تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


واقع قطاع الدواجن: ارتفاع مستلزمات الإنتاج وتداعيات الأزمة أبرز المؤشرات السلبية

دمشق
الثورة
محليات
السبت 23-3-2013
أكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في اتحاد الغرف الزراعية السورية أن الأزمة الأخيرة التي عصفت بالبلاد منذ ما يقارب العامين أثرت سلباً على مربي الدواجن،

وأدت إلى تراجع مساهمة القطاع في إمداد المواطن بالبروتين الحيواني الرخيص وتراجع صادراته تراجعاً شديداً. وأن أبرز ملامح ارتدادات الأزمة الراهنة على قطاع الدواجن الارتفاع غير المسبوق بقيم مستلزمات الإنتاج، وتأثر القطاع بالعقوبات الاقتصادية الظالمة المفروضة، وتبدل سعر صرف العملة المحلية مقابل سلة العملات الأجنبية التي يتم من خلالها تسديد فواتير مستوردات القطاع.‏

وأضاف المهندس قرنفلة ان هذا الارتفاع ترافق بتوليد مخاوف وحذر تجاري لدى المتعاملين بالسلسلة التسويقية، من موردي الأعلاف والأدوية البيطرية والمعقمات وعبوات التغليف والتعبئة، ما أدى لتحولهم عن طريقة البيع الآجل وتمويل المربين إلى البيع نقداً، ونتج عن هذا التحول خروج عدد كبير من المربين من حلقات الإنتاج بفعل عجزهم عن تمويل دورات إنتاجية إضافية بينما لجأت أعداد محدودة جداً منهم إلى بعض مصادر التمويل الخاصة البديلة وبشروط سداد قاسية.‏

وأوضح أن تراجع مربي الأمات عن استيراد قطعان جديدة، نظراً لارتفاع المخاطر التجارية وبسبب المخاوف التي سادت أوساط المربين وترددهم في اتخاذ قرار الإقلاع بدورات إنتاجية إضافية، ولاسيما أن حجم الاستثمارات النقدية المطلوب توظيفها في هذا المجال هي كبيرة، حيث أدى هذا الوضع إلى انحسار الصيصان اللازمة للإنتاج من السوق وارتفاع أسعارها بشكل مفاجئ لتشكل ضربة إضافية للمستويات الإنتاجية التي سجلها القطاع سابقاً.‏

وأضاف إن نقص المحروقات ووسائل التدفئة أدى إلى نفوق الصيصان بنسب تجاوزت الحدود الاقتصادية المقبولة، بالإضافة إلى تدهور إنتاج الطيور المنتجة، ما دفع المربين إلى اعتماد وسائل تدفئة أقل كفاءة، وأكثر تكلفة، وذات تأثير بيئي سيئ جداً حتى على الطيور ذاتها، كحرق إطارات السيارات، والأحطاب والكرتون، والأقمشة البالية أو اللجوء إلى مصادر الكهرباء والغاز المنزلي حال توفر أي منهما.‏

وأكد قرنفلة أن فرض سائقي شاحنات النقل أجورا غير مألوفة في حال قبولهم الوصول إلى مناطق الإنتاج في ظل جدل واسع بينهم وبين المربين حول تلك الأجور، أدت إلى تضاعف أجور نقل مستلزمات الإنتاج عدة مرات، وشوهد كثير من حالات عجز منتجي البيض عن نقل إنتاجهم إلى مناطق الاستهلاك، منوهاً إلى توقف كثير من مرافق خدمات الإنتاج عن العمل، كالمفاقس والمسالخ، ووحدات فرز وتغليف البيض، ما أدى لصعوبة في نقل الفراريج إلى المسالخ، ونقص المعروض من لحم الدجاج بالأسواق رغم توفر الطيور بالمداجن.‏

وأشار إلى حجم المعاناة الكبيرة التي تعرض لها المربون حيث اضطر عدد منهم للاحتفاظ بقطعانهم إلى ما بعد العمر الاقتصادي للتسويق ماسبب خسائر إضافية. وعجز مربو الأمات في معظم الحالات عن نقل البيض المخصب إلى المفاقس، ونقل الصيصان إلى مزارع الإنتاج، مما زاد أزمة توفير الصيصان ومضاعفة أسعار تداولها عدا عن الحالات التي تعرضت فيها وسائل نقل الأعلاف أو الطيور الحية إلى السرقة أو التدمير أو الحرق على طرق المواصلات العامة.‏

كما أشار إلى تعرض الكثير من منشآت إنتاج الدواجن الخاصة والحكومية إلى التخريب والتدمير أو الحرق أحياناً وخرجت من حالة الاستثمار، وهذه العوامل كلها ساهمت برفع أسعار مبيع منتجات الدواجن التي سجلت أسواقها تراجعاً أيضا بحجم الاستهلاك لتزيد من الضغط المطبق على ما تبقى من المنتجين بسبب الصعوبات التسويقية، في ظل ظهور أصوات تنادي باستيراد منتجات الدجاج لتوجه الضربة النهائية للقطاع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية