|
الكنز ولا يوجد في الأفق ما يوحي بأن تحسناً قريباً سيطرأ على الراتب الشهري للموظف. ما يعيد إشارات الاستفهام للتكرار عن مدى استمرار الوضع الاقتصادي والحالة المعيشية الصعبة؟ وأين المخرج؟! فكثير من العوامل الداخلية الداعمة لاستقرار السوق عادت إلى طبيعتها، وثمة تنوع واضح في التشكيلة السلعية الزراعية والمصنعة ودخول سلع جديدة محلية الصنع ومنافسة على خط الإنتاج، وفي هذا المشهد يبدو أن شبح الدولار وتذبذبه يبقى الأكثر حضوراً بين الحجج لتبرير الوضع القائم في الأسواق. ولا أحد ينكر أن استقراراً غير مرض كان أصاب أسواقنا في الفترة السابقة قبيل انجرار الأسعار إلى هذا الحد وترك شيئاً من التفاؤل مع تحسن الأوضاع بأن الأسواق نحو الأفضل لجهة انخفاض الأسعار، وما حدث على عكس التوقعات جنون في أسعار المواد مع شيء من استنفار الجهات المعنية دون القدرة على تحقيق إنجاز يذكر على الأرض إلا مجرد إعادة وتدوير مله المواطن والقارئ. ونحتاج اليوم لبصيص أمل بضرورة اقتلاع أسباب ما يحدث الآن في الأسواق، فهناك من يصفه بأنه مجازاة لصمود المواطن طوال تسع سنوات بالتوازي مع حالة من اللامبالة أو انفصال عن الواقع تزيد فيها الطينة بلة عقوبات خارجية ظالمة آن لها أن تتراجع مع اقتناع أرباب السوق من التجار والمضاربين وغيرهم بأن الحياة عادت و(استمرار الحال من المحال). على أي حال ستون يوماً تفصلنا عن نهاية عام ربما كان الأسوأ على صعيد تراجع الوضع المعيشي، لكنه الأفضل بين السنوات السابقة على صعيد الاستقرار الأمني والاقتراب من إعلان النصر الكبير للجيش العربي السوري وهذا إنجاز لا يقدر بثمن؛ إلا أنه يحتاج لمؤازرة بقية القطاعات ليسد رمق مواطن أتعبته الحرب الطويلة ولا ننكر ما لعبته قطاعات عامة وخاصة في أوقات الذروة من دور مهم، لكن عودة المياه إلى مجاريها لا يعني التراخي وترك الأسواق على مصراعيها تنهش في لقمة عيش المواطن محدود الدخل. |
|