|
مجتمع على أعدائنا الذين باتوا يتدافعون ويتسابقون لذبحنا ببعضنا البعض تحت عناوين وشعارات باتت مفضوحة ومكشوفة، وكذلك حتى نواجه المستقبل الذي لن يتردد بإغلاق أبوابه في وجهنا ما لم نعد إلى بعضنا البعض والى سوريتنا التي يحاول أولئك اليوم اغتيالها في داخلنا. وتلعب الأسرة دورا كبيرا وأساسيا في زرع بذور تلك الثقافة (أي ثقافة الحب والتسامح وتقبل الآخر) في قلوب وعقول أبنائها من نعومة أظفارهم وتطبيقها وتمثلها أمامهم بشكل يومي وواقعي حتى تكتسب صدقيتها وواقعيتها، ذلك أن الأسرة والوالدين تحديدا يمثلان للطفل القدوة والمثل الأعلى في الحياة، فعندما يرى الطفل بأم عينيه تلك الثقافة التي تضم بين جناحيها باقة من القيم والمبادئ النبيلة والسامية هي اللغة السائدة بين والديه وفي داخل أسرته، فهو بلا شك سوف يتعلم من أهله ما لم تستطع أي مدرسة في العالم أن تعلمه إياه كون تلك الدروس ستبقى محفورة في الذاكرة إلى الأبد حيث ستنعكس سلوكا وممارسة في حياته، حيث سيتعلم التسامح والاعتذار والصفح حتى عن الذين يسيئون إليه والاهم تعلمه كيف يحب ويتقبل الآخر حتى ولو كان على اختلاف معه ومهما كان نوع هذا الاختلاف، وهنا نشير إلى بعض السلوكيات الخاطئة التي ينتهجها الأهل مع أطفالهم ظنا منهم أن تلك السلوكيات والتعاليم سوف تنتهي مع مرور الزمن دون أن ينتبهوا أنهم حين يزرعون في نفوس أطفالهم بذور الحقد والكراهية ونبذ الآخر إلى أن تلك البذور سوف تؤتي ثمارها في عقول وقلوب أطفالهم يوما ما، وهو الأمر الذي سيحول حياتهم وحياة أبنائهم الذين سيصبحون يوما ما جيل المستقبل إلى جحيم ونار متقدة ستحرق ألسنتها كل من تطاله، فمن يزرع الحب لابد أن يحصد الحب. كما تلعب المدرسة دورا هاما وحيويا في نشر وترسيخ ثقافة التسامح والمحبة بين التلاميذ وذلك من خلال تعزيز السلوك الايجابي عند التلاميذ فإذا تعرض احدهم للآخر بالضرب يجب المسارعة إلى معالجة السلوك العدواني عند التلميذ الذي ضرب زميله من خلال تعليمه بعضا من قيم المحبة والاعتذار وإعادة إحيائها بداخله لاستحالة عدم وجود أرضية لها عند كل سوري، والمسارعة كذلك إلى التلميذ المعتدى عليه ونهيه عن القيام بنفس السلوك العدواني أي مبادلة زميله بالضرب كما فعل به وتعليمه ثقافة التسامح والمسامحة التي تبني الجسور التي دمرتها الكراهية والأحقاد وتلك الثقافات المستوردة من الخارج وتعيد أواصر القربى بين الأشقاء والأخوة، مع الإشارة إلى أن دور المدرسة والمعلم يجب أن يتم وفقا للطرق التربوية السليمة البعيدة عن العنف والتوبيخ. |
|