|
شؤون سياسية وهذا الكابوس سبب الهيستيريا لقادة العدوان، ما دفعهم لأخذ الحيطة والحذر، تحسبا لوقوع جنودهم أسرى في أيدي المقاومة وبدأ الخوف من الوقوع بالأسر يرافق الجنود والضباط الإسرائيليين من لحظة دخولهم أرض قطاع غزة وحتى مغادرة آخر جندي إسرائيلي لها، وكي لايكون لديهم شاليط آخر يطالبون به، وأعطوا هؤلاء الجنود أوامر تقضي بتجنبهم الأسر مهما كلف ذلك من أثمان وإن وصل الأمر بهم لأن يفجروا أنفسهم بالقنابل التي يحملونها وعدم التسليم بالأمر تحت أي ظرف من الظروف رغم يقين قادتهم بأن جنودهم أجبن من أن يقوموا بذلك. حيث كانت هذه الإجراءات الخاصة بموضوع الأسرى قبل بداية الحرب تقضي بمحاولة إيقاف المركبة التي تقل الجندي الأسير وإدخال قوات كبيرة للمنطقة بهدف إدارة مطاردة ساخنة ولكن هذه المرة كانت الأوامر قاطعة. هذه الأوامر كانت قوات الاحتلال طبقتها أثناء العدوان على أرض الواقع، وأطلقت النار على جنود تم أسرهم بالفعل من قبل فصائل المقاومة. ونشرت القناة التلفزيوينة العاشرة أيام العدوان تسجيلا لأحد قادة الفرق العسكرية وهو يقول لجنودة قبل لحظات من دخولهم القطاع: إن السلاح الأسطوري الذي تسعى حماس لتحقيقه خلال الحرب هو أسر جندي أو جنود وأنا من ناحيتي يجب ألا أقول لكم هذا ولكن أيا من جنود الكتيبة 51 لن يقع في الأسر مهما كان الثمن حتى لو اضطر الجندي لفعل أي شيء بنفسه دون أن ينسى بالطبع أن يقتل القوة الخاطفة. ما فعلته اسرائيل بجنودها الأسرى وما أملته من تعليمات على آخرين بهذا الشأن يؤكد مرة أخرى التاريخ الإجرامي لهذا الكيان، ويخالف ادعاءاته التي يزعم من خلالها حرصه على أمن جنوده، ويؤكد أيضا أن الصهاينة يفضلون مصالحهم دائما ، خاصة إذا تعلق الأمر بمنافع خاصة أو أرادوا تحقيق مكاسب سياسية متجاوزين جميع القرارات الدولية ومنتهكين حقوق الإنسان في كل زمان ومكان وكائنا من كان. كيف لا، وهم يلقون كل الدعم والمساندة ويمدون أذرعهم لتجاوز كل ما يصدر عن المنظمات الدولية، التي باتت عاجزة حقا عن تطويع إسرائيل، التي يظن قادتها على أنهم قادرون على قيادة دفة الصراع في المنطقة ، متناسين ما حل بهم في حرب تموز 2006 وفي غزة الصامدة قبل أيام. وسط هذه المعطيات وهذا الصمت حولت إسرائيل الأراضي العربية المحتلة إلى مكان تفعل فيه ما تشاء، من ترويع وقتل وترهيب وارتكاب ما يحلو لها من فظائع لتؤكد للعالم بأسره أنها كيان إرهابي غير قابل للتعديل. |
|