|
ملحق ثقافي يقول هو نفسه ذاكراً مكان ولادته: «كان أبي من أهل بلخ. وكان من ملوك خراسان». وبلخ هي قرية في شمال أفغانستان. غادر بلخ رافضاً الثراء الذي كان يحياه، وتوجه إلى بغداد، ثم إلى الشام. اشتهر بزهده وبعمله الشاق من أجل أن يأكل من تعب يمينه، فاشتغل في الزراعة والحصاد وغيرها من الأعمال، ومات في بلاد الروم. وصف فريد الدين العطار رحلة ابن أدهم من بلخ إلى بلاد الشام، وصحبته مع سفيان الثوري والفضيل بن عياض والإمام أبا حنيفة النعمان. ورغم اعتراض البعض على ما جاء على لسان العطار، إلا أن حياة إبراهيم بن أدهم كانت غنية فكراً وعملاً، وكانت كلماته في غالبها تحث على الزهد والتقشف الصدق والتفكر في الله. لم يؤثر الشهرة، وقد كرهها وعدها معادية للإنسان المحب لله، وفيها يقول: «ما صدق الله عبد أحب الشهرة». تحدث ابن أدهم، كباقي المتصوفة، في الحب الإلهي، ولكن، ولسبقه الزمني، يكون هو، وذلك إن صح ما نقل عنه، أول من تكلم فيه، حيث قال: «لو أن العباد علموا حب الله لقلّ مطعمهم ومشربهم وملبسهم وحرصهم، وذلك أن ملائكة الله أحبوا الله فاشتغلوا بعبادته عن غيره، حتى أن منهم قائماً وراكعاً وساجداً منذ خلق الله تعالى الدنيا ما التفت إلى من عن يمينه وشماله، اشتغالاً بالله وبخدمته». وحارب ابن الأدهم الكبر ودعا إلى التواضع، وحذر الناس من الإعجاب بأعمالهم. يتحدث ابن أدهم كيف اهتدى إلى ربه، شارحاً كيف أنه أثناء الصيد سمع نداء: «يا إبراهيم ما لذا خلقت ولا بذا أمرت. فوقفتُ وقلت: أنبهتُ، أنبهتُ، جاءني نذير من رب العالمين. والله لا عصيت الله بعد يومي ذا من عصمني ربي». هذا ما ذكره أبو نعيم الأصفهاني في (حلية الأولياء) من له قيمة. فهو فقير بأي محتوى ذي بال, مع أنه قد يوهم من لا دراية له بأنه شيء أصلي وعميق. وهو يتأسس على ذلك المبدأ الذي أسميه(أزيز الكلمات).فاللغة هنا تئز وتطن, ولكن دون أن تقول سوى ما هو أقل من القليل . ترى هل يحسب بطرس أنه الصخرة التي سوف يتأسس عليها النقد الحديث, أو النقد الذي سوف يسود المستقبل كله ؟ |
|