|
مجتمع أم أبحث في المعوقات التي تعترض هذه التجربة وغيرها والتي لا تمكن شبابنا الطموح من رسم ملامح مستقبل أجمل وأكثر نماء? يصنعه فرد أو مجموعة يشكلون معاً- حركة ابداعية جماعية?
أم أدخل مباشرة للحديث عن واقع الرسوم المتحركة كشكل فني متميز, وكفن خاص يحتاج تقنية عالية المستوى لا يتقنها إلا من عشقها ورغب بها مشروعاً حياتياً يحتاج جهداً خاصاً وتمويلاً وبيئة استثمارية صالحة (مغامرة)..لنقول قريباً: سنكون منافسين!! وهل يحق لي (هنا) التحدث عن المنافسة في حقل بالغ الحساسية والخطورة ما دام المستهدف الأول منه أي(الأفلام الكرتونية) هم أبناؤنا..الأطفال واليافعون على السواء?! والمنافسة ليست كلمة سهلة من السهولة والبساطة لإطلاقها في مجال الرسوم المتحركة ما دام الطرف الآخر (أميركا- فرنسا- اليابان..الخ) تملك التقنية العالية جداً والمثيرة للغيرة عن جد.. والمثيرة للجدل عن جد أكثر?! والجدل يجر حبالاً من التساؤلات حول الامكانيات التي نملكها ونوظفها لمواجهة الغزو الثقافي والفكري الغربي.. خاصة الغزو والاختراق المصوب نحو الأطفال (العرب) وشبابهم.. غزوهم بأفكار وطروحات من خلال فن خاص ممتع يجد قبولاً واستحساناً منقطع النظير عند هذه الفئة العمرية (التي تتشكل) والتي تستقطب حتى الكبار وأنا منهم.. عثرات..ونجاحات ما سأتحدث عنه لاحقاً لإلقاء اضاءات على حالة ابداعية (محلية) تعبت لتوجد لنفسها اسماً (عربياً) في مجال الرسوم المتحركة . وأبدأ من : اياد عيساوي 36 عاماً ¯ خريج كلية الفنون الجميلة ¯ قسم الغرافيك- محاوراً..وأطرح عليه بداية السؤال: > كيف بدأت العمل?! >> دخلت كلية الفنون الجميلة لولعي الشديد بالرسوم المتحركة..فمنذ طفولتي صنعت فيلماً كرتونياً متحركاً مع اخوتي, وذهبت به الى الأستاذ دريد لحام الذي أرسلني للدكتور حيدر يازجي وبدأ مشواري باشرافه وبقيت فترة التدريب من 90-97 بشكل متواصل ودؤوب,. بعدها بدأت أهتم بالكتاب المصور وعملت في مجلة أسامة من عام 97 الى الآن, ومجلة الطليعي التي كانت منها انطلاقتي العربية!.. > أين تعمل الآن? >> براعم الإيمان,العربي الصغير, العبقري الصغير, وأنا الرسام الوحيد لمجلة أبناء وبنات. رصيدي أصبح 15 سلسلة قصصية مصورة بحوالي 2000 قصة (رسم) وأعمل لدور نشر مختلفة داخل وخارج سورية- الامارات العربية- السعودية- الكويت- لبنان- قطر. إعجاب فرنسي > قلت لي إن مفترقاً حدث في حياتك..وكانت الانطلاقة.. >> هو التحدي..فرغم ايماني بقدراتي تعرضت لامتحان صعب حين سخر زملائي مني أثناء تقديمي لمشروع فيلم كرتوني..وقررت الانقطاع عن الدراسة والتفرغ لعمل أثبت فيه أنني قادر على فعل عمل خاص متميز,رغم الوضع المادي الصعب لكنني بدلت المواد (الخاصة) لهذا العمل بورق عادي خشن- وطاولة شف- وضغطت الاضاءة ليخرج العمل ب¯ 16 ألف رسمة كل 24 رسمة بالثانية, وخرج فيلم كرتوني مدته 15 دقيقة خلال شهر واحد. حقيقة يعتبر ما قمت به تحدٍ, بشهادة أستاذ جامعي في كليتنا حين عرضت عليه العمل قال: أعترف أن الإنجاز الوحيد لهذا الفيلم هو أنك قمت به لوحدك..أحبطتني اجابته فهو لم يعترف بقيمة العمل..إنما بالزمن فقط.. وكان هذا تحدياً كبيراً. فاشتركت عام (1999) بمعرض عالم الميديا بدعم كبير من أخي وحقق الفيلم نجاحاً مدهشاً واستطعنا استقطاب كل جمهور المعرض الذي حضر الجناح لمشاهدة العمل- وكنت عرضته على الدكتور حيدر يازجي الذي اطلع وفداً فرنسياً مختصاً على الفيلم وحيثياته وحقيقته, فوجئوا أن لدينا في سورية أفلاماًَ كرتونية مشغولة بهذه السوية. > والآن أين أنت? >> باشرت العمل منذ مدة ¯ بفيلم (البراعم الاسلامية) مسلسل 30 حلقة زمن الحلقة 30 دقيقة لمدة 7 ساعات, زمن فيلمي, وهو لمصلحة مؤسسة سورية, وانتهيت مؤخراً من فيلم كرتوني حكاية التجويد (لتعليم التجويد بطريقة مبسطة للأطفال) لشركة اماراتية 30 حلقة. الإنتاج العربي لا يكاد ... يذكر > لماذا نحن (كعرب) متأخرون بمجال انتاج الرسوم المتحركة? وبعيدون جداً عن المنافسة? >> انتاجنا يكاد يكون 1 الى 2% من الانتاج العالمي قياساً لما تطرحه أميركا مثلاً.. والتي تعتبر منافسا حتى لفرنسا واليابان وهي تملك تقنيات عالية ومذهلة.. هذا التميز لم يأت فجأة..لقد تم تأسيسه من خلال ايمانهم به كفن أولاً.. لقد أعطوا الفن كامل حقه ثم راحوا يقطفون ثماره..لكن (عندنا) يريدون ربحاً سريعاً دون أن يضطروا لرفع قيمة العمل, (فنياً) معظم من يعمل في هذا المجال يعتبره مكلفاً ولا يحقق ما يطمح إليه من ايرادات. > ليست لدينا تقنيات عالية..ماذا عن كوادرنا?! >> بكل صدق أقول..لدينا كوارد نادرة وموهوبة ولكنها لا تجد البيئة الصالحة لتوظ¯يفها, كما أن الأجور زهيدة جداً قياساً بالتعب والإرهاق الذي يعانيه فنانو هذه النوعية, لا أبالغ إذا قلت: إننا نملك خامات تستطيع المنافسة حتى في الأسواق الأميركية..لو وجدت طريقها الى هناك! نتأذى كثيراً من غزو الأفلام المتحركة.. > نعلم مخاطر الاحتكار الغربي للرسوم المتحركة والذي اخترق عالمنا العربي كيف تقيّم كمختص هذه المشكلة? >> نحن نتأذى بشكل كبير, خذي مثالاً ..فيلم (علاء الدين) إن فيه تشويهاً مقصوداً ومتعمداً للقيم الدينية لدينا ويفسر بشكل خاطىء..فحين تأخذ (ياسمينة) التفاحة لتعطيها لطفلة جائعة ينقض عليها شخص (همجي) بالصوت والصورة ليقيم عليها الحد..وسخرية علاء الدين من هذا الحد الذي سيقيمه هذا الرجل وكأن الاسلام لا يراعي الخصوصيات وي¯ظهره وكأنه بلا رحمة. مثال ثان: فيلم (الغول شريك) وهو من انتاج شركة يهودية تظ¯هر الهلال على باب المرحاض..هذه الشركة نفسها (دريم ووركس) انتجت فيلماً كرتونياً بعنوان (أمير مصر) شوهت من خلاله تاريخ سيدنا موسى وأساءت للتاريخ المصري. فيلم آخر يمثل سيدة الحرية الأميركية وهي قادته للشرق.. يضغط الطفل الزر فتراها تتحرك تدوس بقدميها الكبيرتين الأطفال والنساء..ويربح أكثر من يدوس أكثر..هذا بعض ما هو موجود في السوق لدينا .. العجيب أكثر أن فيلماً كرتونياً عنوانه (الجرة) انتج عام 1999 والذي اشتغل عليه بتقنية عالية لم يعرض في صالات العرض إلا مرة واحدة ولم نره حتى على سيديات لماذا?!.. رغم الإغراءات لن أهاجر.. > من هي الجهات التي ترسل لها نداء لتجد لنا مخرجاً مما نعانيه وسنعانيه? >> أدعو (الدول) العربية أولاً لتكون حاضرة أكثر في انتاج أعمال عربية لأننا نمتلك إرثاً حضارياً غنياً نستطيع به أن نباهي الدنيا..وكذلك على شركات الانتاج الخاصة الانتباه الى أهمية الخطر الذي يحيط بأجيالنا فليس الضروري الربح السريع والفاحش..الفكرة والشغل عليها بإتقان و سخاء في البداية سيجعلنا منافسين حقيقيين في الأسواق العالمية, فلدينا المواهب التي بدأ اليأس يأخذ مجراه فيها..منذ اسبوعين هاجر صديق لي بارع في مجال الرسوم المتحركة الى كندا وقدمت له الش¯ركة هناك مغريات كبيرة لا يمكن توقعها لأنهم رأوا فيه حالة استثنائية ابداعية ومثله كثير. لم أفكر يوماً بالهجرة..وهو خياري الأخير ..فطموحي أن أعمل من هنا . > أين التلفزيون من دعواتك? >> أعتقد أن في التلفزيون قطاعاً انتاجياً لمثل هذه الأفلام ولا أدري عنها شيئاً فقط سأقول للمعنيين لديهم..إنني مستعد لأقدم لهم 3 أعمال (وبالمجان) ولهم حق التصرف بها مدى الحياة دون أن يتعثر هذا الطرح باجراءات روتينية وغيرها..!!! |
|