|
ثقافـــــــة الدكتور عبد اللطيف اليونس الذي كان لصحيفة الثورة شرف اجراء اخر حوار اعلامي اجري معه في منزله المتربع على رابية مكتظة بالخضرة والزهور والطيور في المدخل الغربي لمدينة صافيتا في محافظة طرطوس..وتكريما" وتقديرا"لهذه الشخصية الوطنية ومسيرتها الحافلة بالعطاء نذكر فيما بأبرز محطات حياته وأهم أعماله ومؤلفاته الصادرة في السياسة والأدب والحياة:
ولد عبد اللطيف اليونس في بلدة بيت الشيخ يونس، التي تقع في الجنوب الغربي من مدينة(صافيتا) بمحافظة طرطوس سنة 1914 وبلدته تحمل اسم عميد الأسرة العريقة والشهيرة بمركزها الديني والزمني المرموق، وهي تنتمي إلى «آل ياسين» الكرام ويمتد نسبها إلى «محمد بن اسحق التنوخي» أمير اللاذقية. نشأ عبد اللطيف في بيت عريق أنجب العلماء والساسة والمجاهدين.. منذ طفولته كان أساتذته يعهدون إليه بأن يخطب باسم الطلاب في المواقف الرسمية، وكانوا يعدون له الكلمة سواء بالعربية أو الفرنسية، ثم ظهرت موهبته بالارتجال.
تلقى تعليمه على يد العلامة الشيخ عبد الرحمن الخير(1904-1986) والعلامة جبر ضومط(1859-1930). توفي والده وهو لا يزال في الصفوف الابتدائية، كان والده شيخاً ورعاً تقياً،جليل القدر، رفيع المقام وكان براً ومحساناً. أخذ يتابع القراءة والمطالعة رغم الظروف الصعبة التي واجهته بوفاة والده، حتى أصبح مستواه الثقافي لا يقل عن مستوى خريجي الجامعات. تأثره أدبياً لقد تأثر بطائفة من الأدباء الكبار أمثال الأمير شكيب أرسلان وطه حسين ومحمد علي الحوماني ونجيب الريس ومن الشعراء المتنبي وأحمد شوقي وبدوي الجبل وبشارة الخوري وعمر أبو ريشة وإيليا أبو ماضي ونديم محمد والشاعر القروي وحامد حسن وغيرهم. حياته الخاصة اقترن بابنة عمه في سن مبكرة وأنجبت له ابنتين هما (أمل) و(سمية). عمل في التدريس في بلدة (وادي العيون) مدة سنة واحدة، ثم عمل رئيساً لتحرير جريدة (صوت الحق) التي كانت تصدر في اللاذقية، وكان صاحب الامتياز (عابد جمال الدين). اغترابه وفي عام 1947 كلفه رئيس الجمهورية آنذاك شكري القوتلي بالذهاب إلى أميركا الجنوبية والبرازيل والأرجنتين للدعاية للقضية الفلسطينية فلبى الدعوة وزار فنزويلا والبرازيل والأرجنتين والأرغواي وتشيلي، وألقى العديد من المحاضرات في الأندية والمحافل العربية، كشف فيها أطماع الصهيونية في الوطن العربي فنالت هذه الخطب إعجاب وتقدير المغتربين. في مجلس الشعب في أواخر عام 1949 فاز بعضوية مجلس النواب عن منطقة صافيتا، وقد أحدث فوزه ضجة كبرى لأنه وقف في وجه الإقطاعية وتغلب عليها وفاز بثقة شعبية كبيرة، وبهذه المناسبة أرسل إليه الشاعر « نديم محمد» هذين البيتين تعبيراً عن الواقع الاجتماعي في ذلك الظرف: تهنئتي.. لا بالذي أخذها وتركها سيان عند الرجال لكن.. لدرس بالغ وحده لقنته وحدك أهل الضلال وفاز اليونس للمرة الثانية في الانتخابات النيابية عام 1954 وقام خلال الفترة 1954-1958 بنشاط كبير في مختلف المجالات. وفي عام 1961 فاز للمرة الثالثة بالنيابة عن منطقة صافيتا. - أعماله الأدبية في المغترب: وفي مطلع عام 1964 سافر إلى أميركا الجنوبية وزار خلالها فنزويلا والأرجنتين وتشيلي والبرازيل وأسس في / سان باولو/ جريدة الأنباء/ وكرسها للدعوة إلى القضايا العربية والدفاع عن حقوق الأمة والوطن وقضية فلسطين بصورة خاصة. وفي عام 1975 تنازل عن امتياز الجريدة لصديقه الأستاذ نواف حردان. ثم انتقل من البرازيل إلى الأرجنتين تلبية لدعوة المغتربين فأسس فيها جريدة الوطن التي صدرت باللغتين العربية والإسبانية .نال شهادة الدكتوراه من الجامعة الكاثوليكية دعت الجامعة الكاثوليكية في الأرجنتين الأديب الكبير عبد اللطيف اليونس لإلقاء محاضرات عن « الحضارة العربية وأثرها في تطور الإنسانية» لبى الدعوة وألقى محاضرته القيمة التي نالت إعجاب الجمهور فوقف« الدكتور فوسبيري» رئيس الجامعة وارتجل خطاباً تحدث فيه عن شخصية الأستاذ اليونس وأثنى عليه وعلى سعة اطلاعه وغزارة معلوماته قال:« نحن أمام عالم علامة سمعناه سابقاً وبهذه المناسبة يشرفنا أن تقرر جامعتنا أن تمنحه شهادة الدكتوراه وتعتبره عضواً في جامعتنا هذه وفي الجامعات الكاثوليكية في أميركا اللاتينية، ثم قدم له براءة الشهادة وسط عاصفة من التصفيق والتكريم والتهاني الحارة». جوائز نال جائزة جبران خليل جبران العالمية.. حيث منحت لجنة رابطة إحياء التراث العربي في استراليا برئاسة الأديب كامل المر جائزة جبران العالمية إلى الأديب الدكتور عبد اللطيف اليونس تقديراً لشخصه الكريم ومواقفه المشهودة وجهوده الإبداعية في مختلف ميادين الحياة ومؤلفاته الأدبية والمهجرية المتميزة. والجائزة عبارة عن ميدالية ذهبية ملونة معلقة بأشرطة حريرية بلون العلم العربي، ولوحة براءة من الرابطة مكتوبة بخط ذهبي جميل وبصورة جبران، وقد تأسست هذه الرابطة عام 1981 ومنحت هذه الجائزة لأكثر من خمسين شخصية أدبية وفكرية وفنية وعلمية في استراليا والعالم تقديراً لعطائهم المتميز. تكريم برعاية السيدة نجاح العطار وزيرة الثقافة آنذاك/نائب رئيس الجمهورية حالياً/ وبتاريخ 24/4/1993 أقامت مجلة الثقافة لمنشئها الأديب والشاعر مدحة عكاش حفلاً تكريمياً للدكتور عبد اللطيف اليونس بمناسبة نيله جائزة جبران العالمية وذلك في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد، وألقيت في هذه المناسبة كلمات وقصائد لعدد من الكتاب والشعراء وهم/ حامد حسن، حسين الحموي، الدكتور جورج جبور، نعمان حرب، رضا رجب، قمر كيلاني، جابر خيربك، سليمان سلمان وأنور الجندي/ حيث أشادت الكلمات والقصائد بالدور البارز الذي لعبه الأديب المحتفى به على الصعيد الاجتماعي والسياسي والأدبي وإسهاماته في العمل في مختلف ميادين الحياة. وقد تحول حفل التكريم إلى تظاهرة شعبية، ثم تم تقليد الدكتور اليونس الوسام. أعماله ومؤلفاته الأدبية 1- الجيل الجديد 1944 2- ثورة الشيخ صالح العلي 1947- طبعة ثانية 1959- وزارة الثقافة 3- بين عالمين- مجموعة أحاديث ومقالات 1955 4- شكري القوتلي-حياة رجل في تاريخ أمة- دار المعارف مصر 1959 5- المغتربون- مطبعة العرفان- صيدا1964 6- شفيق معلوف شاعر عبقر وأهازيج الفن- بونيس ايريس الأرجنتين 1966 7- زكي قنصل شاعر الحب والحنين- بونيس ايريس 1967 8- من صميم الأحداث 1967 9- مذكرات الدكتور عبد اللطيف اليونس - دمشق 1993 - الجرائد التي أسسها: 1- جريدة / صوت الحق/ في اللاذقية عام 1938-1939 2- جريدة / الأنباء/ صدر العدد الأول بتاريخ 19/3/1969 في مدينة / سان باولو/ البرازيل- صدرت باللغتين العربية والبرتغالية. 3- جريدة/ الوطن/ صدر العدد الأول بتاريخ 16/8/1978 في / بونيس ايريس/ - الأرجنتين بالعربية والإسبانية.. بالإضافة إلى رصيد كبير جداً من المقالات والمقابلات الصحفية والمحاضرات في الوطن والمهجر |
|