|
البقعة الساخنة والعروش المصطنعة في المناطق العربية والتي جلست عليها توابع هيكلية في غفلة من التطور الاجتماعي والسياسي الذي عصف بالأمة العربية منذ الاحتلال العثماني لبلدانها، وما تبعه من أشكال مستحدثة للاستعمار الغربي في مشرق الوطن العربي ومغربه . الحقيقة الأكيدة أن سورية وشعبها وقيادتها تمتلك حقّاً أزلياً في السيادة وتقرير المصير بعيداً عن كل الضغوط الخارجية والتدخلات الدولية، وهي بقيت محافظة على وحدتها السياسية والاجتماعية حتى في أحلك الاوقات، وإن كل اشكال الاستعمار، و كل محاولاته التفريقية لم تقو على التأثير في بنية الشعب السوري وطبيعته المحبة للسلام من جانب، والمتمسكة بالحقوق السيادية كاملة دون انتقاص أو تبعية، وأن علاقات سورية كانت تقوم دوماً على احترام سيادة الدول والتعامل معها على مبدأ المساواة والتماثل والمصالح المتبادلة . أما الاوهام الكثيرة فأقلها امكانية فرض أي شكل من اشكال النظام السياسي الوطني، حيث يغدو تابعاً للخارج أوعلى الأقل يمكن ان يتنازل عن الحقوق الوطنية والقومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي كانت منذ البدء وستبقى المحدد الأساس للبوصلة السورية في علاقات الخارج وبينية الداخل، فقد بقيت فلسطين قضية الشعب العربي التي ضمنت ثبات السياسة السورية رغم الخلافات والتناقضات مع بعض القيادات، والتي اختطت لنفسها مواقف أضرت بالقضية الفلسطينية كثيراً على امتداد سنوات الصراع مع العدو الصهيوني . ولعل الوهم الآخر يتمثل في إمكانية الضغط على الشخصيات السورية، وخاصة تلك الشخصيات التي تتبوأ مناصب حكومية واخضاعها للابتزاز والترغيب والرشى المختلفة للتنصل من مسؤولياتها التاريخية، ومحاولات إيهامها برغد العيش خارج سورية وضمان حياة كريمة لها، في الوقت الذي تدعي فيه قوى العدوان أنها تمدّ المجموعات المسلحة بالسلاح لمساعدتها في الخلاص من النظام القائم كخطوة نحو تحقيق ما عجزت قوات الاستعمار عن تحقيقه على مدى قرون عديدة، الأمر الذي يوقع تلك القوى في أوهام لا تنتهي كالقدرة على إنهاء وجود القوات المسلحة، و تخريب عقيدة الجيش القتالية، والاساءة الى الاحزاب والقوى السياسية القائمة، و في طليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي، مع اوهام جر المواطنين إلى مواقع الخيانة باستخدام كل أشكال التضليل والتفنن في الأكاذيب. وما بين الحقيقة والأوهام وقائع تؤكد الاتجاه نحو تحقيق الانتصار على المؤامرة خلال الأشهر القليلة القادمة بعد المضي في تطبيق البرنامج الإصلاحي المدعوم دولياً، والذي يتمّ التفاعل معه داخلياً بصورة تُفشل المخطط الكبير. |
|