تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تحالف لدعم الإرهاب!

حدث وتعليق
الخميس 10-4-2014
ناصر منذر

لم يعد الحديث عن التحالف الصهيو-السعودي بالأمر المستغرب بعد أن وضعت العلاقات بين آل سعود وبني صهيون في سياقها الطبيعي بحكم الروابط العضوية التاريخية بين الجانبين،

والتي حالت بعض القيود والمحرمات الأخلاقية المتصلة بطبيعة الصراع العربي الصهيوني من الإعلان عنها بشكل صريح وفج خلال العقود الماضية، إلى أن كشفت الأزمة في سورية وضلوع الطرفين في افتعالها خبايا تلك العلاقات، وعرّى الشعب السوري بصموده حكام آل سعود وأسقط عنهم ورقة التوت الأخيرة.‏

فالتنسيق السعودي الصهيوني لدعم الإرهاب في سورية، وصل اليوم إلى حد السماح للطائرات السعودية بالتحليق فوق اسرائيل لمساندة الطائرات الأميركية التي تنقل السلاح إلى الإرهابيين، وهذا الأمر لم يكن للكيان الصهيوني أن يسمح به لولا علمه اليقين بأن طائرات آل سعود ستكون الرديف الأساسي لسلاح الجو الصهيوني في أي عدوان جديد يستهدف سورية، أو المقاومة في لبنان، أو مصر والعراق مستقبلا حسب ما يقتضيه المشروع الصهيو أميركي المعد للمنطقة عبر البوابة السورية.‏

ومن هنا فإن المباركة والرعاية الأميركية للحلف الصهيو- وهابي ضد سورية تأتي كنتيجة طبيعية للنهج الإرهابي الذي تتبعه إدارة أوباما تجاه الشعب السوري، فهي لا تقل عن ذاك الحلف تعطشا لدعم الإرهاب، خاصة وأنها تعمل اليوم على استكمال خطتها الجديدة لرفع منسوب الدعم للعصابات الوهابية من خلال امدادهم بالمزيد من الأسلحة النوعية الفتاكة، وزيادة تمويلهم والإشراف المباشر على تدريبهم، حتى أن جون كيري المحبط من هزائم تلك العصابات على يد الجيش العربي السوري يستميت من أجل لجوء إدارته للخيار العسكري لإنقاذ ما تبقى من المجموعات المسلحة، ورفع معنويات أفرادها المنهارة.‏

إذاً الهزائم المتلاحقة والخوف من ارتداداتها العكسية هي من تدفع أقطاب الحلف العدواني لابتكار أساليب جديدة من التعاون، في محاولة يائسة أخرى لتعديل موازين القوى على الأرض، لأن خسارتهم المحتومة في سورية سيترتب عليها دفع فواتير الحساب، وآل سعود وبنو صهيون هم أول الخاسرين، يضاف إليهم بطبيعة الحال السيد الأميركي والشريك الدموي أردوغان، ولذلك فهم يعملون ليل نهار على أن تبقى نيران الإرهاب في سورية مشتعلة, لمحاولة تدمير سورية باعتبارها رأس الهرم المقاوم أولا، ولابعاد شبح سقوطهم ثانيا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية