|
آراء وفي اليوم ذاته كانت وزيرة الخارجية في الإدارة الأميركية الجديدة - هيلاري كلينتون -تركز فقط على كارثة - يجب ايقافها عالمياً -وهي (انهمار الصواريخ على الآمنين الاسرائيليين في الجنوب ) لتوهم المستمع الآتي من كوكب آخر بأن «سكان جنوب اسرائيل » يتعرضون للإبادة على يد أشرار يمتلكون اعتى آلات التدمير والقتل ، وهذا أرادته أن يكون موجهاً ضد الفصائل (الارهابية) الفلسطينية -وإن لم يرد ذلك حرفياً على لسانها. وما إن أعلن العدو الصهيوني عن وقف إطلاق النار من طرف واحد ، بعد التوقيع على مذكرة تفاهم بين (رايس المنصرفة وليفني الباحثة عن رئاسة الوزارة فوق جماجم أبناء الشعب الفلسطيني وخوضاً في بحور دماء بنية الصغار أيضاً ) وبعد أكثر من اثنين وعشرين يوماً من القصف والقتل والحرق والتدمير في القطاع حتى جرى التسابق نحو (بحر غزة) من أوروبا الغربية فرقاطات وطواقم وأجهزة ، وربما حاملات طائرات وبوارج حربية واستعدادات فنية وانتشار واستنفار فرق حربية جوية وبحرية وبرية لكي تبرهن (أوروبا) أنها جزء أصيل من (العالم الحر) ذلك العالم الذي زعم جورج دبليو بوش أنه احتل العراق ودمره لأجله ، ولكي ينعم بمزيد من الحرية والنهضة والتقدم والأمن . هذا العالم (الحر)أبدى حكامه امتعاضهم الشديد مما يحدث في شوارع عواصمهم من تظاهرات صاخبة ضد المحرقة التي كان الصهاينة يضرمون نارها ليحرقوا كل شيء في قطاع غزة . لعل ما عبر عن الموقف الحقيقي - الأصيل جداً - لحكام منافقين في أوروبا هو القرار رالذي اتخذته محطتا (بي بي سي ) و(سكاي) البريطانيتان حين رفضتا بث إعلان إنساني (لإغاثة أهلنا في قطاع غزة ) الأعجب أن محطة البي بي سي وهي بالمناسبة مملوكة للدولة البريطانية لم تصغ حتى لنداءات وزراء ونواب وابناء شعب ومختصين في كل ما يتصل بالحياة الانسانية على كوكب الارض. أما الرسميون الاوروبيون المنادون دائما حتى تبح الاصوات بالحرية والامن وحقوق الانسان فإن جل همهم كان ان يختزلوا الصراع العربي- الصهيوني على سقوط بضعة صواريخ من قطاع غزة المحاصر من كل الاتجاهات ،ولعل ضمائرهم ما عادت توجعهم وناموا قريري الاعين بعد هذا الموقف: ألم يفعلوا ما طيب خواطر اليهود الصهاينة وما جعلهم يكفرون عن خطاياهم بحق يهود اوروبا- ذات حرب- قبل نحو سبعين من السنين؟ وما عاد يهمهم أن يقول ابناؤهم في الشوارع ايضا : ان اليهود يحرقون الفلسطينيين في قطاع غزة؟ لقد تناسوا أنه من الانصاف لو دروا - أن يتساءلوا ان كان على شعب فلسطين ان يدفع ثمن جرائم اقترفها اوروبيون أم لا؟ ناموا بعد أن تأكد لهم أن حكومة اولمرت رفضت دخول الصحفيين الاوروبيين واي صحفيين من العالم الى القطاع قبل يوم 27/12/2008 والى ما بعد العشرين من يناير - كانون الثاني 2009 لكي يكون ثمة شاهد حي على المجازر والجرائم ضد الانسانية التي ظلت مستعرة طوال العدوان لكنه فاتهم ان العالم كله كان يتابع ما يجري في القطاع بالرغم من ان النار الصهيونية احرقت عددا من الصحفيين في القطاع وقصفت مكاتبهم اكثر من مرة. أما أوروبا - الحريصة على حقوق الإنسان وحرياته الأساسية - فلقد اسقط حكامها من قائمة (الإنسان) شعب فلسطين، لماذا كي لاتعود الأوجاع إلى ضمائرهم،مع أننا بدأنا نشك في تمتع قسط كبير منهم بالضمائر الحية، وفي كل الأحوال فإن محاولة الإفلات من العقاب تبوء بالفشل إن الجرائم ضد الإنسانية- وجرائم الحروب لا تذوب (بالتقادم الزمني )ولا تسقط ولاتمحى من سجلات التاريخ البشري. إن الإنسان يتذكر إلى اليوم وغد ما فعله القتلة عبر التاريخ من الجبابرة الطغاة- منذ أول طعنة خنجر في الظهر وإلي آخر قنبلة فوسفور ألقيت على ساحة مدرسة (تابعة للأمم المتحدة ) في قطاع غزة- فأحرقت أبرياء وقتلت أطفالا فيها ممن تجاوزوا العاشرة من العمر. هل أدلهم على ما ينفع -إن كانواجادين ليستمعوا إلى شهادات يومية من أطفالنا الكبار- في القطاع ليستمعوا إليهم وهم يقولون «إننا نريد أن نتفرج على (أفلام كرتون ) نريد أن نكون أحرارا فلا نشهد في كل لحظة عملية تشييع جنازة، نريد ماء وطعاما وكتبا ودراسة.. نريد أن نعيش مثل بقية البشر ». ربما آنذاك سيكتشف حكام-كثر- في القارة الهرمة أنهم كانوا منافقين وأنهم كانوا في صف محاربة الحرية وسجنها، وفي صف العبودية والقتل nawafabulhaija@yahoo..com ">ومريديهما؟ nawafabulhaija@yahoo..com |
|