تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حملة وطنية لمحاصرة الأكياس البلاستيكية

مجتمع‏
الخميس 27-8-2009م‏
سامر محمود‏

أقامت وزارة الدولة لشؤون البيئة بمناسبة إطلاق الحملة الوطنية ندوة بيئية تحت عنوان «لا لأكياس البلاستيك» بمشاركة وزير الدولة لشؤون البيئة ووزيرة الإدارة المحلية ومديري البيئة والجمعيات الأهلية والحكومة المهتمين بشؤون البيئة وعدد من الأساتذة المختصين‏

وذلك للتعريف بمضار الأكياس البلاستيكية وما تسببه من أضرار على الانسان والبيئة، حيث تعتبر حتى الآمن من أكثر المواد ملاءمة للاستخدامات اليومية ولأغراض متنوعة، نظراً لخفة وزنها ورخص ثمنها وتوفرها في كل مكان.‏‏

خطر يتهدد البيئة‏‏

وأكدت الدكتورة كوكب الداية وزيرة الدولة لشؤون البيئة من خلال الندوة على خطورة الأكياس البلاستيكية التي أصبحت مشكلة ضاغطة على البيئة، بسبب تراكمها والآثار البيئية والصحية والاقتصادية الناتجة عنها، فخطر البلاستيك يتمثل في تأثيره الضار والمدمر على البيئة وعدم مناسبة الكثير من مخلفاتها لإعادة التدوير والاستفادة منها، كما أن طريقة التخلص بعد الاستعمال وحرقها ينتج عنه غازات ومركبات عضوية شديدة السمية مثل الديوكسين، ومعادن ثقيلة ضارة تلوث مصادر المياه والتربة والهواء، حيث تلجأ بعض مصانع البلاستيك غير المرخصة إلى استخدام نفايات بلاستيكية محتوية على العديد من المواد الضارة في صناعة العبوات والأكياس الملونة وغير الشفافة واستخدامها في تعبئة الطعام، مما يشكل خطورة جسيمة على صحة الانسان،‏‏

كما تسبب الأغلفة والأكياس البلاستيكية التي ترمى مباشرة في البيئة مشكلات عديدة جمالية وصحية وبيئية، وأكدت الدراسة أن انتشارها في المناطق الريفية والمراعي أحدث أضراراً على الحياة الحيوانية من أبقار ومواش وأغنام وينتج عن ذلك نفوق كثير منها بسبب تناولها لها .‏‏

تأثيرها على صحة الانسان‏‏

وبينت د. الداية: من الضروري ملاحظة لون الأكياس، فكلما كانت شفافة وصافية وخالية من الألوان والروائح، أصبحت آمنة، كما أنه لا يفضل استخدامها في تعبئة الأطعمة الساخنة، وحفظ الطعام حسب تحذيرات اختصاصيو التغذية، لأن المادة الكيميائية التي تدخل في تركيب هذه الأكياس يمكن أن تتفاعل مع المادة الغذائية التي بداخلها.‏‏

إيجاد بدائل‏‏

وأوضحت د. الداية أن هذه الحملة الوطنية تهدف إلى نشر الوعي البيئي حول مصادر هذه الأكياس أولاً والتحول التدريجي لاستخدام البدائل ثانياً، فتأثيراتها الضارة تفرض على الجميع التعاون من أجل تنمية معارف المواطنين عن هذه الأضرار، تمهيداً لتشكيل اتجاهات سلبية نحوها، وصولاً للتخلي النهائي عنها واستخدام بدائل آمنة.‏‏

تكوين وعي بيئي‏‏

وأشار الدكتور نادر غازي مدير التدريب والتوعية والإعلام البيئي إلى دور الفرد والمجتمع والجمعيات البيئية الأهلية في التخلص الآمن من النفايات الصلبة ، مع التركيز على الأكياس البلاستكية وتوضيح مفاهيم أساسية مثل البيئة التي تحيط بالكائن الحي من عوامل ومكونات حية وغير حية حيث يؤثر فيها ويتأثر بها، والتربية والتدريب والسلوك الإنساني والتربية البيئية التي هي منهج تربوي تهدف إلى تكوين وعي بيئي من خلال تزويد الفرد بالمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تنظم سلوكه وتمكنه من التفاعل مع بيئته الاجتماعية والطبيعية بما يسهم في حمايتها وحل مشكلاتها واستثمارها استثماراً مرشداً ومستداماً، فمن خلال قيام الأفراد والجمعيات البيئية والمجتمع بدورهم في التخلص من النفايات الصلبة يحقق الميزات التالية: 1- يجعل الترابط والصلة بين الجهات الحكومية والمجتمع قوياً من أجل البيئة وبهدف التخلص من النفايات 2- تؤمن فرصة تعزيز العمل التطوعي3- الإسهام في تطبيق القوانين والتشريعات البيئية.‏‏

إحصائيات تنذر بالخطر‏‏

قدرت كمية النفايات البلاستيكية في سورية عام 2009 حوالي 543 ألف طن/ سنة وفق المخطط التوجيهي لإدارة النفايات في سورية، ويبلغ عدد المنشآت الصناعية المرخصة لصناعة الأكياس والمنتجات البلاستيكية‏‏

(أكياس بلاستيكية وصفائح حقن) حسب احصائيات وزارة الصناعة حوالي 538 منشأة صناعية تبلغ الطاقة الإنتاجية لها بالمجمل حوالي 144896طناً.‏‏

أنقذوا البيئة‏‏

وأمام هذه الأرقام الكبيرة للنفايات البلاستيكية ولاسيما الأكياس ومنتجات التغليف، والأخطار التي يمكن أن تنتج عنها على الصحة العامة والبيئة نرى من الضروري القيام بخطوات لمواجهة هذه المشكلة والعمل على تقليل الآثار الناتجة عنها، فهل نتمكن من حماية بيئتنا وصحتنا أم نقف مكتوفي الأيدي أمام مادة ضارة وسامة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية