|
عين على مجتمع فالتكيف مع ظروف الحياة ومتطلباتها أصبح السمة البارزة لأدوات وفنون عصرنا الراهن. وبالتالي لا عجب اليوم أن نرى تلك المرأة... الأنثى.. الفتاة والتي هي محور ملفنا في هذه الصفحة أن تقتحم العديد من المهن أو لنقل أن تمارس نشاطاً آخر يوصف بالسهل الممتنع كان إلى فترة قصيرة حكراً على الرجال... وهذا الحكر بالتأكيد ليس من باب لا يحق لها ذلك بل لأن طبيعة الحياة سابقاً كانت تفرض أولوياتها على الرجل والمرأة، إلى أن تطورت سيرورة الحياة وتقدم عالم الخدمات والتعلم وصوره الاستهلاكية والكمالية في بعض الأحيان، كل ذلك ساهم بأن تخوض المرأة نموذجاً آخر من العمل وهو عالم قيادة السيارة الذي يعتمد على شعار ثلاثي الأبعاد«السياقة» «فن وذوق وأخلاق». هذه الظاهرة إذا كان لنا أن نسميها ظاهرة هي ليست غريبة عن واقع حال المرأة العربية السورية التي مارست هذه الهواية لضرورات الحياة منذ عقود طويلة من الزمن، ولذلك فإن كثرة عدد النساء اللواتي يقدن السيارة اليوم هو تحصيل حاصل نتيجة المناخ الصحي الذي وفرته بيئة المجتمع بدءاً من الأسرة الأب والأخ والزوج والرجل بشكل عام ضمن الأطر والقوانين المتاحة، لذا نجد التنافس اليوم لا يتعلق بالقدرات العقلية وبين من يجيد فنون الميكانيك وخفايا الشوارع والعقد المرورية ومطباتها وصعوباتها، إنما الأمر يتعلق بالإرادة والعزيمة والرغبة في تخطي حاجز الخوف، وضرورة أن تخفف المرأة بعض الأعباء الحياتية عن كاهل الرجل سواء أكانت متزوجة أم ترعى أسرة أم موظفة... وللإنصاف نقول:إن المرأة السورية أثبتت جدارتها في معظم الميادين وأنها قادرة على تحمل المسؤولية إلى جانب شريكها الرجل، بعيداً عن المهاترات والبريستيجات والموضة الدارجة والكماليات. فهي عندما تحقق طموحها وتبني ذاتها وترتقي بإحساسها ومسؤوليتها من خلية المنزل الصغيرة إلى خلية المجتمع الكبيرة، فهي لا شك تخوض تجربة دقيقة في حياتها العملية تضاف إلى رصيدها المتراكم في زحمة الأعباء والهموم والأنشطة المختلفة من ريادة وطموح ونجاح وتفوق وصبر وأناة. |
|