تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حوار ..مصالح ..احترام متبادل

البقعة الساخنة
الاثنين2-2-2009م
أحمد ضوا

ضخت زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق ولقائه مع السيد الرئيس بشار الأسد جرعة إضافية من التفاؤل بعودة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي بعد ثماني سنوات عجاف فشلت فيها إدارة جورج بوش تطويع سورية أو ثنيها عن مواقفها المبدئية إزاء مصالحها والحقوق العربية .

وسورية التي كانت دائماً تنادي بالحوار وتعمل لتكريسه كأساس في التعامل بين الدول ولحل الخلافات جددت موقفها هذا بتأكيد السيد الرئيس بشار الأسد لوفد الكونغرس الأميركي أهمية قيام حوار إيجابي وبناء بين سورية والولايات المتحدة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لقناعتها وإيمانها بأن هذا الأسلوب هو الطريق الأسلم للتفاهم حول القضايا الإقليمية والدولية وبناء علاقات ثنائية مفيدة وفعالة للطرفين تسهم مباشرة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وتحفظ مصالح البلدين.‏

وفي الجانب الآخر أي الأميركي هناك المزيد من المؤشرات على تبني إدارة أوباما فلسفة التغيير الذي كان شعاراً للحملة الانتخابية للرئيس باراك أوباما ولكن التغيير الذي تنشده دول المنطقة وشعوبها هو رؤية سياسات أميركية جديدة تأخذ بعين الاعتبار المصالح والحقوق العربية التي حاولت إدارة جورج بوش هضمها وتقويضها خدمة للمصالج الإسرائيلية والاستعمارية،الأمر الذي أدى إلى دخول المنطقة في حالة عدم استقرار خطيرة لاتزال تداعياتها تنذر بأخطار كبيرة إذا لم تسرع إدارة أوباما في الكشف المبكر عن سياستها ورؤيتهاالعملية وليس الإعلامية لإيجاد مخارج سياسية للأزمات التي تسببت بها إدارة بوش في المنطقة.‏

إن إعراب وفد الكونغرس عن تطلع الإدارة الأميركية الجديدة إلى تطويرالعلاقات السورية - الأميركية بما يخدم الاستقرار في الشرق الأوسط وتفاؤلهم ببداية جديدة بما يخدم البلدين وضرورة تجاوز الصعوبات بالمزيد من الحوار، إضافة للحديث عن المصالح المشتركة هو مؤشر مهم على التغيير في التعاطي السياسي الأميركي مع سورية قياساً بمرحلة الإدارة السابقة على الأقل في التصريحات وليس المواقف التي تحتاج إلى مزيد من الحوار حول القضايا الشائكة والمعلقة بين البلدين.‏

كما يقدم إعلان رئيس الوفد الأميركي آدم سميث عن الكثير من الخطوات والترتيبات في العلاقة المشتركة بين أمريكا وسورية والحديث عن سفارة جديدة في دمشق مؤشراً إضافياً على التوجه والرغبة الأميركية بالتعاون مع سورية وبنفس الوقت هو اعتراف بدورها وأهميتها في المنطقة.‏

إن سورية لاتبني سياستها على التصريحات الإعلامية رغم أهميتها ومفصليتها زمنياً ومكانياً ....وهي بالتأكيد تنتظر من الجانب الأميركي الخطوات العملية ويدها ممدودة إلى التعاون الذي يحفظ المصالح ويقوم على الاحترام المتبادل .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية