تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ستبقى قمماً شامخة

مجتمع
الخميس 10-4-2014
فاطمة حسين

شريط الذكريات ينساب أمام عيني وأنا أرى الجبال الخضراء التي تمتد بمحاذاة الساحل السوري ...و في يوم صيفي عندما ذهبنا إلى منطقة كسب منذ أعوام وكان ذلك في شهر آب المتميز بحرارته العالية

ومع ذلك كانت النسمات الباردة تلفح الوجوه نظرا لارتفاعها الشاهق عن سطح البحر ولا أنسى أهلها الطيبين حين قمنا بزيارة أسرة تسكن في أعلى السفح و كرم الضيافة كانت من أهم صفات أهل هذه المنطقة ...و قضينا وقتا ولا أروع في حضن تلك الجبال الخضراء ..والسمرا و قصص (ضيعة ضايعة) لا تزال تملأ المكان في كل زاوية من زواياها ..‏

وأمامي صورأخذت في أماكن تصوير شخصياتها فمن صورة على درج بيت (سلنكو)العاشق الولهان لابنة المختار..وبيت المختار وبيت جودي الذي تسكنه سيدة عجوز وحيدة لازالت تصدح أركانه بأصوات من مثلوا فيه ..هذه الضيعة الساحرة والتي لم يزرها احد إلا وعاد ومعه صورة ساحرة عن طبيعتها الخلابة ...وإن هذه الغابات الخضراء الواسعة يمكن أن تمتد إليها يد الأشرار لتقوم بحرقها وتهجير أهلها وهدم بيوتها .وبتغطية وقحة من قبل نيران (جارتنا) العدو اللدود لتغطي هجوم الإرهابيين بكل أدوات إجرامها وحقدها ناسفة بكل حقوق الجيرة منتهكة حرمة حتى سابع جار ...و شاطئها اللازوردي قد دنسته أقدامهم القذرة ومجرموها يجلسون على صخوره الموزعة هنا وهناك ...‏

لم اصدق إن هذا سوف يطال تلك المنطقة الآمنة الهادئة التي شهدت زواياها كاميرات الدراما السورية وهي تنقل كل ما هو جميل لتعرف العالم على المناطق السياحية في بلدنا الغالية على قلوبنا ...‏

ومع ذلك .. سورية ستتعافى رغم كل الجراح المثخنة التي تغطي جسدها وهي الآن في طور الخروج من هذه الأزمة التي أخذت من السوريين كل تعب وجهد ..هذه حال سوريتنا الغالية فهي في فترة نقاهة ما بعد الحرب الكونية التي لم تنته بعد والتي دخلت عامها الرابع وهي تجابه الوحوش الكاسرة التي تحاول نهش جسدها من كل الجهات..سوريتنا التي لم يتركوا وسيلة قذرة إلا واتبعوها على أرضها وعلى شعبها والتي أرادوا النيل من عزتها وصمودها بقيت واقفة عزيزة مرفوعة الرأس رغم جراحها النازفة والتي لازالت تنزف من جوانب عدة وآخرها كسب بالقضاء على الجزء الأخضر والحيوي الذي يمثل رئة سورية لما تملك من جمال وهبه الله لها..‏

لا يدري الأعداء من أين سيجهزون على سورية من الشمال أو الجنوب من الشرق أو الغرب ...فكل الجهات التي يريدون الهجوم منها هي مصيدة لهم فالجيش العربي السوري ينتشر في كل شبر من الأرض السورية ولن ينالوا منها ...‏

هو الجيش العربي السوري الذي عاهد الله والوطن أن لا يترك إرهابيا واحدا على أرضها مهما كلفه ذلك من التضحيات الجسام .. وهاهو يسطر أروع البطولات وفاء لذلك العهد الذي قطعه أمام الله والوطن ...‏

....ولكن أحذية بواسل قواتنا المسلحة قد سحقت كل هؤلاء لتطهر هذه الأراضي والجبال الخضراء من دنس هؤلاء القتلة والمجرمين..وهم يواصلون مسيرة نصرهم المؤزر في هذه المنطقة الجميلة ليعيدوا أهلها إلى ديارهم ويعيدوا اللون الأخضر إلى غاباتها وأشجارها والأمان الى بيوتها كما كانت قبل أن تصل نيران الشر..كما كل المدن والقرى التي دخلها الجيش العربي السوري في كافة المحافظات السورية ....‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية