|
حدث وتعليق ونهجها المقاوم والرافض لكل مشاريع الهيمنة والتقسيم المعدة للمنطقة, وتثبت من جديد ضلوع تلك الإدارة ومساهمتها بشكل مباشر بتأجيج الأوضاع ودفعها نحو التأزم كلما لاحت في الأفق بوادر حل للأزمة بشكل سلمي . إصرار الولايات المتحدة على حشر أنفها في الشأن الداخلي السوري يدفعها باستمرار لتقديم جرعات دعم إضافية للمجموعات المسلحة لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري, ومن ثم العمل على تبريرها من خلال تزوير الحقائق وفبركتها, وإيهام الرأي العام العالمي بأن قوات حفظ النظام هي من تقوم بتلك الأعمال, وبالتالي محاولة الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف عدائية تجاه سورية سعيا لاستجلاب التدخل العسكري تحت ذرائع وحجج واهية لا تمت للحقيقة بصلة . «القلق» الذي ادعته إدارة أوباما على الأوضاع في سورية, هو في حقيقة الأمر يعود لقلقها الدائم من رؤية سورية قوية منيعة, ولانزعاجها وخوفها من التفاف الشعب حول قيادته, ودعمه وتأييده لدور الجيش في تأدية مهماته الوطنية, فتلك الإدارة حاولت منذ البداية خلق حالة شرخ بين القيادة والشعب والجيش, ولكنها أخفقت مرارا بفضل وعي الشعب, وحكمة القيادة, وتمسك الجيش بثوابته الوطنية والقومية, لذلك فهي عمدت الآن لتصعيد حملاتها المسعورة علها تحقق ما عجزت عن تنفيذه في الماضي, متجاهلة أن محاولتها اليائسة تلك سيكون مصيرها الفشل كسابقاتها, لاعتبارات وطنية سورية محضة لا يمكن أن تفهمها في يوم من الأيام . حري بالإدارة الأميركية أن تقلق على مصير الشعوب الرازحة تحت إرهابها المنظم, وعلى المعتقلين في سجونها السرية والطائرة الذين يموتون من وطأة التعذيب المبرمج والممنهج, وحري بها أن تقلق على الشعب الفلسطيني الذي تُرتكب بحقه أبشع المجازر الوحشية لتصفيته من الوجود بغطاء وضوء أخضر منها, والأحرى كذلك أن تقلق على شعبها الذي تمارس بحقه شتى أنواع التضليل الإعلامي والفكري, كي ينساق وراء أكاذيبها لتحقيق غاياتها العدوانية. |
|