تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عينُ الشَّك

ملحق ثقافي
8/9/2009
صالح هوَّاري

(1)عينُ الشَّكِّ.. ولا أقصدُ عينَ الظنِّ‏‏

الظنُّ يقودُ إلى كهفِ العتْمهْ‏‏‏

الشَّكُّ يقودُ إلى قلقٍ‏‏‏

يلبسُ منظارَ الحكمهْ‏‏‏

لا خوفَ إذنْ من خطأ محتملٍ‏‏‏

فالنُّقطةُ إنْ سقطتْ سهواً‏‏‏

عن ظهرِ الكلمهْ‏‏‏

لا تتَّهموا الشَّكَّ بسوءِ النيَّهْ‏‏‏

(2)‏‏‏

عينُ الشكِّ سراجُ حقيقتِنا الأُولى‏‏‏

منذُ سقوطِ التفَّاحةِ‏‏‏

عن غصنِ مشيئتنا‏‏‏

حتى آخر قمرٍ زمرةُ دمِه‏‏‏

لم يألفْها شريانُ القمرِ الأعلى‏‏‏

‏‏‏

(3)‏‏‏

عينُ الشكِّ رنينٌ أخرسْ‏‏‏

أو قُلْ هي نقطةُ صمْتٍ‏‏‏

في مرآةِ الصوتْ‏‏‏

قُمْ يا هذا... وتأمَّلْ‏‏‏

كم أنتَ على خطأٍ‏‏‏

حين تصدّقُ ما ترسُمه الحيْرةُ‏‏‏

في فنجان الوقتْ‏‏‏

يا قارئةَ الأمواجِ على الرملِ اكتشفي‏‏‏

أسرارَ بلاغةِ عينِ الشكِّ‏‏‏

فإنْ كنتِ على شكٍّ من أمرِكِ فاتَّصلي‏‏‏

بصديقٍ مشهورٍ بنباهتهِ‏‏‏

جائزةٌ كبرى‏‏‏

للشكِّ يفكُّ عناصرَهُ‏‏‏

مفتاحُ الَّلاشكْ‏‏‏

(4)‏‏‏

عينُ الشكِّ بلاشكٍّ‏‏‏

هي عينُ يقينٍ‏‏‏

تنظرُ من شبَّاكِ القلبْ‏‏‏

أو قُلْ هي غربالٌ صعْبٌ صعْبْ‏‏‏

في قفصِ عدالتهِ‏‏‏

يعتقلُ الأخطاءَ بلا ذنْبْ‏‏‏

ما إنْ تهرب منْ يدِهِ حبَّةُ خطأٍ‏‏‏

حتى يُلقي القبضَ عليها‏‏‏

ميزانُ الرَّبْ‏‏‏

(5)‏‏‏

كم هي ثاقبةٌ عينُ الشكِّ لذا‏‏‏

فأنا أحياناً أنحازُ إليها‏‏‏

عندي خبْرةُ ستّينَ يقيناً‏‏‏

بقراءة كفِّ الطقسِ‏‏‏

على لوح يديْها‏‏‏

روحي تختلج الآنَ على باب الوقتِ‏‏‏

سأرميها في وادي الشكِّ‏‏‏

لتصعدَ أكثرَ أكثرَ‏‏‏

نحو يقينِ أسمى‏‏‏

(6)‏‏‏

هي ذي عينُ يقيني‏‏‏

بالشكِّ مسلَّحةٌ‏‏‏

وتخافُ على أفرادِ عناصرها‏‏‏

من عينِ السُّلْطَهْ‏‏‏

ولذا فهي على حذرٍ أقصى‏‏‏

من عين يقينٍ طائشةٍ‏‏‏

قد تُوقعُ صاحبَها في ورطَهْ‏‏‏

أعرفُ يا هذا‏‏‏

أنكَ تغزلُ خيطَ الكلماتِ‏‏‏

وعينُكَ مُغْمضةٌ‏‏‏

هذا ليس شطارَهْ‏‏‏

مغرورٌ مثلُكَ قد ينسى‏‏‏

أنْ يضعَ على الحرف النُّقطَهْ‏‏‏

فالشاطرُ حين يزلُّ... فغلطتُهُ‏‏‏

ألفٌ وثلاثةُ آلافٍ‏‏‏

في الغلطَهْ‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية