|
قضاياالثورة او ان تخرج (الزير) العربي من البئر المعتم الذي يقبع فيه, فيحملها مسؤولية التشتت والفرقة, ويتهمها بالعجز او التخلف, وكما لو ان في يد امينها العام ومساعديه وموظفيه ان يفعلوا فلم يفعلوا ! وثمة من يرى في القمة العربية التي تنظمها الجامعة سنوياً, مناسبة احتفالية يلتقي فيها قادة العرب من رؤساء وملوك وامراء, بانتظار ان تجمعهم الجامعة وترشدهم الى سواء السبيل, والى ماينبغي ان يكون مشتركاً بينهم او لايكون, وكما لو ان احتفالية القمة, ومن ورائها مؤسسة الجامعة, هي مصدر الفعل والقرار, تجمع العرب او تشتتهم, تعجزهم او تفعلهم, وهي في الحقيقة, ليست اكثر من مكان وزمان للقاء من جهة, وليست اكثر من جسر بين هذا العربي او ذاك من الجهة الثانية. لن نكلف الجامعة وقممها الا وسعها, ووسع الجامعة هو وسع العرب المنتسبين اليها, الملتقين بمواعيدها وعلى تخوم جسورها, ووسع القمة هو وسع القادة العرب ليس الا, اذا غردوا غردت, واذا صمتوا سكتت, وحدتهم هي وحدتها, وفرقتهم هي انفراط عقدها, فإذا ارتقوا هم بمسؤولياتهم ارتقت هي الى القرار والفعل, واذا راوحوا بين تفاصيل حيثياتهم راوحت هي بين تفاصيل احتفالياتها. القمة تذكير للعرب بماهم قائمون عليه وبما هم ذاهبون اليه, ارادتها اجتماع اراداتهم, وقرارها اتفاق قراراتهم, إن ارتقت بمقعرهم الى المحدب.. فلأنهم ادركوا ظلامة القاع وألم السقوط الى الهاوية, وإن هوت بمحدبهم الى المقعر.. فلأنهم لا يزالون ساهين عن الزلازل والبراكين التي تتفجر بين ظهرانيهم كل يوم وكل منهم يتوهم الخلاص برأسه? وإذا كان أصعب المستحيلات اثبات المسلمات, فهل نحتاج الى تذكير عرب القمة المنعقدة في الجزائر اليوم, ان أولى المسلمات تقول إننا بتنا جميعاً على ابواب الهاوية ولو تقدم موعد سقوط احدنا وتأخر موعد الآخر, وهل نحتاج التذكير بأن القرارات والتوصيات والبيانات الختامية ولو جاءت مغموسة بالعسل, انما هي بما تذهب اليه من التنفيذ والالتزام وارادة الاجتماع والاجماع ! هل ثمة من يسمع الصوت ?! |
|