|
مجتمع في عيد الأم السورية .. أم الشهيد ..
نتذكر قول الخنساء الشهير عندما علمت بنبأ استشهاد أولادها الأربعة "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعا في سبيل الله ونصرة دينه وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته". . وقد أصبح لدينا في سورية آلاف الأمهات اللواتي يشبهن الخنساء .. فالكثير من أمهاتنا يرسلن أبناءهن لقتال المجموعات الإرهابية المسلحة للدفاع عن أمنا الحبيبة سورية وهن يعلمن أنه ربما يعود شهيد .. وكثير من الأمهات فقدن اثنين أو ثلاثة من أبنائهن وتلقين الخبر صامدات كشجرة سنديان عتيقة لا تهزها الريح .. وهنا أقدم بعض الحقائق عن أمهات الشهداء .. أم الشهيد البطل علي سليمان .. التي استقبلته بعد مرور أسبوع على استشهاده .. أرسلت ابنها الثاني للتطوع بالجيش العربي السوري .. و قالت علي استشهد .. الحمد لله .. رحمه الله .. وأنا دائما أرفع رأسي بأنه استشهد وهو يدافع عن وطنه وعن أهله.. فالوطن بحاجة لكل شاب و لكل رجل .. و الآن حتى لو استشهد ابني لا أقبل أن يكون في بيتي شاب لا يدافع عن وطنه والآن أحمد ذهب مكان شقيقه. أم الشهيد رأفت بدور لديها خمسة شباب إخوة منتشرون كل منهم في محافظة أصيبوا خلال شهرين فقالت لهم جميعكم مصابون لو أن أحدكم منحني شرف كلمة أم الشهيد .. وبعد أيام أحد أولادها انتهت إجازته وعندما ودع والدته قال لها : ادع لي يا أمي أن يمنحني الله الشهادة وفعلا بعد أيام عاد شهيداً مكفناً بعلم الوطن. أم الشهيد مقداد مهنا استشهد ولدها وهو يدافع عن أرضه وتقول تلقيت نبأ استشهاده بكل فخر واعتزاز وبعد مرور أربعين يوما جاءني ابني محمود شهيداً فأصبحت أماً لشهيدين وأرفع رأسي بشهادتهما وقالت: الآن مقداد ومحمود كل منهما سيمسكني بيد ويأخذاني إلى الجنة حيث يرقدا براحة وسلام. السيدة أم حسن تقول: استشهد ولدي أيمن أثناء دفاعه عن أرض الوطن ، وأشقاؤه الستة كلهم ضباط في الجيش العربي السورية وكلهم مستعدون للتضحية بأرواحهم فداء لتراب سورية الغالي.. كذلك السيدة أم تيسير تقول استشهد ولدي تيسير ورفع رأسي بشهادته وبعد أقل من شهر استشهد ابني الثاني محمد رحمه الله. السيدة أم هاني .. هي أم لثلاثة شباب استشهدوا في يوم واحد أثناء تفجير عبوة ناسفة في الحي الذي يسكنون فيه .. وقالت في استشهادهم .. الفراق صعب جدا ولكن أولادي دماءهم لم تذهب رخيصة بل هم شهداء عند ربهم يرزقون. السيدة أم علاء تقول .. لدي خمسة شباب متطوعون في الجيش وكل منهم في محافظة مرابطون على حدود الوطن للدفاع عنه ضد الأعداء .. وأولادي كلهم مشروع شهادة وأتمنى من الله أن يشرفني بشهادة أحدهم حتى أتساوى مع باقي أمهات الشهداء ولي الفخر بذلك. وفي إحدى القرى هناك امرأة مسنة في كل يوم ومنذ الصباح تجلس على الطريق بجانب تنور وتحمل بيدها علبة فيها أرز وبعض الورود.. و تشعل البخور وتحمله باليد الثانية ، وكلما مر موكب شهيد ترش الأرز وتزغرد ..وهي لا تعرف من يكون هذا الشهيد بل تقول هؤلاء الشهداء كلهم أولادي . هذه هي الأم السورية .. أم الشهيد ترسل أولادها للدفاع عن وطنهم واضعين نصب أعينهم إما النصر أو الشهادة .. وعندما يعود شهيداً تستقبله بالزغاريد . يأتي عيد الأم هذا العام سورياً بامتياز، فالأم السورية شهيدة، نازحة، أرملة، أو ثكلى فقدت فلذة كبدها، وما تبقى.. أمهات ينتظرن وهن يعشن خوفاً لا ينتهي من فقدان غالٍ في صفوف الجيش. هنيئاً للربيع لأن بدايته جاءت بمباركة عيد الأم وهنيئاً للأزهار لأنها ستستمد عبقها من عطر الأمومة الفواح ولتعلم آلاف الورود بأن معانيها السامية لا تعادل دمعة واحدة تسكبها الأم في كل لحظة كرمى لعين فلذات أكبادها. أمام آلام الأمهات ليس لنا إلا الانحناء في عيد الأم، ولأم الشهيد أقبل يديك وأقول بخجل: كل عام أنت بألف خير. |
|