|
دمشق «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون..» إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ بلاد الشام لمحزونون. ببالغ الحزن الممزوج بالقوة والتماسك.. أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سورية والعالم الإسلامي قاطبة.. رجل بحق.. عبر عن الصوت الحقيقي للاسلام واستشهد بين المحراب والمنبر وهو يعلم الناس الخير والدين الحق.. سيفتقدك منبر الجامع الأموي كما ستفتقدك الأمة الاسلامية كلها.. لأنك حملت الرسالة الحقيقية للإسلام.. لقد كانت كلماتك المفعمة بالصدق والإيمان خير تعبير عن جوهر الإسلام ونوره في مواجهة قوى الظلام والفكر التكفيري المتطرف.. فقتلوك ظنا منهم أن يسكتوا صوت الإسلام ونور الإيمان من بلاد الشام التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإيمان حين تقع الفتن.. في الشام .. وقال عليه الصلاة والسلام: إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام.. قتلوك يا شيخنا لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف أصلا إلى تدمير مفاهيم ديننا السمح فوعدا من الشعب السوري وأنا منه أن دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم.. متمثلين نهجك الذي نذرت جل حياتك من أجله في كشف زيف الفكر الظلامي والتحذير منه.. هذا النهج سيبقى ركنا أساسيا من أركان العمل الديني في سورية... كما سنبقى مستذكرين دائما أفكارك الخيرة بنشر كلمة المحبة والإخاء التي يتوحد حولها المسلمون. كل العزاء لعائلة الشهيد العلامة الدكتور البوطي وعوائل الشهداء الذين قضوا معه اليوم وكل عائلات شهداء سورية سائلين الله عز وجل أن يسكن الشهداء فسيح جنانه وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان والله معنا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد |
|