|
رؤيـــــة فالحوارات المفبركة بكاملها أو في أجزاء منها والتي باتت تطل وبكثرة، مع ازدياد عدد المتطفلين على العمل الصحفي، تؤدي إلى بروز حالة من اللامبالاة واللامسؤولية والفوضى والالتباس والمظاهر المشوشة، وتوصل إلى مرحلة عدم ثقة جمهور النخبة والقراء من صحة الأقوال والمعلومات التي سترد في حواراتهم المستقبلية. وتلك المظاهر السلبية اليومية الناتجة عن تحريف الحوارات الثقافية، والتي تزيد من حدة التداخل والالتباس، بين ماهو صادر عن صاحب الحوار، وما هو ناتج عن مزاجية المحاور، هي أخطر مايمكن أن يتعرض له المبدع، وذلك لأنها تنسب له ماهو غير صادر عنه، لاسيما وان تلك الحوارات المزاجية تصبح موثقة في صحف ومجلات بنسخها الورقية والإلكترونية. لاشك ان العديد من المشاهير في مجالات الإبداع الفني، يفتقرون الى اللغة الحوارية الانسيابية المتقنة والقادرة على الجذب والإدهاش، وفي تصورات أدعياء الصحافة والإعلام أن وجود هؤلاء يعطيهم الحق في الحذف والإضافة دون الرجوع إلى صاحب اللقاء، متجاهلين بذلك ان إعادة صياغة الحوارات الثقافية، تهدف الى إيصالها للقراء بأسلوب خاص بالمحاور، مع المحافظة على السياق العام للحوار أو للحديث الصحفي، وبالتالي فمهمة المحاور تنحصر فقط في مدى قدرته على تخطي الضعف التقني والنواحي الفنية السلبية، التي يمكن أن تظهرفي الحوار الصحفي، بهدف الوصول الى صيغة حوارية عصرية ومتقدمة وقادرة على تحقيق عناصر الدهشة والاعجاب. مثل هؤلاء المحاورين بطريقة مباشرة أو بوسائل التواصل الرقمية العصرية يقاربون ويباعدون، ويحملون الطرف الاخر مواقفهم، لامواقفه، ويدخلوننا في حوارات مزيفة وركيكة ومكرورة، ويريدون إقناعنا أنهم اكثر موهبة وشطارة وعبقرية من الفنان المنسوب له الحوار عن غير حق. وبعض هؤلاء يستهلون مقدمات حواراتهم بأقوال لأفلاطون وأرسطو أو شكسبير أو بيتهوفن أو غوته أو بيكاسو وسواهم من العباقرة والمبدعين الأفذاذ، وهم في ذلك يتصورون ان ذلك سيغطي قصورهم المهني، متجاهلين ان سقوطهم سيكون سريعاً وذريعاً، وبأن الذين أعطوهم أحاديث صحافية، لن يكرروها مرة أخرى. facebook.com/adib.makhzoum |
|