تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ستبقى قلب العروبة

السبت 30-3-2013
أحمد عرابي بعاج

رغم ما حصل في سورية.... وكان, ورغم الأذى من بعض من يسمون أنفسهم عرباً إلا أننا كسوريين دولة ومواطنين لا نكفر بالعروبة, ومازلنا نراهن على دماء تسري في عروق أخوة لنا تقاسمنا وإياهم على مدى التاريخ أذى الغير قبل أن نتقاسم المصالح المشتركة التي مازلنا متمسكين بها.

فالمصالح يمكن أن تكون بين أي دولتين جارتين أو صديقتين تربطهما مصالح مشتركة، ولكن ما يربطنا بعروبتنا تاريخ مشترك ولغة وطريقة عيش وأرض وكرامة.‏

ومازالت سورية كما كانت قلب العروبة النابض كما أطلق عليها التسمية الزعيم الخالد جمال عبد الناصر, ومازالت سورية تعول الكثير على الأمة العربية أن تقف إلى جانب عروبتها وإلى جانب سورية الدولة والشعب ومازال لدينا ثقة بأن الجامعة العربية التي كنا من الدول العربية المؤسسة لها سوف تعود من أيدي سارقيها مدَّعي العروبة الذين تفوح منهم رائحة الغاز والنفط, الذين يملكون المال ولكن حتماً لا يملكون التاريخ.‏

ومازالت سورية تؤمن بعروبتها وحرصها على العروبة والأمة العربية.‏

لقد لعبت بعض الدول المستعربة دوراً خبيثاً في تأجيج الأوضاع في سورية وجعلت من الجامعة العربية طرفاً وعبئاً على الأزمة في سورية بدل أن يكون دورها الأساسي المساهمة في حل الأزمة, وما حصل في الجامعة خلال الفترة الماضية التي مرت من عمر الأزمة الثقيل الظل على سورية والسوريين أن مختطفي القرار العربي لعبوا دوراً مدمراً للجامعة وما تبقى من تضامن عربي ومستقبل عمل عربي مشترك عبر تعطيلها جهود الحكومة السورية في تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية عندما أحسوا أن هذا البرنامج يلقى قبولاً وصدى إيجابياً في الداخل والخارج.‏

وما اجتماع قمة الغاز في دوحة الشر الأسبوع الماضي إلا تجسيد وتكريس لهذا النهج التدميري الذي تلعبه دول بعينها نيابة عن الولايات المتحدة والعدو الصهيوني بالتعاون مع شركائها الإقليميين في الإرهاب “حكومة أردوغان العثمانية”, القصد منها تحقيق أكبر قدر ممكن من الضغط النفسي والتأثير على القرار العربي السوري المستقل.‏

وسورية المتمسكة بسيادتها لا تقبل التنازل عن الثوابت الوطنية والقومية مستندة إلى قوة شعبها وتحمله للضغوط التي تمارس عليه للتنازل عما لا يمكنها التنازل عنه وهو السيادة التي لا يرضى الشعب السوري عنها بديلاً, فهي تعادل كرامته ووجوده وحياته.‏

فما لا يقبل المساس به من قبل الشعب السوري هو السيادة والاستقلال وأغلب ما يحصل الآن في سورية سببه تمسكها بسيادتها واستقلالها الذي لا تقبل التفاوض عليه, وتلك من الجوانب المشرقة التي سوف يسجلها التاريخ لسورية قيادةً وشعباً.‏

فالمطلوب هو سقوط سورية وأن تكون بلا كرامة ولا شرف ولا تاريخ ومن دون دور وخارج موقعها.‏

ولو استجابت سورية للضغوط التي مورست عليها لانتهت الأزمة وانتهت معها سورية الدولة الحرة المستقلة وهذا ما لن يحصل أبداً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية