تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكاذيب وببغاوات

معاً على الطريق
الثلاثاء 11-2-2014
خالد الأشهب

نقلت CNN أمس عن خبير زلازل «أردني» قوله إن وضع منطقة الأردن الزلزالي «صعب وخطير» وإن هناك مشكلة لدى المسؤولين في البلاد بعدم قناعتهم بهذا الخطر...

فيما شكا مسؤول الهلال الاحمر الاردني من استحواذ اللاجئين إلى الأردن منذ عام 1948 والبالغ عددهم اليوم خمسة ملايين لاجىء معظم أو جميع المساعدات المرسلة إلى هذا «البلد»!!‏

ثمة ملاحظتان يمكن تسجيلهما هنا وقد جاءتا عرضاً وعفواً على ألسنة مسؤولين في عمان: الأولى أن المسؤولين في منطقة شرق الأردن لا يقيمون وزناً للخطر الزلزالي الجيولوجي ولا يأبهون له.. ومن باب أولى ألا يأبهون لنظيره الخطر الزلزالي السياسي.. خاصة وهم في كنف الرعاية الأميركية وارثة الرعاية البريطانية في هذه المنطقة منذ ما قبل العام 1948 إلى ما بعده وحتى اليوم!‏

والملاحظة الثانية أن معظم سكان هذه المنطقة هم من اللاجئين إليها سواء الفلسطينيين المهجرين تحت وطأة العدوان الصهيوني منذ ما قبل العام 1948 أو العراقيين المهجرين تحت وطأة العدوان الأميركي منذ العام 2003 أو السوريين المهجرين تحت وطأة العدوان الإرهابي العالمي منذ العام 2011, وما تبقى, مما يسمى «سكاناً أصليين» ليس سوى بعض العشائر الممتدة من سهل حوران السوري أساساً.. إذ لأغلبية العائلات والعشائر الحورانية في سورية اليوم فروعها أو امتداداتها «الأردنية»!‏

الملاحظتان تؤكدان مجدداً وبأشكال عفوية وغير مباشرة.. أن ليس ثمة دولة في تاريخ المنطقة اسمها المملكة الأردنية الهاشمية أو حتى الأردن, بل منطقة جغرافية اسمها شرقي الأردن هي الضفة الشرقية لنهر الأردن مثلما هناك ضفة غربية له يجري تداولها بهذا الاسم حتى اليوم, وهي امتداد أفقي فلسطيني.. تماماً كما فلسطين كلها امتداد عمودي سوري, وأن ليس هناك شعب أردني ينتسب تاريخياً إلى جغرافية محددة اسمها الأردن بوصفها وطناً, بل امتدادات اجتماعية مقتطعة أفقياً وعمودياً من وطن تاريخي قائم على جغرافيا محددة اسمها سورية أو بلاد الشام, وهذه تكوينات طبيعية سابقة أي توصيف سياسي لها في العصر الحديث.. حتى ولو جاء على لسان وقلم السوري العميق والعتيق أنطون سعادة؟‏

صحيح أن الخطر الزلزالي الجيولوجي هو خطر احتمالي حتى الآن في منطقة شرق الأردن أو في غيرها, يمكن أن يغيب دهراً ويمكن أن ينشأ في لحظة ودون سابق إنذار, غير أن بلادة المسؤولين في تلك المنطقة تجاه ذلك الخطر, كما شكا الخبير الجيولوجي «الأردني», لا تضاهيها إلا بلادتهم تجاه الخطر الزلزالي السياسي, الذي يحرضون له عبر الحدود مع سورية الأم, بتهريب قوافل السلاح والإرهابيين نحوها ومراقبة البراغيث المتسللة منها باتجاههم, ما يؤكد أن الغاية الأسمى والمنحة الدسمة التي يعتاش منها مسؤولو تلك المنطقة إنما هي مساعدات الإغاثة الأجنبية التي شكا مسؤول الهلال الأحمر «الأردني» شحها مؤخراً!‏

ثمة كذبة كبيرة اسمها «المملكة الأردنية الهاشمية» وعمرها نصف قرن من تداعيات الـ «سايكس بيكو» على سورية الأم, وثمة من صدق الكذبة وراح يرددها كببغاء معتوه.. وقد آن أوان تصحيحها؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية