تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درة المشرق

البقعة الساخنة
السبت 30-3-2013
علي نصر الله

سورية درة المشرق؛ كانت وستبقى، واذا بدا للبعض أن عباءات الخليج تمكنت من التطاول على سورية؛ فإن ذلك هو شكل وقشرة لا تعكس الحقيقة؛ اذ يصعب على مشيخات الخليج وأسيادها التطاول على صناع التاريخ والحضارة وروادها،

وإن الزبد مهما تكثف وعلا فإنه لن يخفي اللؤلؤ، وإن العفن الخليجي الذي يغطي المشهد العربي لا يخفى لكنه لن يدوم طويلاً؛ ولكم في أنور السادات عبرة.‏

عقب كامب ديفيد 1978 قالت سورية كلمتها؛ وحفظت بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد الجامعة العربية؛ وحافظت على الحد الأدنى من التضامن والعمل المشترك بين العرب رغم شراسة الهجمة؛ فأثبتت سورية مرة جديدة أنها قلب العروبة النابض؛ وأنها الضامن والحافظ والحامي لقضايا الأمة .. وفلسطين أولاً .‏

اليوم تشتد الحرب على سورية، ويستشرس عملاء الصهيونية المقيمون في شبه الجزيرة العربية؛ ومن خلفهم العم سام والغرب المتصهين وبعض الحالمين باستعادة سطوة واستبداد الباب العالي، لكنهم جميعاً يخطئون التقدير لو اعتقدوا للحظة أنهم ربما ينجحون بشطب دمشق عن الخارطة السياسية؛ ويخطئون كثيراً اذا كان تهيأ لهم أنهم نجحوا بإلغاء دورها من خلال إحلال أدواتهم الرخيصة على مقعد سورية في الجامعة ومؤسساتها.‏

نحن لا ندعي أننا نمتلك قدرات خارقة، غير أننا نؤكد اليوم بعزيمتنا وارادتنا وايماننا ما أكده التاريخ القديم والمعاصر: نحن درة المشرق، ونحن العروبة؛ ونحن الشام المباركة؛ ونحن الاسلام الصحيح والمسيحية المشرقية الأصيلة، وهم في الكتاب المبين "الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً " فهل هناك أصدق منه كتاباً ؟!.‏

لا نقلل من أهمية وكارثية ما تقوم به مشيخات الخليج على سورية والأمة، لكننا نثق بقدرة سورية على اسقاط المؤامرة التي تستهدفنا في وجودنا كعرب ليس في سورية بل على امتداد الوطن من المحيط الى الخليج، ذلك أنه اذا كان أنور السادات ذهب بمصر منفرداً الى أحضان اسرائيل والولايات المتحدة، فإن العباءات الخليجية المتعفنة تذهب بالأمة مجتمعة، وتحقق لاسرائيل وأميركا حلماً كانتا قاب قوسين أو أدنى من اعلان اليأس بتحقيقه.‏

في كل الأحوال؛ وفي أسوئها - ويعتقد أنها الأسوأ - فإن لدى سورية من الفعل ما لم تفعله حتى الآن، وإن لدى سورية من الأوراق ما لم تظهرها حتى الآن صوناً لها ولقضايا أمتها، ولدى سورية من الارادة والقدرة ما يجعلها تقلب الطاولة على جميع الأطراف المشاركة في الحرب الكونية الدائرة عليها وعلى أرضها المقدسة.‏

سورية درة المشرق؛ كانت وستبقى، وعلى العقلاء والحكماء في أربع جهات الأرض أن يتقدموا خطوة حكيمة متعقلة الى الأمام تلجم مشيخات النفط والغاز والعثمانيين الجدد والإسرائيليين قبل أن تفلت الأمور؛ وقبل أن تصبح خارج أي سيطرة، وقبل فوات الأوان لأن لسورية والسوريين حدودا للصبر، ولأن السوريين الذين يؤمنون أن وطنهم هو عمود السماء لن يسمحوا المساس به بهذه المقادير من العهر والتزوير، ولن يسمحوا التعرض له بهذه المقادير من الخفة والخسة والدناءة من دون أن يجعلوا الآخرين كل الآخرين يدفعون أثمانا باهظة ربما لن يقووا على دفعها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية