|
مجتمع موسم وافر من الأرباح لانتهازي دفن الفقر على أكتاف دراويش دفنهم الفقر ، الحجج و الذرائع لديهم سيل جارف لا ينتهي من ارتفاع تكاليف و تأرجح دولار و أجور عمال .. و ..يا حرام .. بالكاد رغم تكدس الأموال يجنون ما يبقيهم على قيد تجار في زمن الإفلاس الأخلاقي والإنساني .. كثر هم ممن شاركوا في تكفين و دفن مواطن في قبر الفقر و هو على قيد حياة .. والموؤود إنسان مقهور ما زال - نكاية بجشع تجار - يرفع شعار .. « أنا صامد ومقاوم طمعاً و استغلالاً و أنياباً ومخالب لمصاصي عرق مواطن « .. للأسف هم أبناء هذا البلد من بائع و سائق تكسي و سيرفيس و حرفي و مهني و طبيب وصاحب مشفى وتاجر .. فالتسعيرة لديهم كانتقام الزباء ورد كيد من استغلال مورس عليهم بالتتابع .. أما أصحاب الشقق المأجورة فبينهم وبين الرحمة قطيعة ، و الضمير في سبات صيفي و شتوي .. فالطلب فاق العرض والأجور تخطت استطاعة جيب نازح .. حتى الشقق على العظم وجدت من يتهافت عليها فلا نوافذ و لا أبواب و لا شروط كريمة لإقامة بشرية .. و كل فترة هناك زيادة غير مبررة في إيجار يلتف كحبل مشنقة حول عنق مهجر لا سائح .. و بعد أن ودع أصحاب الفنادق مواسم سياحية متهاوية بسبب أزمة .. كان المهجرون كبشاً سميناً يروي تعطشهم للمرابح ، و هذا ينطبق على سلسلة خدمات معيشية ضرورية لا كمالية كأجور المواصلات المزاجية التي لم يعد يضبطها إيقاع أو ضابط . لقد حان الأوان لاستيقاظ الضمائر .. فالأزمة فرصة للتعاضد و التكافل الاجتماعي و الإنساني و الإحساس بوجع من كوتهم تداعيات حرب طرقت الأبواب دون رحمة ، و الوطنية ليست شعارات ترفع في المناسبات ، بل هي ترجمة عملية لتماسك المجتمع و التحلي بقيم إنسانية تخفف حدة الأزمة لا تزيدها بيد ابن البلد !! |
|