تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


روسيا تؤكد اتفاقها والصين على ضرورة وقف العنف.. وأن قرار «حقوق الإنسان» حول سورية مسيّس وأحادي الجانب.. بوتين: " بريكس " ترفض سياسة الانتقاص من سيادة الدول أو الضغط العسكري

موسكو
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
السبت 23-3-2013
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مجموعة بريكس تمثل أحد العناصر المحورية للعالم متعدد الأقطاب وستساهم في إنشاء نظام أكثر عدالة وتوازناً للعلاقات الاقتصادية الدولية مشدداً

على أنها لا تقبل بسياسة الانتقاص من سيادة الدول أو الضغط العسكري,وشدد بوتين في تصريح صحفي لوكالة إيتار تاس الروسية للأنباء أمس عشية عقد دول بريكس لقمتها في جنوب أفريقيا على تشابه مواقف دول المجموعة من القضايا الدولية الملحة بما فيها الأزمة في سورية والملف النووي الإيراني والتسوية في الشرق الأوسط ,مجدداً رفضها سياسة الضغط العسكري والانتقاص من سيادة دول أخرى.‏‏

ولفت بوتين إلى أن هناك عدداً من العوامل طويلة الأجل ستساعد في نجاح القمة منها نجاح اقتصادات دول المجموعة على لعب دور ريادي على مدى عقود والمساهمة في النمو الاقتصادي العالمي ,واعتبر الرئيس بوتين أن المساهمة المتعاظمة للمجموعة في الجهود الرامية إلى تحفيز النمو العالمي تمثل دليلاً على سمعتها ونفوذها على الصعيد العالمي ,لافتاً إلى أن هذه المسألة ستتصدر أجندة منتدى زعماء بريكس وأفريقيا الذي سيعقد على هامش القمة في دوربان.‏‏

وأشار بوتين إلى أن المشاركين في بريكس يدعون إلى إنشاء نظام أكثر عدالة وتوازناً للعلاقات الاقتصادية الدولية وهي معنية بضمان النمو طويل الأجل والراسخ للاقتصاد العالمي وإصلاح بنيته المالية والاقتصادية ورفع فاعليته, مذكراً بالقرار الذي اتخذ العام الماضي بالمساهمة في استكمال القدرة الإقراضية لصندوق النقد الدولي بمقدار 75 مليار دولار ما أدى إلى زيادة حصة الاقتصادات النامية سريعاً في الرأسمال التأسيسي للصندوق.‏‏

وأشار بوتين إلى أن روسيا باعتبارها الجهة التي بادرت إلى استحداث المجموعة ترى ان مشاركتها في نشاطها هي إحدى الأولويات لسياستها الخارجية مشيرا إلى أنها صدقت العام الجاري على الفكرة الأساسية لمشاركة روسيا في بريكس والتي ترسم مهاما استراتيجية تسعى إلى تنفيذها بالتعاون مع الشركاء في البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا.‏‏

ورأى بوتين أن مشاركة روسيا في المجموعة سيساعد في الشؤون الدولية والتجارية وفي تبادل الرساميل والمجال الإنساني في تهيئة ظروف خارجية ملائمة للنهوض اللاحق بالاقتصاد الروسي وتحسين المناخ الاستثماري ورفع نوعية معيشة مواطني روسيا إضافة إلى توطيد العلاقات الثنائية مع دول المجموعة وفق مبادئ حسن الجوار والتعاون والمنافع المتبادلة وسيعزز الدور الهام للوجود اللغوي والحضاري والإعلامي الروسي في تلك الدول وتوسيع الاتصالات في المجال الإنساني ومجال التعليم معها. وأكد بوتين حرص دول المجموعة على مكافحة تهريب المخدرات وإنتاجها غير الشرعي ومواجهة الأخطار الإرهابية والإجرامية والعسكرية الكومبيوترية والتنسيق فيما بينها في هذا المجال بما يعمق الشراكة بين دول المجموعة.‏‏

وأوضح بوتين أن دول المجموعة تحدد عملها على أساس خطة العمل التي يتم اعتمادها في القمم السنوية عبر مسارات للتعاون بمافيها عقد لقاءات بين وزراء الخارجية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات المشتركة بين وزارء المالية ومديري البنوك المركزية ملمحا إلى أن روسيا تولي أهمية بالغة لتطوير التفاعل بين الشركاء في المجموعة في مجالي التجارة والاستثمار وإطلاق مشاريع تجارية متعددة الاطراف بمشاركة دوائر العمال في دول المجموعة.‏‏

وكشف رئيس روسيا الاتحادية عن وجود خطط للمجموعة منها تأسيس مجلس الأعمال لـ "بريكس" لتطوير التعاون بين دولها في المجالات كلها, من جهته أعلن أندريه دينيسوف نائب وزير الخارجية الروسي أن روسيا والصين تتفقان في الدعوة إلى الحوار الوطني والمصالحة ووقف العنف في سورية,وقال دينيسوف في حديث مع صحيفة تشاينا ديلي الصينية أمس نقله موقع روسيا اليوم: لو أن الدول الأخرى عملت في ذات الاتجاه لأدى ذلك إلى تخفيف المعاناة ,وأكد دينيسوف أن مواقف روسيا والصين مشتركة بشأن مختلف القضايا الدولية بما فيها الأزمة في سورية والوضع في شبه الجزيرة الكورية.‏‏

يشار إلى أن دول البريكس هي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا.‏‏

بوتين وكاميرون يؤكدان ضرورة‏‏

الحل السياسي للأزمة في سورية‏‏

في غضون ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال اتصال هاتفي أمس ضرورة حل الازمة في سورية عبر التفاوض.‏‏

ونقل موقع روسيا اليوم عن المكتب الصحفي للكرملين قوله: ان المحادثات بين بوتين وكاميرون تركزت على الوضع في سورية مضيفا ان الطرفين اتفقا رغم الخلافات بينهما على ضرورة حل الازمة بطريقة سياسية.‏‏

ريابكوف: موسكو ترحب ببدء التحرك في مسار التحقيق من استخدام السلاح الكيماوي في حلب‏‏

في سياق متصل قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي ان الوضع في سورية سيدرج حتما على جدول أعمال قمة مجموعة دول بريكس مضيفا اننا لا نريد أبدا أن نخفف من خطورة الوضع والمشكلات التي نواجهها في سورية.‏‏

وأكد المسؤول الروسي في حديث لاذاعة صوت روسيا اليوم انه يمكن انشاء قاعدة للحوار السوري الداخلي ويمكن التوصل إلى اتفاق مصالحة ونحن نبذل جهودا من أجل ذلك.‏‏

وقال ريابكوف الاهم في الامر هو التمسك بعدم الانحياز مضيفا ان أولئك الذين يملكون نفوذا أكبر في أوساط المعارضة السورية عليهم بطبيعة الحال أن يبذلوا مزيدا من الجهود لاقناعها بضرورة اقامة الاتصالات مع السلطات وانه ليس هناك بديل من ذلك وإلا فسيكون هناك المزيد من الضحايا والمآسي.‏‏

وأشار المسؤول الروسي إلى أن دول مجموعة بريكس تدعم هذا الموقف معربا عن قناعته بأن قمة المجموعة ستوضح الاجراءات التي يجب اتخاذها لحل الازمة.‏‏

وقال ريابكوف: ان مسألة دعم الحكومة السورية غير مطروحة بالنسبة لروسيا على الاقل ونحن لسنا محامين في قضية ألقيادة السورية.‏‏

وفي تصريحات لوكالة ايتار تاس الروسية للانباء جدد ريابكوف موقف موسكو الداعي إلى الحوار الوطني لحل الازمة في سورية كما عبر عن ترحيب بلاده ببدء التحرك في مسار التحقق ميدانيا من استخدام السلاح الكيميائي في ضواحي حلب.‏‏

وقال ريابكوف يجب علينا زيارة موقع الحادث وتقييم كل شيء ميدانيا مضيفا نحن نرحب ببدء التحرك في مسار التحقق ميدانيا من استخدام السلاح الكيميائي في ضواحي حلب واتخاذ قرار بالتحقيق في الامر من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.‏‏

واوضح ريابكوف ان المهم بالنسبة لروسيا امر آخر وهو جعل النزعة الحالية الرامية إلى تدهور الوضع في سورية وتعزيز مواقف القوى الراديكالية في معسكر المعارضة السورية ضمنا تتوقف وتنعطف نحو امر تدعو روسيا دوما إلى تحقيقه وهو اقامة حوار بين الجانبين المتنازعين بحثا عن نموذج للتسوية السورية الداخلية. قرار «حقوق الإنسان»‏‏

حول سورية مسيس وأحادي الجانب‏‏

في غضون ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية أن القرار الذي تبناه مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان حول سورية مسيس وأحادي الجانب ولا يسهم بوقف العنف ويحول دون حل الازمة فيها بطريقة سلمية.‏‏

واوضح دبلوماسي روسي في كلمة له أمام الجولة الثانية والعشرين للمجلس نقلها موقع روسيا اليوم ان القرار لا يزال مسيسا وأحادي الجانب وحمل مرة أخرى الحكومة السورية وحدها المسؤولية عن العنف ولم يذكر تقريبا جرائم المسلحين التي تحدثت عنها لجنة التحقيق المستقلة المختصة بسورية والتي تتوفر أدلة كثيرة عليها.‏‏

وأشار الدبلوماسي إلى أن معدي مسودة القرار استخدموا النتائج التي خرجت بها اللجنة بشكل انتقائي لدعم عدد من أحكام تخرج عن اطار قرار مجلس حقوق الانسان مضيفا نلاحظ محاولات مد جسر إلى نظرية مسؤولية الحماية التي لا يوجد توافق عليها بين أطراف المجتمع الدولي كما هو معلوم.‏‏

وحذر الدبلوماسي الروسي من انه يمكن ان ينسب إلى ذلك البند حول ضرورة تقديم أي مساعدة للشعب السوري ما يمثل محاولة لشرعنة تزويد المتطرفين في سورية بالسلاح.‏‏

وشدد الدبلوماسي الروسي على الثقة بأن القرار لا يسهم بوقف العنف ويحول دون تقارب مواقف الاطراف المعنية وتسوية الازمة بطريقة سلمية والدليل على ذلك عدم الموافقة على نصه بالاجماع.‏‏

مصدر دبلوماسي عسكري: ميناء طرطوس سيبقى بصفته نقطة دعم لسفن سلاح البحرية الروسية‏‏

من جانب اخرأعلن مصدر دبلوماسي عسكري روسي أنه تم خلال المباحثات الثنائية مع الجانب اللبناني الاتفاق على إمكانية دخول سفن سلاح البحرية الروسي إلى ميناء بيروت لكن ميناء طرطوس سيبقى بصفته نقطة الدعم المادي والتقني لهذه السفن.‏‏

وقال المصدر في حديث مع وكالة انترفاكس أمس:"إنه تم الاتفاق بين الجانبين الروسي واللبناني على إمكانية دخول السفن الروسية إلى ميناء بيروت لأغراض العمل وقد تم تسديد نفقات الخدمات المقدمة إلى سفن اسطول البلطيق في هذا الميناء وأصبحت هذه الزيارة ممكنة بفضل الاتفاقات التي تم التوصل إليها مسبقا بصدد زيارة سفننا إلى بيروت".‏‏

وأشار المصدر أيضا إلى أن زيارات السفن الروسية لن تكون مجانية البتة موضحا أنه ستسدد أجور مرشدي الملاحة وبدلات استئجار الأرصفة وكلفة الطاقة الكهربائية والمياه العذبة والمواد الغذائية.‏‏

وأكد المصدر في الوقت نفسه على أن المقصود ليس التخلي عن مركز الدعم التقني والمادي في ميناء طرطوس أو البحث عن نقاط جديدة في البحر الأبيض المتوسط لمرابطة سفن سلاح البحرية الروسي وقال "إن ميناء طرطوس يبقى بوضعه السابق كنقطة لمرابطة السفن الحربية الروسية".‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية