تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هديتك الأغلى

مجتمع
السبت 23-3-2013
ناديا سعود

على أبواب عيد الأم يرسم لنا الوطن طريقة جديدة للاحتفال، فبعد أن كنا نهرع لتقديم الهدايا والعطايا لأمهاتنا في هذا اليوم العظيم، كن هن الأسبق بتقديم أعظم الهدايا و أثمنها، هدايا من قامات أبنائهن، لتكون رماحاً عالية ترد عن وطننا المؤامرات والخيانات،

فزرعن فلذات أكبادهن بتراب الوطن الغالي، لتنبت بأجمل الأزهار وأعبقها، فهل هناك أعظم من هكذا هدايا، وكم نحن مقصرون لأن هدايانا بالكاد تكفكف الدموع، أمام عظمة القوافل المحمولة من أعالي الفرات إلى حضن بردى، وأمام ناقوس الشهادة والأقدار التي خطها أصحاب الأزلية في السماء بحروف النار، إنه العبور من رحم الأم إلى رحم الأرض، من أول نسمة تلامس الجسد إلى آخر نفس يخرج من حياة الإنسان، أمٌ عرفت كيف تربي رجالاً ليكونوا قوام جيشنا العربي السوري العريق عراقة حطين وعين جالوت، يتقن كتابة سطور النصر، وكيف لا وقوامه شعبنا السوري بكل مفرداته وأطيافه، هذا اللغز الذي احتارت قوة الاستعمار فك شيفرته وفهم عقيدته الوطنية، فمهما راهنوا فإن رهاناتهم خاسرة ولن تحصد سوى السراب، طالما أن هذا الجيش قد نشأ على أيدي أمهات عرفن معنى حب الوطن وقيمته، فزرعنه في قلوب أولادهن، ليكونوا خير مدافع عنه وقت الحرب.‏

فماذا نقول لك أيتها الغالية في عيدك، وعطاؤك أكبر من الكلام لا تحمله معاني الحروف، ولا يرق له أي وصف مهما كان معبراً، فعسى الله يهديك الصبر فيكفيك فخراً أنك أم الشهيد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية