|
قضاياالثورة من البداهة القول: إن الإجابة على مثل هذا السؤال المهم تستدعي تناول الموضوع من أكثر من زاوية واتجاه, أولها إن دعوات الإصلاح التي حض عليها المشاركون في القمة يجب ألا تكون مجرد ردود فعل على المشروعات الغربية المطروحة لمنطقتنا العربية, وفي مقدمتها مشروع الشرق الأوسط الكبير, بل يجب أن تكون صادرة عن قناعات تامة أن مثل هذا الإصلاح يُعد حاجة طبيعية تعبر عن رغبة عربية داخلية وإرادة حقيقية لتنفيذ هذه الحاجة. وبموازاة ذلك فإن رفض الدول العربية المشاركة بمشروعات الولايات المتحدة الإصلاحية, القادمة تحت عباءة الديمقراطية وحقوق الإنسان, وممانعتها لخططها التحريرية المزعومة, لا يعني أن العرب لا يريدون تحقيق الإصلاح والتنمية والديمقراطية, ومن هنا فإن على قمة الجزائر اليوم أن تؤسس للجان متخصصة تتابع ما يتم الاتفاق عليه في هذا المجال, وبحيث تؤكد عملياً وعلى أرض الواقع أن أهداف الحرية النبيلة لا يختلف عليها اثنان في العالم, ولذلك فلا بد من القيام بكل ما من شأنه التأسيس لتحقيقها بصورة سريعة وعاجلة وبما ينسجم مع التطور الهائل الذي يشهده العالم. وارتباطاً بهذه الحقائق فإن على الدول العربية أن تبادر فوراً إلى تبادل الآراء والأفكار والتجارب والخبرات لتعزيز كل ما يؤسس لروح المواطنة والمساواة, وتوسيع مجال المشاركة السياسية في الشأن العام ودعم سبل حرية الفكر والإعلام والتعبير ورعاية حقوق الإنسان. وفي الاتجاه الآخر أصبحت الحاجة ماسة لإطلاق من¯ظومات عمل عربية مشتركة بصورة واقعية, وبعيداً عن لغة التنظير والأمنيات مثل السوق المشتركة والعملة الموحدة والبرلمان الموحد, ووضع تصور عملي لمواجهة المشروعات الأجنبية التي تستهدف الأمة وثرواتها وثقافتها وبناء رؤية مشتركة تجاهها وتحديد كيفية التعامل معها. بهذا الشكل تكون قمة الجزائر أمام فرصة جديدة لتنفيذ إصلاح حقيقي وفوري ومعقول على المستوى العربي, وتحصين الأمة أمام المخططات التي تستهدف وجودها, وتقدم للمواطن العربي بديلاً لوصفات العلاج والنصائح والتوصيات والإملاءات التي يريد الآخرون ahmadh@ureah.com ">فرضها. ahmadh@ureah.com |
|