|
مجتمع لدعم اقتصاد الأسرة، سواء كانت زوجة او ابنة، واذا كان من قبل من يتهم دخل المرأة بأنه يذهب لزينتها ولباسها، فان اليوم هذه التهمة انتفت مع الحاجة الماسة لكل ليرة من دخلها، ليس للكماليات وانما لضروريات الحياة، من طعام ودواء وتعليم الأبناء. يكرر هذه الأيام أصحاب محلات الألبسة في معرض شكواهم من كساد البضاعة(من قبل كانت الموظفات يأتين في مواسم التنزيلات فيشترين لنفسهن ولأولادهن اما هذه السنة فلا يأتين الا بنسب قليلة). ولايبدو هذا غريبا حيث تضطر المرأة لتحقيق الأولويات في سياستها الشرائية، تقول احدى السيدات أولادي أحدهما في الروضة والآخر في الصف الأول في مدرسة حكومية، وتعرفين في هذه السن يمرض الأطفال كثيرا وتكلفة كل زيارة للطبيب 1000ليرة سورية، وقسط الروضة شهريا 2000ليرة سورية، والباص 1000ليرة علما ان المد رسة حكومية، بالاضافة الى فواتير الكهرباء والهاتف، فلا يبقى لنا من رواتبنا أنا وزوجي الا للطعام، هناك الكثير من الأمور التي أصبحت كماليات غير ضرورية بالنسبة لنا ومنها الملابس،علما أننا موظفو فئة أولى. وتقول السيدة نهلة: أسبوعيا ندفع 1600ليرة سورية لأستاذي الرياضيات والفيزياء، لابننا الصغير لأنه في صف الباكالوريا، وندفع لابننا الكبير فقط للمواصلات ألفين ليرة، ويزداد هذا الرقم لأنه قد يبقى في الجامعة حتى المساء. في السابق ربما كان هناك قول ليس هناك ضرورات ملحة لعمل المرأة كون مستوى المعيشة والأسعار وغيرها لم تكن كما هي عليه الآن، مقبولا ، لكنه اليوم مرفوض، وهذا الواقع الجديد للمرأة الذي من متطلباته الاهتمام برفاهيتها الا أنها لاتستطيع بسبب الغلاء. لقد أصبح عمل المرأة السورية مصدرا حقيقيا من مصادر دخل الأسرة وحجر أساس لبناء أي أسرة سورية، في السابق كان عمل المرأة يشكل عثرة في طريق زواجها لدى الكثيرين والكثيرات، لكنه أصبح في الوقت الراهن شرطا لبناء أسرة لتحقيق العيش المشترك بسبب عجز الرجل عن تأمين متطلبات الأسرة لوحده في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة من تأمين أجرة السكن والمأكل والتكاليف وغيرها من الاحتياجات التي أصبحت ضرورية في عصرنا والتي كانت في قرون ماضية رفاهية لدى الكثير. ان متوسط دخل المرأة العاملة في سورية في القطاع الحكومي10000 ليرة سورية، ويقترب منه في القطاع الخاص، لكنه لم يعد يكفي لسد احتياجات الأسرة ولو كانت صغيرة في ظل الارتفاع المتزايد للأسعار كما قلنا، وهذا الأمر أصبح يشكل للعديد من النساء العاملات مصدرا جديدا للتعب والضغط النفسي، فهي تعمل وتعمل دون أن تكون قادرة على تلبية جميع احتياجات أسرتها، فكيف احتياجاتها هي ورفاهيتها، سواء من لباس او نزهات في العطل، فدخلها ينفق بأكمله على الأطفال لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم التي لا تنتهي. تتعب المرأة في عملها لتحصل في النهاية على راتبها ولتنفقه على أسرتها، وكذلك يتعب الرجل، وان كان في الماضي يحتسب عمله ويناقش عملها الاأن صعوبة الحياة وارتفاع الأسعار، حرمها الرفاهية، وأجبرها على اغلاق باب ذلك النقاش، فهل توحدا لتحقيق الأولويات. |
|