تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتاب الاتهام .. مرحلة بوش المظلمة

لوفيغارو
ترجمة
الثلاثاء 8-9-2009م
ترجمة مها محفوض محمد

ملف آخر من ملفات الفضائح حول سنوات بوش والمراحل المظلمة من حربه ضد الإرهاب.

وتأتي الفضيحة هذه المرة على لسان سكرتير الدولة السابق للأمن الداخلي «توم ريدج» وفي وقت يبدو فيه الرئيس أوباما منشغلاً تماماً في معركة لإصلاح القطاع الصحي في وجه المعارضة المتنامية باستمرار.‏

«توم ريدج» يصدركتاباً جديداً مع بداية شهرأيلول بعنوان «اختبار العصر، أميركا في حالة حصار».. الكتاب شغل جميع المحطات التلفزيونية، إذ يبدو أن هذا المسؤول المهم قد أفرغ مافي جعبته وما تجرعه من مرارة في عهد بوش وهو يريد الآن تبرئة نفسه قدر الإمكان من ممارسات الإدارة السابقة. ومن بعض ماجاء في الكتاب: أنه لم يكن يدعى أبداً للاجتماعات الصباحية المخصصة للأمن القومي في المكتب البيضاوي ويؤكد أن FBI كانت تخفي عنهم معلومات كثيرة وأهم مافي الأمر أنه يوجه اتهامه لعدد من مساعدي الرئيس بوش بأنهم كانوا يمارسون عليه ضغوطاً كبيرة في ذلك الوقت من أجل تضخيم حالة الخوف من الإرهاب عشية إعادة انتخاب جورج بوش في تشرين الأول عام 2004 وذلك بالاعتماد على الأكاذيب والتزوير لأي وسيلة كانت.‏

ومما يرويه في كتابه أيضاً توم ريدج أن وزير العدل جون اشكروفت ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد حينذاك قد لعبا دوراً خبيثاً أثناء الاجتماع الذي عقد في 30 تشرين الأول أي قبل أربعة أيام من الانتخابات للضغط عليه لكي ينشر تسجيلاً لأسامة بن لادن الذي كان يحمل تهديداً من نوع خاص وقد رفض ريدج حينها تنفيذ ذلك حيث رآى آنها عملية تلاعب بقضايا الأمن القومي وقال يومها: ليس هناك من مسوغات لتهويل الوضع الأمني على أنه في خطر، ويؤكد ريدج في كتابه أن ذلك الوضع كان درامياً ولايمكن قبوله وقد لعب دوراً كبيراً في قراره ترك مقاعد الحكومة والعمل في القطاع الخاص.‏

الحقيقة التي يعلمها الجميع أن بوش لم يتوقف عن تسييس مسائل الأمن لأسباب انتخابية صرفة، حيث كان الرئيس الجمهوري يجد نفسه دوماً في خضم معارك ومنافسة قوية مع منافسه الديمقراطي جون كيري ويرى المحللون أن شريط بن لادن كان يساهم مساهمة قوية في تضخيم التهديد الإرهابي وبالتالي في إعادة انتخاب بوش.‏

المهم في الموضوع أنها المرة الأولى التي يقوم فيها مسؤول سابق وبهذا المستوى بإعطاء معلومات تدعم الشبهات التي كانت لدى المعارضين الديمقراطيين حول طرق إدارة بوش.‏

وقد رد الناطق باسم دونالد رامسفيلد على توم ريدج في مجلة نيويورك تايمز بأنه مامن دلائل على ذلك واتهمه بأن الهدف من ذلك تحقيق نجاح الكتاب في المكتبات وكسب الربح، لكن إذا أضفنا مايحدث الآن إلى الفضائح المتعددة حول أكاذيب وكالة الاستخبارات الأميركية عن أسلحة الدمار الشامل في العراق وعن السجون السرية وأساليب التحقيق وعن العقود المبرمة لاستئجار المرتزقة لعمليات القتل في العراق بواسطة الشركات المختصة في ذلك، نجد أن كتاب ريدج يضيف لمسة مهمة إلى صورة عالم بوش عندما كان يتخذ قراراته المتهورة.‏

من المحتمل أيضاً أن تساهم هذه الفضيحة في تحويل الأنظار قليلاً عن الصعوبات التي يواجهها الرئيس أوباما لأنه على جبهة مكافحة الإرهاب لا تزال هناك أكثرية أميركية تعارض إقفال سجن غوانتانامو الذي وعد أوباما بإقفاله العام القادم وحسب آخر استطلاعات الرأي لصحيفة واشنطن بوست فإن المعركة حول وضع القطاع الصحي خلفت هوة كبرى بين الرأي العام والرئيس أوباما، حيث إن 40٪ من الأميركيين يؤيدونه مقابل 60٪ كانوا يدعمونه بعد مرور مئة يوم على تسلمه رئاسة البلاد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية