|
دراسات ومع أن هذه الإدارة تعلن أن الغارات الجوية التي تشنها ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية تكلف الخزينة الأميركية 3ر8 ملايين دولار يومياً في زيادة عن الكلفة التي أعلنت قبل ذلك فإنها تواصل حملتها الفاشلة دون أي اعتبار لاستنزاف جيوب الأميركيين لأنها أساساً تبحث عن استنزاف حلفائها وتفريغ خزائنهم وفرض الأتاوات عليهم فهي تدعي أنها أنفقت منذ بدأت غاراتها الجوية ضد تنظيم داعش في العراق في 8 آب الماضي ثم في سورية حوالي 580 مليون دولار ويمثل هذا الرقم زيادة على ذلك الذي أعلنه البنتاغون سابقاً والذي بلغ نحو سبعة ملايين دولار يومياً وهو ما يؤكد استخدام الولايات المتحدة ذريعة الحرب على الإرهاب لمنع إفلاس خزينتها. ولدعم وجهة النظر هذه يرى العديد من المحللين المستقلين أن هذه التكلفة هي أدنى بكثير مما هي عليه في الحقيقة ومن هؤلاء تود هاريسون الخبير في مركز التقييمات الإستراتيجية والموازنة في واشنطن والذي يقدر كلفة هذه العمليات العسكرية الأميركية بما بين 4ر2 و8ر3 مليارات دولار سنوياً مشيراً إلى أن الكلفة الأكبر تدفعها دول النفط المنخرطة تحت عباءة السياسة الأميركية. وحتى تستمر سياسة الاستنزاف هذه تخترع الولايات المتحدة في كل مرة لعبة جديدة في سياق حربها المزعومة على الإرهاب فمرة ترسل الأسلحة إلى من تسميهم المعتدلين ومرة تقول أنها بصدد إطلاق خطة جديدة بعنوان برنامج الفرز الذي يختار من يجب تدريبهم وتبنيهم وهذا الأمر كشفته صحيفة واشنطن بوست الأميركية التي قالت إن الولايات المتحدة تحاول تكرار تجربتها في تدريب وتسليح من كانت تدعوهم(المجاهدين الأفغان) بزعامة أسامة بن لادن في ثمانينيات القرن الماضي بأفغانستان من خلال خوض مغامرتها الجديدة مع من يحلو لها إطلاق مسمى (المعتدلين السوريين) عليهم، ولكنها الآن وبعد أن تلقت الصفعة من صنيعتها بأفغانستان سواء إرهابيي القاعدة أم حركة طالبان تحاول تطبيق خطة دعتها (الأساس المشترك لبروتوكلات الفرز) على أدواتها الجدد في المنطقة لضمان عدم انقلابهم عليها. وفي تفاصيل خطة الفرز المذكورة يقول الكاتب ميسي رايان نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع (البنتاغون) إن الجيش الأميركي سيخضع المسلحين الذين يشملهم برنامج التدريب والتسليح الأميركي الجديد لتقييمات نفسية وفحوص حيوية واختبارات تحمل الضغط في إطار برنامج الخطة الجديدة التي سيتبعها في محاولة لتخفيف المخاطر وحجم المغامرة التي تواجه الولايات المتحدة خلال توسيعها نطاق الدعم والتسليح لهؤلاء الأشخاص. وبحسب هؤلاء المسؤولين تم تطوير هذا البرنامج بشكل أساسي من قبل القيادة المركزية الأميركية ويتضمن تعميم أسماء المسلحين المتدربين على أجهزة الاستخبارات الأميركية ونظيراتها الأجنبية ووضع قاعدة بيانات عنهم إضافة لجمع بيانات حيوية عنهم والسعي للحصول على معلومات بشأن خلفياتهم من بلداتهم الأصلية في حال كان ذلك ممكناً مع خضوع متزعميهم إلى مراقبة وفحص إضافيين فضلاً عن أن برنامج الفحص والرصد لن يبدأ بشكل رسمي إلا بعد أن يصوت الكونغرس الأميركي لمصلحة تقديم المزيد من الدعم لبرنامج التدريب المذكور. والمفارقة المثيرة للسخرية أن الواشنطن بوست تنقل عن هؤلاء المسؤولين إقرارهم بأنه وحتى بعد انتهاء برنامج التدريب الأميركي فإنه لن يكون بإمكان هؤلاء المسلحين أن يحدثوا فرقاً على الأرض إلا بعد وقت طويل وخصوصاً أن الجيش الأميركي يبحث في أربعة مواقع للإشراف على التدريب من قيادة مركزية في المنطقة، ويقول المسؤولون الأميركيون إن برنامج التدريب سيجري في السعودية وتركيا وبلدين آخرين، وأن تدريبات من هذا النوع تجري بالفعل حالياً في قطر وقد يتم ذلك في الأردن أيضاً. بهذه الصورة تحارب الولايات المتحدة الإرهاب وتزعم أنها ستقضي على تنظيماته المتطرفة في الوقت الذي تدعمها بالأسلحة والمال وبرامج التدريب والفرز والخلط السياسي والعسكري مضللة العالم بكل الطرق والسبل . |
|