تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أطفــــــــال فيلـــــــم ســــيلينــا ينتظـــــــرون أجـــورهـــــــم‏

مجتمع‏
الخميس 27-8-2009م‏
غصون سليمان‏

اعتدنا أن نشاهد بعض الأطفال الموهوبين يؤدون أدواراً فنية وتمثيلية بشكل طبيعي ، وغالباً ماتكون هناك أعمال درامية أبطالها أطفال من أعمار مختلفة تنال جوائز على مستويات عدة داخل البلاد وخارجها .‏

وإذا كنا نتفهم دور الموهبة والنجاح في إغناء بعض الأعمال الفنية إلا أننا لانرى مبرراً بأن يحرم عدد من الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي وتحديداً صف سابع وثامن من حقهم المادي جراء مشاركتهم في فيلم سيلينا لأكثر من 25 يوماً وهذا الانقطاع الطويل عن المدرسة أثر على مستوى أداء هؤلاء، فبعد أن كانوا من المتفوقين إلى حد ما إلا أن درجة نجاحهم نهاية الفصل الدراسي للعام الحالي لم تكن بالمستوى المطلوب إذ نجح البعض بدرجة وسط وآخرون تشحيط كما يقال ورسوب للبعض الآخر .‏‏‏

سامر عزام والد الطفل سومر وهو أحد الأطفال الذين شاركوا في فيلم سيلينا الذي عرض مؤخراً في سورية جاء إلينا شارحاً قصته بالقول: إن أحد الأشخاص العاملين بالفيلم المذكور ويدعى ن. د المسؤول عن جمع الأطفال تعرف على ابني سومر وهو من الأوائل بمدرسة الشهيد حسان أديب بشير وطرح علي موضوع مشاركة ابني سومر بالفيلم وبعد أخذ ورد وكان الاتفاق بداية على أن يعوض غياب ابني وزملائه بعد موافقة إدارة المدرسة على تبرير الغياب وتأمين مدرسين خصوصيين لهم كي لايتأثر مستقبلهم الدراسي .‏‏‏

وبناء على ذلك جاء المذكور ن. د بكتاب من إدارة الفيلم وهم الفنان دريد لحام ورياض محفوظ مدير الانتاج يبين فيه حاجة المعنيين بالفيلم لهؤلاء الأطفال فتم الاتفاق مع موجه المدرسة نضال قاسم لتبرير غياب الأطفال شرط رعايتهم والاهتمام بهم .‏‏‏

وأ ضاف الأب عزام: بأن ابنه سومر كان يصور المشاهد أحياناً من المساء ولساعات من الليل ويذهب صباحاً بعد ذلك إلى المدرسة مما أثر على اجتهاده رغم أنه كان مرشحاً العام الماضي لبطولة الجمهورية على الحزام البني حسب قوله.‏‏‏

إلا أن ماحصل لغاية الآن لم يأخذ الأطفال حقوقهم المتفق عليها بين الأهالي و ن.د حين انتهاء الفيلم وهو مبلغ 50 ألفاً ومافوق وبعد فترة تصوير 45 يوماً .‏‏‏

ماحصل هو أننا وقعنا في فخ يقول والد سومر عزام وباسم جميع المشاركين : إذا لم يأخذوا ما اتفق عليه من أجر ولادروس خصوصية اعطيت لهؤلاء حتى أجرة النقل والطعام كانت على حساب الأهالي والأهم من كل ذلك أن رحلة البحث والسؤال عن مكان ن. د لم تجد نفعاً إذا غير أرقام تلفوناته ولم نعد بمقدورنا أن نرى له أثراً ، يؤكد سامر عزام رغم تكرار الاتصال وللوقوف على ملابسات هذه القضية اتصلنا بالاستاذ رياض محفوظ منتج ومنفذ فيلم سيلينا وسألناه عن ملابسات هذه القضية فكان جوابه واضحاً بالقول : إن مستحقات جميع ممن يعمل في الكومبارس تصرف أجورهم كل اسبوع تقريباً وذلك بالتنسيق مع أحد الأشخاص عن طريق مدير الانتاج حيث مهمة هذا الشخص نور الدكاك الوارد اسمه آنفاً هو المسؤول عن إحضار الأطفال وغيرهم ونحن لاعلاقة لنا بضمائر هؤلاء الناس وكيف يتعاملون مع الأشخاص المطلوبين للعمل.‏‏‏

وأكد بأن الإيصالات والكشوفات مسددة بالكامل عن طريق هذا الشخص حيث كانت تصرف اسبوعياً المبالغ حسب عدد الأطفال المتواجدين بالعمل وأن إدارة الفيلم بريئة الذمة تجاه هؤلاء فهي لاتعمل إلا بشكل سليم مع مقتضيات العمل الفني ولاعلاقة لها بسلوك بعض أشخاص العمل التي ترتبط مع الشركات وتتفق معها حول آلية تأمين الكومبارس .‏‏‏

وقال محفوظ:‏‏‏

أنا شخصياً أتساءل لماذا انتظر هؤلاء مايقارب الستة أشهر ليبتروا هذا الموضوع معرباً عن وقوفه إلى جانب هؤلاء ومساعدته لهم لنيل حقوقهم في حال ماوصل الأمر إلى القضاء وتمت ملاحقته قانونياً محملاً الأهل جزءاً من المسؤولية تجاه أطفالهم علماً أن التصوير كان يتم ما يقارب الثامنة مساء لبعض الوقت ونحن لاندري إن كان هؤلاء في المدرسة أو غير ذلك وحتى لاأعرفهم شخصياً ولاذنب لنا في هذا الإشكال.‏‏‏

لمــــــــــــــــــــــــاذا‏‏‏

إن عرض هذه الحالة ليست من باب التشهير أواقتناص بعض الزوايا النائمة في مجالات العمل وإنما هذه القصة تطرح تساؤلات عدة ....‏‏‏

لماذا يسلك الأهل أولاً بعض الطرقات غير الآمنة؟‏‏‏

ولماذا يتهاون الأهالي بهذه الطريقة مع مستقبل أبنائهم؟‏‏‏

وإن كان الدافع وراء البعض هو المال نتيجة الفقر والحاجة ربما لشراء حاسوب يلبي طموح رغبة هذه المرحلة من التعليم .‏‏‏

والأمر الآخر أن يشارك الأطفال ويساهمون في أعمال فنية أمر طبيعي ومطلوب لضرورات أي عمل يحتاج إلى ذلك لكن المأخذ هنا بأي حق تتساهل إدارة مدرسة عن طريق موجه اتفق مع المسؤول عن جمع الأطفال بفيلم سيلينا لتبرير غياب مجموعة من الأطفال لأكثر من 25 يوماً دون أي ضمان لحقوقهم مع هذا الشخص ؟؟‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية