تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


آخر السلاطين في الغربال

رؤية
الخميس 10-4-2014
وفاء صبيح

قبل بضعة ايام قرات مطالعة لكتاب ينبش في تاريخ عبد الحميد، آخر سلاطين بني عثمان القدامى، على اعتبار ان نسخة جديدة منهم هلّت على تركيا وتمثلت في شخص اردوغان.

الصفعة الاولى من الكتاب كانت للعقول الجامدة، فعنوانه توكيدي «السلطان عبدالحميد الثاني ودوره في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين».‏

وهي لطمة لكل من كان يعتقد، وهم كثر، ان لعبد الحميد دورا تاريخيا في الحفاظ على فلسطين، الكتاب يقول شيئا اخر، يثبت بالورقة والقلم ان السلطان استقبل تيودور هرتزل سبع مرات، وانه كان يتشدد في العلن ويتساهل سرا عما يفعله اتباع هرتزل على ارض فلسطين.‏

الصفعة الثانية للعقول النشطة وقد ولدتها التعليقات التفاعلية على المنشور، معظمها كانت تصب باتجاه قوامه تأليه السلطان وخلع هالة العصمة عليه، وهي صفة لاتمنحها الا العقول التي تهاب تحريك الراكد، وتخشى الحفريات الجديدة التي تخلخل البنى الفكرية التي الفتها، وما يسوقه الكتاب بمنزلة زلزال ضرب هذا النوع من التفكير المتعصب، رغم ان الباحثة تدلل بالوثيقة ان عدداليهود، مثلا، في فلسطين تضاعف ثلاث مرات في عهد السلطان المذكور، ووصلت نسبتهم الى احد عشر بالمئة من اسكان في عام 1908.‏

كتاب الباحثة الاردنية فدوى نصيرات يقول ان «تردد السلطان وتساهله إزاء هرتزل» كان سببا في اختراقات حققها اليهود في الاراضي الفلسطينية ابان غض طرف السلطنة عن فعالهم، ومع الدلائل كلها مافتئت التعليقات من وصم الكتاب بانه منبر لتمرير محاربة الاسلام، وانه معزوفة يراد بها تشويه «الوجوه النضرة في تاريخنا»‏

مطالعة المطالعة والتعليقات عليها تنفع كثيرا في معرفة انماط تفكيرنا الاحادية، فمن خلالها ندرك عمليات تحول الادمغة، بعلمنا او في غفلة منا، الى مستنقعات لاترحب الا بالبعوض.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية