|
شؤون سياسية والممكن تحقيقها وكذلك توفير جميع الوسائل لجعل هذه الأهداف ممكنة التحقيق. وإذا نظرنا إلى مسألة الصراع العربي الصهيوني لوجدنا أن أصل المشكلة هو الاحتلال الصهيوني والذي بدأ بإعلان قيام الكيان الصهيوني عام 1948 وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه منتهكاً القرارات الدولية التي طالبت بقيام دولتين على أرض فلسطين, وبذريعة حماية هذا الكيان الغاصب جرى ويجري دعمه من قبل الغرب سياسياً وعسكرياً واقتصادياً, واستمر تجاهل الغرب لمأساة الشعب العربي الفلسطيني، وهكذا وبذريعة واهية وهي حماية الكيان الغاصب وتوفير ما يسمونه الأمن له، توالت الحروب العدوانية والمجازر المروعة التي يشنها إرهابيو تل أبيب ضد الفلسطينيين والعرب وبدعم سافر ومكشوف من قبل الغرب الاستعماري ففي عام 1956 شارك الصهاينة في الحرب العدوانية عام 1956 ضد مصر والمعروفة باسم العدوان الثلاثي وفي 1967 شن إرهابيو إسرائيل حرباً عداونية ضد مصر والأردن وسورية واحتلوا ما تبقى من فلسطين إضافة إلى أراض عربية مصرية وسورية وبدؤوا باستيطان الأراضي الفلسطينية والعربية ببناء مستوطنات صهيونية وجلب المستوطنين إليها، وواصلوا تهويد القدس وسرقة المياه العربية وقضم المزيد من الأراضي وتشريد أصحابها الشرعيين. إن السياسات الاستيطانية والعنصرية الصهيونية بادية للعيان، فقد بنوا جدار الفصل العنصري ويتابعون مجازرهم الدامية، وآخرها حربهم البربرية ضد غزة الصامدة وقبل ذلك عدوانهم الهمجي في تموز 2006 ضد لبنان. إذاً المسألة واضحة كعين الشمس في رابعة النهار، الإرهابيون الصهاينة لا يريدون السلام بل يسعون إلى احتلال مزيد من الأرض العربية ويريدون من العرب استسلاماً غير مشروط كي يهيمنوا على المنطقة، وهذا بحجة أنهم يدافعون عن أمنهم المزعوم وبدعم سياسي وعسكري واقتصادي غربي وأميركي خصوصاً، يحاولون قلب الحقائق، لذا تجد أن المسؤولين الغربيين عموماً يتحدثون وبإسهاب عما يسمونه الحفاظ على أمن إسرائيل وإذا تكرموا على العرب فإنهم يتكلمون عن مأساة إنسانية وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة مثلاً. إذا الصورة الأوضح للمشكلة هي أن الغرب يتجاهل الاحتلال وهو موقف استعماري يعود بنا إلى جذور القضية الفلسطينية حيث زرع الغرب وبريطانيا بشكل أكثر تحديداً هذا الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي ودعمه ويدعمه كما أسلفنا وهو يراهن عليه وعلى تفوقه العسكري والاستراتيجي في المنطقة, وهذا هو جوهر الموقف الغربي لأن منطقتنا مهمة له بل هي أهم منطقة في العالم، ففيها الثروات المادية والبشرية ولها الموقع الاستراتيجي الهام، لذا فهم لايريدون لشعوب المنطقة أن تنعم بالاستقرار ولا أن تتقدم إلى الأمام. أمام هذا الواقع بكل تفاصيله فإن مقاومة هذا المشروع هي الأمر الأجدى ولايبقى أمام العرب سوى الممانعة والتصدي لهذه الاستراتيجية الغربية الثابتة ومقاومة المشروع الصهيوني بالوسائل المتاحة كافة، وإذا كان من المعروف أن الحق يؤخذ ولايعطى وهذه هي التجربة البشرية أمامنا فإن الاعتماد على النفس أولاً وتوحيد الجهود العربية والاستفادة من الرأي العام المؤيد لقضايانا وكذلك الاعتماد على الأصدقاء وهم كثر بدءاً من تركيا ومروراً بإيران وانتهاء بدول مثل فنزويلا يبدو أكثر من ضروري في هذه الأوقات. لأن الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً محكومة باستراتيجية حماية إسرائيل كرأس جسر للهيمنة على المنطقة العربية وحتى لا نكون متشائمين تماماً من النوايا الحقيقية لإرسال ميتشل إلىالمنطقة والتي يرى الخبراء أنها تعكس رغبة واشنطن في خوض حرب دبلوماسية وتوفير المناخات الملائمة لإخراج نفسها من الورطة العراقية، لذا يتم الإيحاء بأن قضية فلسطين والمنطقة تتجهان نحو تحقيق السلام وهذا الأمر لن يتحقق سوى بالاستعداد والتأهب والمقاومة، فالقوة تصنع السلام، أما الضعف والتشرذم فلن يفيدا سوى الكيان الصهيوني الذي لا يريد السلام، أما الغرب بأطيافه المختلفة فلن نستفيد من مبعوثيه إلا عندما يعترف أن أصل المشكلة وجوهرها هو الاحتلال وأن الحل يكمن في إنهاء هذا الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه وهذا لن يتحقق سوى بتضامن عربي فعال والالتفاف حول المقاومة ودعمها، أي بكلمات أخرى فإن شرعية الكفاح العربي وعلى جميع الصعد ضد الاحتلال هي ما يجب ترسيخه في الأذهان العربية قبل الغربية إذا أردنا فعلاً تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة. |
|