تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوباما... مواجهة بيروقراطية البنتاغون

شؤون سياسية
الاثنين2-2-2009م
توفيق المديني

حسب نصوص الاتفاقية الأمنية التي هي بمنزلة المعاهدة التي تشرعن بقاء القوات الأميركية في قواعد عسكرية ثابتة سواء في داخل المدن أو خارجها، تكون شبيهة بما حققته الولايات المتحدة في كل من اليابان وألمانيا عقب نهاية الحرب العالمية الثانية،

فإن القوات الأميركية التي يبلغ عددها 141000 جندي أميركي يجب أن تغادر العراق من الآن ولغاية 31 كانون الأول 2011، باستثناء «المستشارين العسكريين» المكلفين الاستمرار في تدريب القوات العراقية.‏

وبالمقابل، فإن الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما الذي يريد مضاعفة وحدات القوات المسلحة الأميركية في أفغانستان (31000) خلال سنتين، قد صرح خلال الأيام الأخيرة عن طريق مستشاريه، بأنه لايزال وفياً لوعده الذي قطعه خلال حملته الانتخابية، بإخلاء العراق من الجيوش المقاتلة في غضون ستة عشر شهراً، بدءاًَ من يوم استلامه مهامه، أي في نهاية أيار 2010.‏

موضوع الانسحاب الأميركي من العراق، أثار نزاعات حادة بين الرئيس أوباما وكل من القيادات العسكرية ووزير الدفاع روبرت غيتس، الذين يعارضون انسحاباً أميركياً سريعاً من العراق.‏

بالنسبة للرئيس أوباما، فقد أعلن في خطاب له ألقاه يوم 15 تموز 2008، أن الالتزام العسكري الأميركي في العراق يبعدنا عن التهديدات التي تواجهنا والفرص العديدة التي يمكننا اغتنامها، وأضاف أوباما قائلاً: إن الحرب في العراق تضعف أمننا وموقعنا في العالم، وجيشنا، واقتصادنا، وتنهك الموارد التي نحتاجها لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.‏

وعقب انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، كان الجدول الزمني الذي وضعه أوباما لانسحاب الجيش الأميركي من العراق خلال مدة زمنية لاتتجاوز ستة عشر شهراً متوافقاً مع نص الاتفاقية العراقية الأميركية، بيد أن القيادة العسكرية الأميركية، لم تكن متوافقة مع خطة أوباما، ولامع الشروط التي فرضتها الاتفاقية الأمنية حول وضع الجيش الأميركي.‏

يقول الكاتب والصحفي غاريث بورتر في مقالته التي تحمل العنوان التالي «هل السيد أوباما سجين صقور العراق في الولايات المتحدة» المنشورة بصحيفة لوموند ديبلوماتيك، كانون الثاني 2009 مايلي: «هكذا واجه السيد أوباما بيروقراطية البنتاغون التي أعلنت عن تصميمها على المحافظة على وجودها في العراق يتناقض كلياً مع سياساته ومع الرغبة التي عبّرت عنها الحكومة العراقية بوضوح.‏

فالضغط الذي لايمكن مقاومته، الذي مورس على السيد أوباما لكي يحتفظ بوزير الدفاع روبرت م. غيتس في البنتاغون يجب أن يفهم في ضوء هذا التحدي المفتوح لزعامته حول مسألة خارجية بالغة الأهمية...إن مغزى اختيار السيد غيتس واضح للعيان، فهو معروف بمعارضته خطة الانسحاب التي وضعها السيد أوباما إلى جانب القيادة العسكرية.‏

بين استمرار الرئيس أوباما بتصريحاته الصحفية حول السياسة العراقية، لجهة التزامه بالجدول الزمني للانسحاب من العراق، وأنه هو الرئيس الذي يقضي بتبليغ القيادات العسكرية مهامهم، يعتقد المحللون العسكريون أنه بمجرد إعادة روبرت غيتس إلى منصبه في وزارة الدفاع، فإن الملف العراقي قد انتقل من البيت الأبيض إلى إدارة البنتاغون.‏

كاتب تونسي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية