تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هانيبال عزّوز.. ثالثاً في جائزة سعاد الصباح

رسم بالكلمات
الاثنين2-2-2009م
هانيبال عزّوز : مواليد مدينة (سلمية) .شارك في العديد من المهرجانات الشعرية داخل القطر. حائز عدة جوائز شعرية.فازت مجموعته الأولى (كافٍ قليلكَ) بالمرتبة الثالثة في مسابقة دار سعاد الصباح, وله مخطوطان شعريان قيد الإنجاز:

(انكسارات الصوت في ماء الذاكرة) و ( سَ..).‏

تكوين ..‏

في مدارِ الحصارِ..‏

وحيثُ التَّوسُّلُ يفركُ كفَّيهِ‏

مُستمرئاً لفْتةَ الموحِلينَ،‏

ينزُّ الهواءُ صراخاً دَفيناً..‏

فأسمعُ منه صدى الطَّالعينَ‏

من الذاكرَةْ :‏

ينبغي أن تقولَ الذي قالهُ الحلمُ‏

في حضرةِ الموتِ، للنارِ، حينَ اكتَوى..‏

يَنبغي أن تقومَ، كما قمتَ،‏

من دهشةِ النهدِ بالحبِّ..‏

أو مثلما قمتَ من لعنةِ الحبرِ عُريا،‏

كما ولدتكَ المصائبُ..‏

يخجلُ منكَ الكلامُ إذا مَا استقمتَ..‏

وتأوي إليكَ النِّصالُ إذا ما استدرتَ..‏

ويشمتُ من لونِكَ العتمُ إنْ لطَّختكَ النوافذُ،‏

أو داهمتكَ القصيدةُ مِن كوَّةٍ في الغيابْ.‏

لمْ يعدْ غيرُكَ الآنَ وَسْطَ انفعالِ الزمانِ.‏

فلا تَحرمِ اللامَ نَشوةَ جبْلِكَ..‏

لا تُثكلِ النَّهيَ قبلَ اكتمالِكَ..‏

لا تُوصدِ الليلَ قبلَ انبلاجِكَ..‏

هذا أوانُ الهيامِ الضروسِ، بِعينِ العبارةِ.‏

منها سأجلبُ عشبَ الخلودِ‏

لبعثِ الحياةِ بنسغِ الحكايا..‏

وفيها سأصرعُ ثورَ السماءِ..‏

أجيءُ على ساعديْ معجمٌ من حصارِ الدهورِ.‏

كأنِّي أُعيْدُ ارتجالَ الفجيعَةِ..‏

لا بأسَ.. لا بأسَ..‏

حزني يردِّدهُ الطينُ في كلِّ عامٍ.‏

وهذي الخطيئَةُ أطهرُ مِن سُحْنةِ الذلِّ،‏

أوفى وأبقى على العهدِ مِن لغْوِها المُخْمَليِّ.‏

وهذي الفقاقيعُ في راحتيَّ:‏

ابتِداءٌ لجدوى اكتشافِ الحروفِ‏

بأوَّلِ نارٍ أُضيئتْ ببهوي‏

لتحرسَ مهديَ مِن مُرضعاتِ الذئابْ.‏

هكذا مِن غبارِ الرُّؤى،‏

مِن زفيرِ الجموحِ أتيتُ بنصفي...‏

ونصفي هناكَ شهيقٌ يُحشرِجُ نُطْقَ الخرابْ.‏

فأنا مثلما شئتُ كنتُ..‏

وكانتْ كما لم أشَأ، بي، نوايا حبالِ الأحبةِ،‏

تُولي لخيطِ القصيدةِ أمرَ انتِشالي..‏

وكانَ الذينَ شجاهُم مصيري‏

بداءِ الجهالةِ، يستبقونَ البدايةَ‏

كي يُعلِنوا نصرَهمْ في الختامِ.‏

فأضحكُ ...هم جاهلونَ،‏

ولمْ يفقهوا أنَّني مِن رمادي بُعثتُ‏

لأنحتَ في كيدِهم سورَتي.‏

فإذا ما رجعتُ لأُملي صداها..‏

تركتُ لأهلي شبيهي يَئنُّ،‏

ببلوى شقايَ الذي لا يُرَدُّ..‏

وَلا ينتهيْ.‏

فكرةٌ: أنجبتني، وأنجبتُها‏

مِن مدى رحمِها.‏

قُمْ فما مِن سواها خبيرٌ بحالِكَ،‏

تعرفُ كيفَ تغبُّ الرُّؤى مِن مداكَ, ولا ترتويْ.‏

قُمْ.. فما مِن قصيدةِ حقٍّ سواها،‏

ترى نفسَها في ذُرا نبضتيكَ..‏

ولا تكتَفيْ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية