تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لوفيغارو تؤكد أن الرأي العام البريطاني ضد تسليح المعارضة.. غلوبال ريسيرتش: إرهابيو القاعدة المدعومون من أميركا والناتو مسلحون بأسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيماوية

عواصم
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
السبت 23-3-2013
بعد نحو عشر سنوات من الغزو الاميركي للعراق ومقتل ما يزيد على مليون مواطن عراقي وما رافق ذلك من تدمير لمقدرات هذا البلد ومؤسساته وبناه التحتية جراء هذا الغزو

وكل ذلك بناء على حجج زائفة بامتلاكه اسلحة دمار شامل مزعومة يبرز النفاق الغربي المثير للسخط الشديد مع تقديم الغرب الآن للسلاح والاموال والدعم السياسي للارهابيين في سورية الذين يملكون بالفعل مثل هذه الاسلحة وباتوا يستخدمونها ضد الشعب السوري.‏

وجاء في مقال لموقع غلوبال ريسيرتش الكندي حمل عنوان «ارهابيو القاعدة المدعومون من الولايات المتحدة وحلف الناتو والمسلحون بأسلحة الدمار الشامل يستخدمون الاسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري» انه في حال ان ترسانة ليبيا من الاسلحة الكيماوية قد تم شحنها إلى سورية فانها بالتأكيد ستكون قد عبرت إلى الاراضي السورية عبر تركيا إلى جانب الاسلحة التي ارسلتها الولايات المتحدة من ليبيا ايضا وآلاف الارهابيين الليبيين الذين يشنون عمليات على الاراضي السورية ومن المرجح ان تكون اهداف هجماتهم هذه في مدن هامة كحلب.‏

وقال الصحفي توني كارتالوتشي كاتب المقال ان الامر الاسوأ هنا هو ان تهريب اي اسلحة إلى داخل سورية عبر تركيا البلد العضو في حلف شمال الاطلسي الناتو يشكل مؤشرا على ان الحلف اما ساعد بشكل مباشر في تنفيذ عملية تهريب الاسلحة أو عن طريق تجاهل وغض الطرف عما يجري ولاسيما ان ذلك جرى عن طريق عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي اي ايه تم الاعتراف بانهم يتمركزون وينشطون على الحدود السورية - التركية إلى جانب الارهابيين المدعومين من الغرب الناشطين داخل سورية.‏

واوضح الكاتب ان المخزون الليبي من الاسلحة وقع في ايدي المجموعات المتطرفة في ليبيا بمساعدة من الناتو عام 2011 ومنذ ذلك الحين بدأ المسلحون الليبيون الذين يقودهم زعماء من تنظيم القاعدة بتسليح المتشددين في كل انحاء العالم العربي من غربه في مالي إلى شرقه في سورية.‏

ولفت كارتالوتشي إلى مقال لصحيفة واشنطن بوسط الاميركية حمل عنوان «الصواريخ الليبية طليقة» الى ان الاسلحة التي تهرب إلى سورية عبر هذه الشبكة الكبيرة للتهريب لا تقتصر على الاسلحة الخفيفة بل باتت تتضمن الاسلحة الثقيلة ايضا.‏

واشار الكاتب إلى ان عميلين سابقين في الاستخبارات الاميركية اخبراه الاسبوع الماضي بان نحو 800 من انظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف تدعى مانبادز تستخدم ضد الطائرات التجارية وصلت إلى النيجر وتشاد وربما نيجيريا وهناك ادلة موثوقة إلى انها اتجهت نحو سورية كما ان ارهابيين من مجموعة تدعى مجموعة القتال الاسلامي الليبية يتدفقون بأعداد كبيرة إلى سورية وجاء في تقرير لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية ان زعماء من هذه المجموعة التقوا في تشرين الاول من عام 2011 مع عناصر مما يدعى بالجيش الحر مرة في اسطنبول وأخرى على الحدود التركية مع سورية.‏

وقال مسؤول عسكري ليبي ان عبد الحكيم بلحاج القائد السابق للمجموعة الليبية التقى مسلحي الجيش الحر بتكليف من الرئيس الليبي المؤقت حينها مصطفى عبد الجليل واكدت صحيفة ديلي تلغراف هذا الامر في مقال حمل عنوان القادة الليبيون الجدد يقدمون الاسلحة للمسلحين السوريين.‏

وقال مصدر ليبي اشترط عدم الكشف عن اسمه ان شيئا كان يخطط له لارسال المقاتلين والاسلحة الليبية إلى سورية وظهرت بوادر ومؤشرات على اقتراب تدخل عسكري في سورية وفي وقت لاحق من ذاك الشهر دخل نحو 600 ارهابي ليبي إلى سورية وبدؤوا بشن هجمات على الاراضي السورية ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف تدفقهم إلى البلاد.‏

واوردت صحيفة التايمز البريطانية في مقال بعنوان المقاتلون الليبيون يصدرون ثورتهم إلى سورية اعترافات من الارهابيين انفسهم بشأن تلقيهم اسلحة ثقيلة بينها صواريخ ارض جو من ليبيا.‏

وقال غلوبال ريسيرتش ان من الواضح ان حملة الناتو العسكرية على ليبيا خلفت كمية ضخمة من الاسلحة المدمرة في ايدي المتشددين الذين تقودهم مجموعة القتال الاسلامية الليبية والتي توصل هذه الاسلحة إلى جبهة الناتو الأخرى في سورية ومن بينها الاسلحة الكيماوية.‏

وفيما يزعم المفتشون الدوليون ان اسلحة ليبيا الكيماوية في ايدي الحكومة الليبية وليست بيد المسلحين المتطرفين فان من الواضح وباعتراف الحكومة الليبية نفسها بأنهم متورطون في ارسال المسلحين والاسلحة لسورية.‏

ولايزال من المنتظر معرفة من اين حصل الارهابيون في سورية على المواد الكيماوية التي استخدموها في حلب وفي حال اتضح مع مرور الوقت انها جزء من الترسانة الليبية فان ذلك سيشير إلى ان دول الناتو ولاسيما الولايات المتحدة وتركيا متورطة في تزويد ارهابيي القاعدة بأسلحة الدمار الشامل وهو نفس السيناريو الذي كان قد اصاب الغرب بالشلل والخوف خلال السنوات العشر الماضية والذي تسببت بحجته بسقوط آلاف القتلى من الجنود الغربيين في حرب كانت حجتها منع وقوع الاسلحة الكيماوية في الايدي الخطأ في العراق.‏

الى ذلك كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية الصادرة صباح أمس ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بدأ فيما يبدو بالتراجع عن اقتراحه بتسليح المجموعات المسلحة في سورية وذلك مع تكشف استطلاعات للرأي تؤكد رفض أغلبية البريطانيين لمثل هذه الخطوة.‏

وجاء في خبر اوردته الصحيفة في صفحة لوفيغارو هنا لوفيغارو هناك حمل عنوان الرأي العام البريطاني ضد تسليح المعارضة السورية انه وقبل قمة وزراء الخارجية الاوروبيين التي ستعقد في وقت لاحق في دبلن بايرلندا فيما يتعلق بالحظر المفروض على سورية فان كاميرون بدأ يتراجع حول اقتراحه بتسليح المعارضة وبهذا فانه يعزل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أكثر فأكثر في مشروعه هذا.‏

واوضحت الصحيفة ان موقف كاميرون هذا قد يكون ناتجا عن ملاحظته من خلال استطلاع للرأي اجراه مركز يوغوف ان 54 بالمئة من البريطانيين ضد ارسال السلاح الخفيف للمسلحين في سورية وان 64 بالمئة ضد توريد معدات ثقيلة فيما ثلاثة ارباع البريطانيين يرفضون فكرة ارسال فرق من الجنود إلى سورية من أجل مساعدة المجموعات المسلحة.‏

اما الفرنسيون فان اربعين بالمئة منهم ضد ارسال الاسلحة الخفيفة و64 بالمئة ضد ارسال الاسلحة الثقيلة وستين بالمئة ضد تدخل عسكري فرنسي بحسب استطلاع مماثل جرى في بداية هذا الاسبوع.‏

كاتبة تشيكية: أميركا تسعى لتكرار‏

النموذج الليبي في سورية‏

في سياق متصل حذرت الكاتبة التشيكية تيريزا سبينتسيروفا من أن الولايات المتحدة تسعى لتكرار النموذج الليبي الآن في سورية ليس فقط من خلال تسمية مواطن أمريكي رئيسا لحكومة مؤقتة وانما أيضا في اسناد أمريكا العمل القذر لبريطانيا وفرنسا في اطار ترددها الدخول في حرب ثالثة فاشلة في الشرق الاوسط.‏

وقالت الكاتبة في تعليق لها نشرته أمس في الصحيفة الادبية: ان ما يجري يذكر أيضا بما فعله الامريكيون في العراق حين احضروا رئيس المؤتمر الوطني العراقي في المنفى احمد الجلبي رغم أن العديد من الدول كانت تلاحقه بتهمة الاحتيال كما تكرر نفس الامر عندما أحضرت الولايات المتحدة مواطنها عبد الرحيم الكيب وسلمته الحكومة الليبية في عام 2011.‏

وأشارت إلى أن اختيار هؤلاء السوريين الذين يعيشون خارج سورية منذ عشرات السنين لتزعم مختلف أشكال المعارضة يؤكد صحة ما تقوله الحكومة السورية منذ فترة بان هؤلاء الذين يقدمون على أنهم يمثلون الشعب السوري لو تم اطلاقهم في دمشق لضلوا الطريق فيها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية