|
الأحد 14-12-2014 وإنما من كون النظام السعودي يمتلك الخطاب التدميري للإسلام والعروبة، باسم الإسلام والعروبة.. وهذا ما جعل المحافل الصهيونية في العالم، والإدارات الأمريكية المتعاقبة تعمل للمحافظة على هذا النظام، مهما كانت مساوئه على صعيد الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة، وممارسة التعصب ضد الطوائف والأديان الأخرى. فمسألة الديمقراطية التي تتحدث عنها أمريكا هي مجرد خطاب.. يلقيه الرؤساء الأمريكيون أمام العالم، أما هي في حقيقة الأمر فلا تعنيها الديمقراطية.. فالديمقراطية بالنسبة لسياساتها الخارجية، وبخاصة في العالم العربي، مسألة هامشية، فكل الأنظمة التي تدور في فلك أمريكا.. هي أنظمة قمعية، وفاسدة، ولا تمثّل شعوبها، وليس لديها مجالس نيابية منتخبة، أو دساتير وقوانين مقرّة عبر مؤسسات ديمقراطية منتخبة من الشعب. لأن الشعب في تلك الأنظمة، وبخاصة في السعودية مجرّد من حقوقه كلّها.. وحق الشعب السعودي، هو ما يمنحه الملك له من فتات العطاء.. ولهذا فإن أي صوت يرتفع في السعودية ودول الخليج.. للمطالبة بحق الشعب بالديمقراطية والمساواة والحرية.. هو صوت «كافر»، ومن حق النظام السعودي قمعه، والبطش به، بدءاً من السجن وصولاً إلى الإعدام، كما هو حال الشيخ: «نمر النمر» وآلاف السعوديين يقبعون في السجون السعودية، إضافة إلى حالة القمع التي تمارسها جماعات النهي عن المنكر والأمر بالمعروف ضد الشعب السعودي.. وهي حالة قمعية في ظاهرها دينية، وفي حقيقتها قهرية تحت ستار الدين، للحفاظ على مهابة وقداسة النظام. إن أمريكا التي تنافق في خطابها الديمقراطي، تسمح للنظام السعودي أن يقتل ويسجن وأن يمنع المرأة من الحصول على حقّها وأن يمارس القمع على المسلمين الذين لا ينتمون للوهّابية الذي صنعته بريطانيا في زمن ما، ودعمه الغرب اليوم بغية تكفير المسلمين وتمزيقهم. يرى هنري كيسنجر الذي لم يغرب من سماء السياسة الأمريكية منذ عقود.. أن الرأي الإسرائيلي القائل بالحفاظ على النظام السعودي مهما كان هو رأي صحيح، فهذا النظام يشكل الضامن الحقيقي لبقاء إسرائيل في منأى عن خطر عربي مشترك كما حصل في حرب تشرين عام 1973، أو عن نشوء ثقافة مقاومة وعداء لإسرائيل، فالسعودية هي التي دفعت بأنور السادات إلى إقامة سلام مع إسرائيل، وهي التي مارست سطوتها على الأردن والقيادة الفلسطينية لعقد معاهدات سلام. ويرى كيسنجر أن الوضع في السعودية الآن لا يوحي بالاستقرار. ففي رمال الصحراء تتحرك عاصفة غير مرئية بحكم التعتيم الإعلامي الذي يمارس على تحركها في السعودية دول الخليج، ولكن على أمريكا الحفاظ على هذا النظام ولو تطلّب الأمر تدخلاً عسكرياً، وعدم خذلان هذا النظام كما خذل حسني مبارك في مصر.. وكل ذلك من أجل الحفاظ على بقاء إسرائيل وعلى أمنها وسلامتها واستمرارها. والدور السعودي كما كان مهماً في الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي، وفي أفغانستان فهذا الدور عاد من جديد إلى الساحة.. في زمن تتشكل فيه قوى جديدة تسعى لزحزحة أمريكا عن قيادة العالم..والنظام السعودي في رأي السياسة الأمريكية حليف استراتيجي، ومن أهم ما يقوم به هذا النظام الآن تمويل الحركات الدموية الإرهابية لتدمير الدولة السورية، والدولة العراقية.. وتأجيج الصراع المذهبي، لتحويل الصراع في المنطقة خارج الكيان الصهيوني.. ودعم المدارس والدراسات والاتجاهات الدينية التي تلغي الآخر، وتكفّره في محاولة لتدمير الوحدة الإسلامية التي تشكل متراساً قوياً في وجه المد الصهيوني. فالنظام السعودي اليوم كما قال رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق : من بوابة النظام السعودي تمر كل مشاريعنا في المنطقة.. والتي تخدم استراتيجياتنا الطويلة المدى في بقاء إسرائيل واستمرار تدفق الوطن.. وبقاء المنطقة تحت تأثير عواصف لا تنتهي. |
|