تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


متلازمة القوة.. والحماقة

حدث وتعليق
الأحد 14-12-2014
فؤاد الوادي

هل حقاً تمتلك الولايات المتحدة تلك المتلازمة؟.. حتى لا نُتهم بالتسرّع، فإنه يكفي استحضار تجارب الأخيرة قريبها وبعيدها المضمخة بدماء الشعوب والتي كانت كارثية بامتياز ليس على المنطقة فحسب بل على العالم أيضاً،

للجزم إن الامبراطورية الأقوى تمتلك الثنائية بشكل لا يقبل الجدل أو النقاش أو حتى مجرد التفكير بطرح هذا السؤال، رغم اعتراض البعض أحياناً على مفردة (الحماقة) الواردة في تلك الثنائية واستبدالها بمصطلح (الذكاء المفرط) بدليل أن سياسات الولايات المتحدة قد نجحت بالنفاذ والتسلل والولوج إلى أعماق المنطقة والعالم واحتلالها دولاً بعينها بعد إضعافها وإفشالها وسلبها قرارها وإرادتها وسيادتها ومقدراتها، غير أن جدلية ذلك الاعتراض تضمحل وتنتهي عند الحديث عن تلك الأثمان والتكاليف الباهظة جداً لذلك (الذكاء المفرط) والتي تجاوزت بكارثيتها كل حدود المتوقع والمعقول والذكاء!.‏

ما هو مؤكد أن العالم وشعوبه الغارقة في دمائها بفعل ثنائية (القوة والحماقة) الأميركية لم يعد بعد الآن بحاجة إلى قرائن وبراهين وأدلة لإثبات أن الولايات المتحدة ومن لفّ لفيفها من حلفاء وأتباع وأدوات هم السبب الرئيس لكل تلك الدماء المتدفقة في شتى بقاع الأرض حتى لو كانت تلك الأدلة والقرائن قادمة من قلب الولايات المتحدة على شكل اعترافات جديدة لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين تؤكد أن سياسة بلادهم كانت وراء ذبح وتدمير شعوب وبلدان بأكملها.‏

ما هو مؤكد أيضاً أن العالم بات اليوم على حافة الهاوية نتيجة تلك السياسات التي تحكمها المصالح والأطماع وازدواجية المعايير بعيداً عن الحريات والديمقراطيات ومصالح وحقوق الإنسان التي لاتزال تستخدمها الأخيرة كمطية لغزو الشعوب واحتلال الدول.‏

روسيا أعادت بالأمس دق ناقوس الخطر لمواجهة تلك السياسات الأميركية المدمرة التي باتت ترتكز على تصدير الموت إلى دول العالم المنخرطة جُلّها في المشروع الأميركي، لكن الإشكالية تبقى في استجابة دول الدول التي لم تستثنِها ارتدادات تلك السياسات والتي بدأت تضرب في أعماقها بشكل ينبئ بمزيد من الخراب والدمار والحماقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية