تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكد في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني استعداد روسيا لإقامة مؤتمر دولي حول سورية في أي مكان يناسب المشاركين فيه.. لافروف: سورية محور الاستقرار في المنطقة و روسيا حريصة على وحدتها واستقرارها .. صالحي: حـل الأزمـة يجب أن يتـم داخلياً والمسلحون يعرقلون عملية الإصلاح

سانا- الثورة
صفحة أولى
الخميس 14-6-2012
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده لاقامة مؤتمر دولي حول سورية في أي مكان يناسب الاطراف التي ستشارك فيه.

وشدد لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي على تطابق الموقفين الروسي والايراني تجاه حل الازمة السورية وضرورة مشاركة كل اللاعبين الدوليين في المؤتمر الدولي المقترح الذي سيكون هدفه الاساسي دعم تنفيذ خطة كوفي أنان مبعوث الامم المتحدة الى سورية بشكل كامل‏

داعيا جميع الاطراف الدولية الى استخدام جميع أدواتها وامكانياتها للدفع باتجاه الحل داخل سورية والضغط على كل الاطراف للجلوس الى طاولة المفاوضات.‏

وقال وزير الخارجية الروسي ان سورية هي محور الاستقرار في المنطقة مؤكدا حرص بلاده على وحدة سورية واستقرارها ولاسيما أنها دولة متنوعة ومتعددة القوميات ولديها وضع معقد.‏

وأضاف لافروف قبل أيام استهدفت عدة هجمات مدارس ومؤسسات ادارية في سورية وكل أعمال العنف يجب أن تتوقف في سورية ولكن اذا كان هناك اجماع دولي للالتفاف حول خطة أنان وانجاحها فنحن نعتقد وأقولها بكل صراحة ان كل طرف في الازمة والقضية السورية يجب أن يكون مسؤولا عما يفعل .‏

وحذر لافروف من اتجاه بعض الاطراف لاجراء سيناريوهات أو تطبيق النموذج الليبي في سورية مشيرا الى انه ما زال للموضوع الليبي تداعيات ومضاعفات كثيرة لم تتخلص منها ليبيا ولا المنطقة المحيطة بها والاطراف الدولية تعاني أيضا من هذه القضية.‏

ولفت لافروف الى انه ما زال هناك أحد المواطنين الروس تم اعتقاله في ليبيا مع وجود حصانة والقرارات الدولية معتبرا ان مجلس الامن يجب أن يكون له ردة فعل على هذا الحادث.‏

واكد لافروف ان البعض يقولون انهم يقدمون دعمهم لخطة أنان ولكن بنفس الوقت يقولون أيضا ان الخطة ستواجه الفشل محذرا من المساعي التي تريد افشال هذه الخطة وقال يجب أن تكون تصريحاتنا مطابقة لاعمالنا ولذلك نحن نعتزم اجراء مؤتمر دولي لايجاد حل للوضع السوري وندعو كل الاطراف لكي يدعموا ويؤيدوا خطة أنان ويساعدوا على تنفيذها .‏

وردا على تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون حول تسليم روسيا لمروحيات عسكرية الى سورية قال لافروف سبق لي أن قلت منذ أيام في مؤتمر صحفي عقد في موسكو اننا نختتم الان تنفيذ العقود التي تم توقيعها وتسديد أثمانها منذ فترة طويلة ولا تخص كل تلك العقود الا وسائل الدفاع الجوي.‏

وأشار الى أن البنتاغون أكد في أعقاب تصريحات كلينتون المذكورة أنه لا يمتلك معلومات من هذا القبيل.‏

وشدد لافروف على أن توريد الاسلحة الروسية الى سورية لا يخالف أي اتفاقيات دولية والقوانين الروسية المتعلقة بقواعد التصدير التي تعد من القوانين الاكثر صرامة في العالم.‏

وقال لا نورد الى سورية ولا الى أي مكان اخر وسائل تستخدم لقمع المتظاهرين السلميين بخلاف الولايات المتحدة على سبيل المثال التي تبيع الوسائل الخاصة من هذا القبيل الى دول المنطقة بشكل دائم فقد استوردت احدى الدول الخليجية دفعة من هذه الوسائل مؤخرا لكن الامريكيين رأوا أن ذلك شيء طبيعي مضيفا ان موسكو لا تورد لدمشق الا الاشياء التي ستحتاج اليها في حال العدوان من الخارج.‏

من جهة اخرى اشار لافروف الى أنه بحث مع صالحي عددا من القضايا الاقليمية ولاسيما القضية الفلسطينية التي وصلت اليوم الى ذروتها وتحتاج الى حل سريع اضافة الى بحث العلاقات الثنائية وخاصة التجارية وامكانية رفع مستوى التبادل الى اكثر من ثلاثة مليارات دولار.‏

وقال لافروف ناقشنا في اجتماعاتنا ومحادثاتنا اليوم موضوع محادثات خمسة زائد واحد مع ايران في موسكو معتبرا أن الجانب الايراني يرغب باجراء محادثات بناءة وترسل الى الحل بشأن البرنامج النووي الايراني.‏

وحول الحظر الاوروبي أحادي الجانب اكد لافروف معارضة موسكو مثل هذا النوع من الحظر من أي طرف كان ضد ايران أو ضد أي دولة أخرى لان هذا من شأنه الاضرار بالامن العالمي برمته.‏

من جانبه جدد وزير الخارجية الايراني تاكيده أن الموضوع السوري يجب أن يتم حله داخليا ولكننا للاسف نشهد أن أطرافا يدعمون المعارضة السورية ويرسلون قوات من خارج سورية وميليشيات ولا يسمحون للدولة السورية أن تجري اصلاحات يريدها الرئيس السوري ووعد بها وبعض هذه الاصلاحات تم تنفيذها مثل الدستور الجديد واجراء انتخابات مجلس الشعب.‏

وشدد صالحي على انه يجب أن تعطى لسورية ولحكومتها الفرص لتطبيق الوعود التي اطلقتها تجاه اصلاح الامور التي يطالب بها الشعب السوري مشيرا الى ان هناك اطرافا يريدون تضييع مثل هذه الفرص واهدارها.‏

واعرب صالحي عن امله في اطار المقترح الروسي ايجاد مؤتمر دولي حول سورية من الدول التي تشارك في هذا المؤتمر في أن تنسجم وتنسق مواقفها لايجاد حل يخرج سورية من أزمتها بشكل سلمي مؤكدا التطابق في وجهات النظر بين طهران وموسكو بشأن الموضوع السوري.‏

وقال وزير الخارجية الايراني نحن نطالب ونتطلع الى ايقاف نزيف الدم في سورية ونرجو من الاخرين أن يوفروا الفرص لهذا والا يدعوا الازمة السورية تستمر ونزيف الدم في هذا البلد لان هذا يخالف حتى المواقف المعلنة من قبلهم مشددا على ان الذين يقولون انهم يريدون الامن للشعب السوري يرسلون الاسلحة ويدعمون المعارضة المسلحة هناك وهذا يخالف حتى المزاعم التي يطلقونها.‏

من جانب اخر اشار صالحي الى ان هناك اتفاقات تم التوصل اليها بشأن محادثات موسكو حول الملف النووي الايراني معربا عن تفاؤله بشان نتائج المحادثات بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد.‏

بدوره جدد ممثل الرئيس الروسي الخاص لشؤون الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف امس موقف بلاده الداعي الى تسوية الازمة في سورية وفق خطة مبعوث الامم المتحدة كوفي أنان وتضافر الجهود الدولية من خلال العمل مع الحكومة السورية والمعارضة بما يخدم مصالح التسوية السياسية للازمة في سورية.‏

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية امس ان ذلك جاء خلال مباحثات اجراها بوغدانوف في موسكو مع المدير السياسي في وزارة الخارجية الفرنسية جاك أوديبير أعير الاهتمام الاساسي فيها للوضع في سورية مشيرا الى ان الجانبين تبادلا الآراء حول آفاق التسوية السياسية الدبلوماسية للازمة في سورية على اساس خطة أنان.‏

واضاف البيان ان بوغدانوف عرض كذلك خلال المباحثات الموقف الروسي الداعي الى الاسراع في عقد مؤتمر دولي حول سورية بهدف الاسهام الفعال بتنفيذ خطة أنان من قبل جميع الاطراف مؤكدا ضرورة وقف جميع اشكال العنف في سورية.‏

وفي سياق متصل أكد العميد مسعود جزائري مساعد رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية ان الولايات المتحدة مع الحكومات الرجعية بالمنطقة وبعض الدول الاوروبية منيت بهزيمة ساحقة رغم ما قدمته من تكاليف باهضة لاركاع سورية حكومة وشعبا.‏

وقال جزائري في تصريح له أمس ان سورية حكومة وشعبا نجحت مرة أخرى في اجتياز مرحلة الازمة والحاق هزيمة أخرى تضاف إلى الهزائم التي منيت بها القوى الغربية خلال السنوات الاخيرة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية