|
دمشق
وقد بين وزير الثقافة عصام خليل أن المعرض هو فرصة طيبة للاطلاع على الفن التشكيلي السوري وغناه، وعلى تطوره خلال مرحلة سابقة، فقد تميز بلوحات نوعية استمدت معظم افكارها من الواقع السوري وقد عاشته ليس فقط لمجرد النقل وانما بأمل الانطلاق من اللحظة الشاحبة الراهنة إلى افق قادم نبيل وساطع بما تستحقه سورية. وأضاف : هذا المعرض رسالة للعالم كله، نحن صناع الحياة وسكانها والسوريون مصممون على الحياة لانهم يستحقون. ورأى الدكتور احسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين أن استمرار اقامة المعرض السنوي في هذه الفترة من السنة بشكل دوري يعد انجازا بحد ذاته، وخصوصا أن الاعمال المشاركة هي خلاصة اعمال الفنانين خلال عام كامل، وتميزت بتنوع لافت على صعيد الشكل والمضمون والخبرة التي يمكن أن يفيد منها الجيل الشاب من الفنانين، فالاعمال غنية وتمثل الواقع وهي في مضمونها تحكي عن آلام واحلام الشعب السوري. وفي تقييمه للمعرض بين الدكنور فواز البكداش عميد كلية الفنون الجميلة - جامعة دمشق أن ثمة طغياناً لفن التصوير على حساب النحت ويغلب على المعرض الاتجاه التعبيري والرمزي ولكن المعرض في تظاهرته يدل على تعطش الجمهور السوري للفن فهو الشعب الذواق الذي يعنى بالفنون على جميع اشكالها. ويرى الدكتور علي سرميني أن استمرار هذا التقليد السنوي يعني أن نبض الحياة يستمر وأن الحضارة السورية باقية رغم كل الازمات، وعن لوحته التي عنونها « اوغاريت ايقونة التاريخ» قال : إن هذه اللوحة تضم مجموعة مفردات وعناصر الحضارة عالمية كانت او محلية فهي تتحاورو تتماهى مع بعضها البعض، نبض الحياة يستمر وسورية ستنتصر بعون الله. والمعرض تظاهرة فنية راقية تمثل اوجه النشاط التشكيلي في القطر على حد تعبير الفنان التشكيلي جمال العباس، والفنان التشكيلي السوري يحمل نسائم من المكان واثبت دائما حضورا متميزا على الصعيد المحلي والعالمي، ورغم أن اسلوبه لم تتغير ونهجه الفني ايضا، لكن ثمة تجديدات تتناسب مع الظروف التي نمر بها. واكد عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة أن الفنان السوري حاضر في كل المعارض والملتقيات التي استمرت على مدار السنة، وثمة مشروع بأن تنتقل المعارض إلى المحافظات، والدعوة مفتوحة لجميع الفنانين للمشاركة في المعارض، وقد ضم هذا المعرض 135 عملا فنيا بين تصوير زيتي وغرافيك ونحت ويسجل لفنانينا أن اعمالهم لم تتوقف رغم الازمة. ولفت انور الرحبي إلى ان المعرض في هذا العام تميز بمجموعة من الافكار الدرامية فيها حكايات وهذا سبق للمعرض السنوي لهذا العام، فثمة صداقة ما بين الفكرة واللون، فبعد أن كانت الالوان تطغى على سطح اللوحة، باتت الفكرة هي التي تحتل سطح اللوحة ما يدل على أن الفنان السوري هو ابن الازمة، وقد اثبت الفنان السوري جدارة وحضورا وابداعا، فكان صوت سورية الذي يحمل الامل بالانتصار. ورغم أن العديد من الفنانين في المحافظات لم يستطيعوا الوصول للمشاركة لكن المعرض تميز بحضور لافت حسب رأي علي الكفري الذي شارك بلوحة لامرأة من التراث من التراث الجزائري، ورأى في المعرض تظاهرة فنية رائعة للمحترفين من الفنانين خصوصا في هذا المكان التراثي الرائع. ويرى الدكتور ايهم اديب أن هذه التظاهرة الثقافية في داخل احد اهم المعالم التاريخية في دمشق القديمة هو بمثابة الشعلة في زمن البرد وبمثابة المنارة، يثبت للعالم اجمع قوة الشعب السوري وتجدده بالرغم من كل المصاعب، إنه السفينة الفينيقية التي تجوب البحار برغم كل الاعاصير، وهو الطائر الذي يطال كل الجزر والشواطئ. أما اسماء الفيومي فوجدت أن المعرض حدث مهم للفنانين التشكيليين والجمهور معا، لأنه يشكل فرصة للحوار وتبادل الآراء لأنهما عنصرا الحياة بالنسبة للفن وهو فرصة ايضا للشباب لاكتساب خبرة الفنانين المحترفين فهذه التظاهرة ضرورة وحاجة للتواصل بين الفنانين وخصوصا بهذه المرحلة. وعن مشاركتها تحدثت الفنانة النحاتة يسرى محمد عن عملها الذي اطلقت عليه اسم القوة بأنها ارادت أن توصل رسالتها عبر منحوتتها بان بداخل كل انسان قوة كامنة باتجاه الخير يستثمرها في لحظات الضعف لتكون قوة له في نصرة الحق والخير. ومن وحي ياسمين دمشق قدم الفنان التشكيلي غازي كاسوح منحوتته التي اطلق عليها « عبق الياسمين» ضمنها نفحات من التراث والاصالة والحضارة وتعبر عن انثى منتفضة كناية عن سورية المتجددة وانطلاقها بعد الازمة، فحضارة آلاف السنين لن يستطيع أي غزو أن يشوهها .
واللافت في المعرض ذاك الحضور الكثيف للفنانين التشكيليين والجمهور المهتم، ما يؤكد أن الفنان يسمو فوق الجراح والآلام ويثبت للجميع أنه لازال حاضرا والحياة تستحق أن تعاش وأن عليه أن يقدم ما عنده من خلال فنه ورؤيته للعالم الذي ينتمي اليه. يذكر أن المعرض أقيم بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين. |
|