|
شؤون سياسية بتفجير إرهابي داخل جامع الإيمان بالمزرعة في دمشق وهو يعطي درساً دينياً لطلاب العلم الأمر الذي يشير إلى أن هؤلاء القتلة المجرمين الذين نفذوا ومن يقف وراء هذه الجريمة النكراء يستهدفون وحدة المجتمع السوري باعتبار العلامة البوطي كان وبما يملك من محبة الناس وثقتهم بكلمته سداً منيعاً في وجه اختراق وحدة المجتمع وإمكانية إشعال فتنة طائفية تذهب بالبلاد والعباد إلى التهلكة كما تتمناه وتخطط له دوائر الاستخبارات الأميركية والغربية في إطار تنفيذ المخطط العدواني التقسيمي للمنطقة بشكل عام ولسورية بشكل خاص. لقد أراد المجرمون الحاقدون الذين نفذوا جريمتهم النكراء في جامع الإيمان والتي راح ضحيتها نحو 49 شهيداً وعشرات الجرحى إسكات صوت الحق عبر اغتيال العلامة البوطي لأنهم لم يحتملوا كلمته ولم يسعهم تحمل حجته وتقبل برهانه بأن سورية تتعرض لمؤامرة كونية تستهدف أمن واستقرار الشعب السوري وتشترك فيها قوى استعمارية طالباً من السوريين الذين غرربهم العودة إلى رشدهم وعدم الاحتكام إلى السلاح إنما الاحتكام إلى الحوار للحفاظ على سورية وعلى الدين الإسلامي وهذا ما أزعج المتآمرين فحاولوا اغتياله عدة مرات ونالوا منه جسداً ليبقى في سورية وفي العالم الإسلامي نوراً ومنارة تضيء درب الأجيال ويهتدي بها الضالون لتصويب المسار وبالتالي فإن العلّامة البوطي رجل الفكر والحوار ورجل المحبة والعزيمة سيبقى في أعماق السوريين وفي قلوبهم ووجدانهم لتكون أفكاره وتوجيهاته طريق الخلاص وطريق الخير وحب سورية. لقد أكد المتآمرون على سورية والذين يدّعون الحرص على الشعب السوري ويريدون له الحرية أنهم لايعرفون سوى لغة الإجرام وأن حرصهم وحريتهم لاتجلب سوى القتل والتدمير وسفك دم الأبرياء وهذا مايفسر تكالب القوى الاستعمارية ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وعملائهم في المنطقة ولاسيما حكومة حزب العدالة والتنمية وحكام النفط والدولار لتشريع إرسال الأسلحة الفتاكة إلى الجماعات الإرهابية التكفيرية من أجل ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر وقتل القامات والرموز الدينية والعلمية من أجل تدمير الدولة السورية وإضعافها ومن هذه الجرائم استهداف كل شخصية وطنية تعمل على حماية سورية أرضاً وشعباً ومنها جريمة جامع الإيمان واغتيال رجل التسامح وشيخ بلاد الشام العلّامة البوطي الذي حمل الرسالة الحقيقية للاسلام وحمل حب سورية في قلبه وفكره وعرى فكر الظلامين والتكفيريين ووقف في وجه برامج وخطط الناتو المعادية لبلاد الشام. لقد قدم العلامة البوطي حياته ثمناً لمواقفه الوطنية والدفاع عن دين الله و علّم السوريين كيف يكون رجال الله على الأرض لايخشون في الحق لومة لائم وأن صوت الحق يعلو ولايعلى عليه وأن القوة تكون في الإيمان بقضاء الله وقدره وها هو قد كان قدره أن يكون شهيداً فارتقى إلى جوار ربه إلى جنة الخلد وهو بذلك يكون شهيد سورية شهيد المحراب يقتفي أثر الخلفاء الراشدين الذي استشهدوا في بيوت الله فهنيئاً لك ياشيخنا شرف الشهادة وطريق الخلفاء الراشدين وطريق الحق وقد أفنيت حياتك مبلغاً للدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة والدعوة إلى الحوار وحقن دماء السوريين ونبذ العنف للحفاظ على الوطن ووحدة الشعب السوري. إن ماتقوم به الدول الاستعمارية من تشجيع الإرهاب وتدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية في سورية واغتيال العلماء والخبراء والكفاءات العلمية عبر دعم الجماعات الإرهابية المسلحة بالمال وأحدث أنواع أسلحة القتل والتدمير والغازات السامة لن تثني السوريين عن عزمهم لمواصلة مسيرة البناء والتطوير ومواجهة المؤامرة ولن تكون دماء الشهداء ومنها دماء شهيد المحراب العلامة البوطي إلا قوة إضافية تضاف إلى قوة الشعب السوري على اجتثاث الإرهاب وإفشال مخططات أعداء الإنسانية الذين يتلطون خلف شعارات بشعارات زائفة وحجج واهية لم تعد تنطلي على أحد لتبقى سورية كما أرادها الله ورسوله (ص) أرض الإيمان وكما أرادها شعبها قوية دائماً وسيفاً في خاصرة المتآمرين والمراهنين والعملاء. وإن إعلان النصر على الإرهاب والإرهابيين ومن يقف وراءهم لقريب جداً. |
|