيارته و يذهب إلى عمله بوسائل المواصلات العامة ، وبرأيها فإن إتقان قيادة السيارة ضروري للمرأة في حال حدوث طارئ كمرض الزوج مثلاً ، أو في حال عدم وجود من تعتمد عليه المرأة بجلب احتياجات البيت. تردد .. بطء أما الآنسة نيرمين – موظفة بشركة خاصة – فترى أن اعتراض البعض و تذمرهم من وجود سيدة أو فتاة تقود السيارة ، هو عدم ثقتهم بقدرتها على التصرف في الحالات الطارئة أو عدم امتلاكها للمهارات الضرورية و حيرتها و ترددها و خوفها والبطء في اتخاذ القرارات ، تقول نيرمين : اشترى لي والدي سيارة لأذهب بها إلى عملي عوضاً عن بهدلة الباصات و السرافيس ، و لكنه سرعان ما ندم من كثرة الحوادث التي ارتكبتها كان أولها صدم امرأة ما كلفنا علاجها الكثير من المال للمشفى ولإرضائها كي تتنازل عن حقها و عطل و ضرر ، وآخرها الاصطدام بشاحنة بسبب فقداني السيطرة على السيارة لأني كنت أنتعل كعباً عالياً و قد انفلت من قدمي و علق تحت دعسة الفرامل ما تسبب بتحطم السيارة بشكل بالغ . صيانة دورية ... مواقف طارئة و رغم الراحة التي توفرها السيارة للمرأة إلا أنها في بعض الأحيان تسبب لها الكثير من الأعباء و لتتحول من وسيلة للرفاهية إلى كونها مثيرة للارتباك و المتاعب و كثرة المصاريف و التعرض للمساءلة القانونية ، تقول أمل – موظفة - : عدا عن صعوبة القيادة داخل المدينة حيث الازدحام و رعونة بعض سائقي السرافيس و الباصات والحركات الاستعراضية للشباب بالسرعة الزائدة ، و صعوبة إيجاد مكان لركنها ، فهناك حرج للمرأة في دخول ورشات الصيانة لإصلاح عطل ما ، خاصة إذا كانت غير متزوجة و ليس لديها من يساعدها في هذه المهمة فهي هنا مضطرة للذهاب بنفسها ، كذلك الحال بالنسبة للتعامل مع شرطة المرور والتزاحم أمام محطات البنزين ، والتردد على الكومجي و المشحم لتغيير الزيت و المغسل ، و كل هذه المهام محرجة للمرأة و ليس لديها الخبرة الكافية بها ما يعرضها للاستغلال ، و قد تضطر لقيادة السيارة وعليها الغبار ، لأنه من غير المناسب لها أن تقف بالطريق لتنظفها أمام المارة ، و ليس من المعقول أن تذهب للمغسل يومياً فعدا عن التكلفة مضيعة للوقت ، إضافة للحوادث التي يمكن أن تقع أو حدوث طارىء . أكثر التزاما و هدوءاً في سياق رد العميد عبد المعطي صالح – رئيس فرع المرور بدمشق – على ما أشار إليه العميد فواز الفحل – معاون مدير إدارة المرور – أثناء ورشة عمل عقدت مؤخراً تناولت السلامة المرورية ، حيث أشار العميد الفحل إلى ارتفاع عدد الحاصلين على إجازة القيادة من النساء إلى حوالي 20% و هذا ساهم بارتفاع عدد الحوادث المرورية من الناحية المادية ، و ذلك نتيجة عدم التأهيل الجيد و اعتماد المرأة بالتدريب على الزوج أو الأخ أو الابن و قلة ساعات الممارسة ، بينما أشار العميد صالح إلى أن السيدات هن أكثر التزاماً بأنظمة السير ، و أكثر هدوءاً على الطرقات ، و الحادث الذي يقع يكون بسبب الأشخاص الآخرين الذين لا تروق لهم هذه الطريقة بالقيادة و هذا الالتزام . منال السمّاك ســـــيدات : لسنا السبب فــي عرقلــــة الحــــركة المروريـــة ؟! لم يعد موضوع قيادة المرأة للسيارة،يندرج تحت بند المستغرب والخارج عن المألوف،وقد تخطى مرحلة الجدل ما بين مؤيد له ومعارض في عصر أقل ما يمكن القول عنه إنه عصر انفجار المعلومات والثورة الرقمية التي حولت العالم الى قرية كونية. ولكن لا يزال الكثير من الرجال ينظرون إلى النساء على أنهن غير مؤهلات للقيادة ويحصلن على الشهادة بالواسطة ، فكثيرة هي المواقف التي نجد فيها بعض الطرقات مزدحمة ، بسبب محاولات سيدة ركن سيارتها ، وهنا يتدافع أهل النخوة لنجدتها ، ولكن بالمقابل نجد بعض النسوة سائقات ماهرات وعلى دراية بكل مهارات القيادة. ونجد أن المرأة ترفض مبدأ التمييز والنظرة السلبية المتكونة عند الرجل عنها وهي أنها لا تجيد القيادة...وهذا هو رأي السيدة فاديا وهي موظفة : يعتبر بعض الرجال أن المرأة لا تجيد القيادة لأن القيادة تحتاج إلى قوة قلب ، ولا تناسب طبيعتها، ولكن أنا ضد هذا الرأي ،لأن المرأة انسانة دقيقة وتحب النظام في كل شيء ، وهذا ينعكس على أسلوبها في القيادة ، فعملية ركن السيارة يتطلب منها وقتا أطول ، كما أنها لا تستطيع أن تسرع على الطرقات ، وهذا ما يزعج البعض. أما السيدة وصال وهي ربة منزل تقول : أعتبر الرجل هو المسبب الأول للحوادث بسبب عناده وتهوره في القيادة ، فالقيادة فن وذوق ، أشعر في بعض الأحيان أن غايتهم احراج المرأة التي تقود السيارة ، فعندما تتأخر قليلا في ركن سيارتها (بيشتغل التزمير ) ، أما اذا اجتزت بسيارتي أحد الرجال وبشكل عادي فيكون غير متقبل للفكرة وكأنني وجهت له إهانة، وقد تجعلني ردة فعله على وشك القيام بحادث ، وأذكر ذات مرة وأثناء تجاوزي لاحدى السيارات صدر من صاحبها تعليق (والله وبتعرف تسوق ). وترى السيدة غادة وهي مدرسة : أن عمليات التجاوز غالبا ما تكون من الرجال ، وقد ارتبكت كثيرا في البداية عندما بدأت القيادة ولكن الآن لا اكترث للمضايقات بل أعاملهم بالمثل، رغم سماعي لبعض التعليقات مثل ( ما انتزعت الطرقات إلا لما صرتوا تسوقوا؟!) ، فالرجال لا يراعون وضع المرأة التي تقود بل يتقصدون ايذاءها ، وأنا أرى أن المرأة التي تقود أسرة بكاملها من الأسهل لها قيادة مركبة لتكون عملية رديفة لمهمتها الأساسية ومكملة لها. وتقول السيدة غزوة وهي مدربة : إن المرأة ليست سببا في خلق الازدحام ولكن نسبة الخوف لديها أعلى منها عند الرجل ،فنجدها – قد - تدخل بسيارتها في اتجاهات خاطئة لأنها ليست على دراية باشارات المرور ولكن المسألة بحاجة الى بعض الوقت والممارسة ، وبحكم عملي بدأت ألاحظ في الفترة الأخيرة إقبالا متزايدا من النساء للحصول على شهادات القيادة والتدريب، وهذه ظاهرة حضارية وتخفف الكثير من الأعباء عن الرجل والمسؤوليات. ناديا سعود فــــــي الميــــــكانيك .. هـــــن الأقـــــــدر أيام ماكان الريف ريفا.. وقبل ان تنتشر مظاهر المدينة عليه , كنا نتمتع بخيراته وتحت اشراف وادارة جداتنا .. فجدتي كانت تعرف حساب المحصول , المخزون منه والفائض كما لوكانت مدرسة رياضيات , أما حليب وزبدة البقرة والعنزات فهي التي كانت تقوم على صنع اللبن ومشتقاته وتوفيره للبيت ولمونة الشتاء ..وهي ايضا التي تربي الاولاد وتعتني بهم وتنظم أعمالهم في البيت والحقل .. جدتي كانت منظم وعداد البيت آنذاك إلا أنها مساء وعند زيارتها للقريبات فكانت تسير في الشارع والزقاق خلف خطوات جدي بأميال .. لم أكن افهم لماذا ؟؟وكيف.. وهي المحرك الاساسي للبيت .؟كيف لها أن تتحول إلى ظل زوجها مساء تسير وراءه .. اليوم , ومع اختلاف الزمان والمكان وتلاشي الكثير من الصور القديمة لبساطة الريف وازدياد تعقيدات المدينة اختلفت الظروف وسادت الكماليات وانتشرت وبكثرة صور جديدة للمرأة في محيطنا السوري وأصبحت السيدة التي تقود السيارة ظاهرة مألوفة في شوارعنا .. وباتت المرأة نظيرة الرجل تسير معه وإلى جانبه وأمامه , تتوقف إلىجانبه عند الشارات الضوئية وتحاكي شرطي المرور بجرأة إن لم يكن عليها حق المخالفة .. المرأة اليوم باتت الأكثر عددا في دورات تعليم القيادة , بل حتى باتت الأغلبة من مرتادي المدرسة هن سيدات ..ربما – وبرأيي – يعود ذلك لأنها ركيزة بيتها واليوم أصبحت المرأة عاملة ومدبرة منزل ومهتمة بشؤونه وحاجات أولادها , فهي التي تشتري حاجيات البيت والمونة وألبسة الأطفال ومتطلبات المدرسة وهي التي تقوم بتوصيل الأولاد إلى المدرسة والنادي وبيت الجدة .. حتى إنها باتت هي المسؤولة عن مراجعة طبيب أسنانهم والصحة المدرسية , والقيام بأغلب الواجبات العائلية .. أظن أننا عدنا لزمن تطبق فيه المرأة نظرية أنها الأقدر من الرجل والأكفأ على قيادة البيت وتنظيمه كما هي قادرة على قيادة الطريق مثلها مثل الرجل وربما أفضل ...!! في مدرسة تعليم القيادة السيد هيثم صاحب مدرسة لتعليم قيادة المركبات قال : منذ الدورة الأولى التي افتتحناها لتعلم القيادة كان هناك إقبال لافت للفتيات لارتياد المدرسة حيث كن الأغلبية, مع وجود عدد من الشباب الذين ارتادوا المدرسة من أجل “الشهادة” فأكثرهم ربما يتقنون القيادة لكن دون تمرس وتعلم القواعد لقيادة السيارة . أما الفتيات فأظن أنهن يجدن المدرسة المكان المناسب للتدريب بطريقة مريحة فالمكان واسع ومنظم وشامل لكل صور الطرق التي من الممكن أن تلاقيها في حياته العملية وخارج بناء المدرسة ..وأن ازدياد اقبال المرأة لتعلم قيادة السيارات يعود إلى كثرة أعمال الرجل وغيابه عن المنزل لذلك فالمرأة هي التي ستكون المسؤولة عن بيتها وأولادها من تأمين مايلزم وتدبر شؤونهم ..وأظن أن المدرسة خير مكان لتعلم قيادة المركبة بكل ظروف الطريق التي إن احتاجت فيما بعد فتستطيع أخذ دروس عملية في شوارع المدينة , مع التأكيد على أننا في المدرسة لدينا مدربات “بنات” قادرات على تعليم فنون القيادة مثلهم مثل الرجل .. المرأة هي الأميز المرأة هي الأميز هكذا قال المدرب سمير وشرح ذلك حيث قال : في المدرسة لدينا قسمان من التدريب ,القسم العملي والقسم النظري وكي يتمكن المتمرن من القيادة بشكل صحيح عليه التعرف على الآلية ومكوناتها ومن هنا كان اهتمامنا بتقديم الدروس النظرية للطلاب بالتعريف بأجزاء المركبة وآلية عملها واحتماليات تعطيلها .. والجدير بالذكر هنا ومالفت انتباهنا في المدرسة أولا التزام الفتيات بحضور دروس الميكانيك بشكل يومي ومشاركتهن بالحوار مع المدرس والاجابة عن الأسئلة بل وطرحها عليه ..بل والأكثر من ذلك وما فوجئنا به في الفحص النهائي قدرة الفتيات على تخطي امتحان الميكانيك والاجابة عن اسئلته النظرية وفهمها لآلية وحالة المركبة بطريقة علمية ممتازة بل كن أفضل من الشباب بامتحان النظري ..ربما التزامهن بحضور الدروس هو السبب بينما الشباب ولتعاليهم أنهم قادرين على القيادة دون دروس وأن وجودهم في المدرسة ليس إلا وجود روتيني من أجل الشهادة فقط ..أو ربما هو سر مخبأ بعقل المرأة .. وصال سلوم .. و الأفضــــل خلـــــف المقـــــــود سؤال يؤكد أن المرأة وبفضل ما تتمتع به من حقوق تضمنتها المادة الثالثة والعشرين من الدستور الحالي للجمهورية العربية السورية وجاء فيها «توفر الدولة للمرأة جميع الفرص التي تتيح لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتعمل على إزالة القيود التي تمنع تطورها ومشاركتها في بناء المجتمع». هذه المادة القديمة الجديدة مكنت المرأة السورية من خوض أي معركة (اجتماعية، اقتصادية، ثقافية، سياسية) بسلاح الحق والثقة بالنفس والتحدي والصمود والإرادة والاستقلالية وبالتالي برأت ساحتها من التهم الملصقة بها: الضعف، الضلع القاصر، مهمتها فقط الإنجاب وخدمة الزوج. من هذا المنطلق أصبحت امرأة اليوم تقود سيارتها بكل جرأة دون الالتفات يميناً أو يساراً على أبيها أو أخيها أو ابنها ودون خوف من سلطة رقابة أو قانون، يقدن بروية وهدوء وببطء، ليثبتن عكس ما يتوقعه بعض الرجال حيث يرون فيهن الجنس الضعيف غير القادر على قيادة السيارة، تلك الماكينة الآلة المعقدة والتي تحتاج في حال عطل إلى عضلات، والثرثرة صفة أنثوية، تجعلهن غير حذرات، ويتعرضن لحوادث الاصطدام، هذه تهم والقاعدة القانونية: المتهم بريء حتى تثبت إدانته. هذه الإدانة بحاجة إلى دراسات واستبيان رأي. أولاً بنظرة سريعة ومراقبة ليوميات امرأة اليوم أظن أنها لا تملك الوقت الكافي لرعاية أسرتها والنجاح في عملها وتتمنى أكثرية النساء أن يكون اليوم أكثر من أربع وعشرين ساعة لتنجز كل واجباتها وباتت علاقاتها الاجتماعية والعائلية مقتصرة على المقربين والمحبين وبالنتيجة لا وقت للثرثرة والكلام الفارغ والحديث الروتيني الممل مع الجارة أو الصديقة أو على الموبايل! هذا من وجهة نظري وعملياً وعلى أرض الواقع هناك دراسة قرأتها، جرت في جامعة القراءة الواقعة جنوب انكلترا قدم هذه الدراسة (من عام 1998) وجديتها حيث تمت بتكليف من مؤسسة جمعية السيارات المهتمة بالبحث في سلامة الطرقات وتناولت 48 سائقاً وسائقة تراوح أعمارهم بين السابعة عشرة والخمسين سنة توكد أن فتاة اليوم هي الأفضل خلف المقود من الرجل. الدراسة أكدت أن الرجال يميلون إلى السرعة وانتهاك قوانين السير ولا يتورعون عن قيادة سياراتهم وهم متعبون غير متيقظين تماماً لما يحدث أو ما يمكن أن يحدث في الطريق ومن حولهم، بالمقابل النساء ملتزمات بقوانين السير عموماً وتسعى في قيادتها إلى البرهان عن كونها مستقلة وقادرة على إدارة شؤونها بنفسها وبعد التحليل المفصل لإحصاءات الحوادث وجدت الدراسة أن الرجال أكثر تعرضاً للحوادث المميتة من النساء. وإن كانت استنتاجات الدراسة على خلاف في وجهة نظري أحب أن أعلمك عزيزتي القارئة بما أوردته الدراسة عن صفة مشتركة بين النساء في الدول المتقدمة وغير المتقدمة. تقول الدراسة إن هناك نقطة ضعف بارزة في طريقة النساء بقيادة السيارة هذه النقطة الضعيفة تجعلهن يتعرضن لحوادث الاصطدام عند ملتقى الطرقات بنسبة تعادل ضعف ما يتعرض له الرجال لماذا؟ ربما لأن النساء يتلهين بالثرثرة في أثناء القيادة فلا يتنبهن إلى ما يجري عن يسارهن وعن يمينهن. رويدة سليمان |
|