|
حديث الناس بعد أن وقف في بهو جامع الايمان، وكبر ثلاثاً، ليرتكب وباسم الدين جريمة نكراء يندى لها الجبين، وتقشعر لها الأبدان من هول المناظر المأساوية التي هزت المشاعر الانسانية جمعاء. لم تكن الجريمة بحاجة إلى كثير من التعليق والتفسير ولا حتى الشرح والتحليل، وفيها رسائل الدم المستباح تكتب كل ما يحتاجه أي متابع في الكون، وتسطر كل ما قد يقف عنده أي مراقب في الدنيا. ظن هؤلاء المتآمرون أنهم وبفعلتهم هذه سيشقون الصف ويغتالون صاحب الكلمة الصادقة الذي صدّع رؤوسهم، فانقلب السحر على الساحر، والتآمر على مدبريه. فالتف السوريون حول بعضهم بعضاً موحدين لهول الحدث وفداحته والخسارة الكبيرة، والانتهاك المريع لحرمة بيوت الله، ليؤكدوا للعالم أجمع أن الاغتيال والارهاب والغدر والحقد لن يؤثر فيهم ولن يعدل في مواقفهم. وليعلم أعداء سورية أن المصاب الجلل سيوحد أبناء سورية الذين أعلن رجال دينهم المسيحي والاسلامي وقفتهم الواحدة في وجه الارهاب الأسود وأدواته وأطرافه ومموليه وحماته والداعين والمحرضين عليه، ولن تستطيع يد الغدر ثني السوريين عن مواصلة بناء بلدهم الذي يسعون ليكون موطن الأمن والأمان، كما كان وكما يريدونه أن يبقى. |
|