|
|
ثقافة في حديقة السبكي تقوم بإنعاش ذاكرتنا المتعلقة بالمولوية فنتذكر جلال الدين الرومي مؤسس الطريقة المولوية حيث تعود بعض القواعد التي قامت على أساسها الطريقة المولوية إلى عصره وبخاصة مراسم التحية القائمة على التعبير المميز لاحترام الآخر والأقران وسماع الموسيقا والرقص والدوران ثم الدعاء وقد لعب سلطان ولد الابن الأكبر لمولانا دوراً أساسياً في إحداث التطورات اللاحقة وبناء الأماكن الخاصة باحتفالات السماع ويمكن أن يكون السماع قد أخذ شكله النهائي في زمن بيرعادل شلبي (1460م) وقد فرضت على المريد شروط قاسية، وامتحان يدوم لمدة (ألف يوم ويوم) يقضيها في أنواع الخدمة القائمة على التفاني في سبيل تأمين ضروريات الحياة اليومية والروحية للآخرين ثم يصبح درويشاً ،كذلك ترسخت الرموز الصوفية والروحية للحركات المرافقة لكل الطقوس المعتمدة. وبعد أن ألغى كمال أتاتورك الطرق الصوفية في الجمهورية التركية الناشئة استمر نشاط الطريقة في حلب التي هاجر إليها آخرشلبي من تركيا وأقام في «أستانة» المولوية بحلب حتى وفاته وقد خلفه محمد شاهو، ومازالت مستمرة فرق المولوية لأغراض سياحية. وقد أمتعنا رقص الدراويش وفرقة المدائح النبوية التي قدمتها فرقة ماهر الجمل التي شاركت في العديد من المهرجانات في اسبانيا وفرنسا وبلجيكا والهند والسويد وبلدان أخرى، وكان لنا وقفة مع أحد أعضاء الفرقة (محمد ماهر الجمل) حيث أطلعنا على مغزى حركات اليدين فعندما يكون الكفان مفتوحين للأعلى يرمزان إلى دعاء لله عز وجل، وعندما تكون اليمين على القلب والأخرى على الخصر تعني الخشوع لله عز وجل، أما في حال كانت اليد اليمنى مبسوطة للأعلى وأخرى للأسفل فمعناه أن المولوي يأخذ المدد من الله عز وجل باليد اليمنى ويعطيه لباقي الخلق باليد اليسرى وهو زاهد عن الدنيا. أما الكفان على الأكتاف فهذا يعني أن المولوي عند دورانه على علاقة مع الملائكة الموجودين على الكتفين (الرقيب والعتيد) وعند ميلان الرأس على الكتف الأيمن بوضعية النوم فهذا يعني أن المولوي نائم في الحضرة الإلهية. وقد استمرت الفعالية ثلاث ليال رمضانية في الليلة الأولى كانت مدائح نبوية ومولوية برفقة رقص الدراويش قدمتها فرقة ماهر الجمل وفرقة صوت الصحابة وفي الليلة الثانية رقصة الدراويش قدمتها أيضاً فرقة ماهر الجمل التي تكونت من ستة راقصين من الدراويش. واختتمت الفعالية في الليلة الثالثة مع المنشد المصري إيهاب يونس بالتعاون مع فرقة أوج للموسيقا العربية إضافة الى الحكواتي (أبو شادي) ومسرح خيال الظل (كراكوز وعيواظ) الذي عمل على إعادة مزاولة هذا التقليد معيداً لهذا الفن قيمه الكاملة. |
|
