تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عنــــدما يضحــــــك الياســـــــمين

الجولان في القلب
الاثنين2-2-2009م
تماضر ابراهيم

من نسيج شغاف القلب يبرق الشوق إلى الوطن فيشعل نيران الحنين المتأجج في حنايا الصدور لجولاننا الحبيب قصص العشاق التي تتردد بها أصداء المكان وتبكيها وريقات زهر الربيع الجولاني الندية في بكرة صباحاته الحانية تفصح عن ذاك الحب الكبير الممزوج بالتضحيات وتخط في سجل الذكريات أن لا أكبر من حب الوطن ولا أحلى.

مرات ومرات تراودت إلى مسامعنا قصص كثيرة وحكايات تلفظ بها الجولانيون فورقها الكتاب من واقع موجع واقع الأرض الحبيبة التي وطأها جنود مستعمرون هتكوا خيراتها وفرقوا أحبتها لكنهم لم يستطيعوا فرض هيمنتهم على مشاعر أحباء الوطن ولا على ارتباطهم وتمسكهم بأرضهم رغم الظروف العاتية.‏

اليوم يحاول التلفزيون السوري أن يهتم بدوره في ترسيخ تلك القصص التي يفيض بها الوجدان وهي في ذاكرة كل فرد عربي وتتولى المهمة مديرية الإنتاج في التلفزيون فتأخذ على عاتقها إنتاج هذه الأعمال الجولانية مثل الفيلم التلفزيوني (عندما يضحك الياسمين) الذي سيبث قريباً على شاشتنا وهو للكاتب أنور عمران وإخراج خالد عنجوكة وبطولة ضحى الدبس، جمال نصار، أيمن السالك، نجلاء الخمري، ضرار آغا، طلال محفوض، وسيم الرحبي، نهاد عاصي، وتصوير ميلاد رزق.‏

هذا العمل الآن في مرحلة المونتاج كما يقول عماد ياسين مدير مديرية الإنتاج ويأمل أن يكون على مستوى عال في التنفيذ ليضاف إلى النجاحات التي حققتها الدراما السورية في الآونة الأخيرة.‏

أما خالد عنجوكة مخرج العمل فهو يطرح لنا القصة من صلب الواقع بأحداثها الحقيقية اليومية مسلطاً الضوء على روح الصمود والمقاومة وبرأيه أن (عندما يضحك الياسمين) يحكي قصة غنية بالعزة والكرامة بالاندفاع والاستبسال في حب الأرض ويقول: خالد الأب اشترك في حرب 67 وأصيب بإحدى ساقيه فبترت ثم نزح عن أرضه وروحه لا تزال عالقة في حبات ترابها لدى خالد ابنة تدرس في كلية الفنون الجميلة لم تر أرض الجولان إلا من خلال عيونه ومن أنفاسه التي توحدت مع أنفاسها فعشقت تلك الأرض كما أحبت والدها الذي يظهر في الفيلم بروح حلوة وشخصية ديمقراطية مع ابنته (لبنى) تلتقي لبنى بالشاب (فادي) زميلها الذي جاء من الجولان ليدرس في كلية الحقوق تلفت نظرها مواقفه الحماسية لوطنه ونشاطاته البطولية المقاومة لمن اعتدى على أرضه ووطنه فتتوطد العلاقة بينهما ويعزز حب الوطن عواطفهما خاصة عندما يتعرف فادي على خالد والد لبنى ويدرك أنه من المناضلين الجولانيين.‏

يتفقان على الزواج ويبارك الأب هذه الفكرة مشجعاً ابنته لكن الأم وبدافع من غريزة الأمومة تأبى ابتعاد ابنتها عنها إلى ما وراء الأسلاك.‏

يخلق المخرج بعض المفارقات الجدلية المثيرة ثم يتزوج العاشقان وتذهب لبنى مع زوجها فادي إلى الجولان الأرض والوطن والحب الأكبر.‏

المخرج عنجوكة يضفي على القصة تفاصيل حياتية مشوقة وحماسية وطنية من رفض للاحتلال وتمسك بالهوية وأمل بالغد الأفضل الذي يصنعه الأبطال مثل الراعي الذي يعيش على الحدود مع غنماته وقد عانى من الأسر عدة مرات كما يعاني من وجود عدو لدود كلما نظر إلى الحدود ويلتقي هذا الراعي بفادي عدة مرات فتربطهما علاقة قوية مصدرها حب الأرض والوطن وتتبعها أحداث كثيرة مشوقة يختم المخرج عمله بمشهد يظهر فيه العروسان خلف الأسلاك يلوحان بأيديهما للأقرباء والأصدقاء في الوطن الأم على أمل لقاء قريب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية