تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حفاظاً على البيئة البحرية...إلغاء العمل بأسلوبي الجرف القاعي والشاطئي

بيئة
الأربعاء 23/3/2005م
بسام المصطفى

تواجه ثروتنا السمكية أخطاراً وتحديات تنذر بتدهورها وتهدد بانحسارها من شواطئنا الفقيرة أصلاً بالمخزون السمكي ?!

ومن هذه الأخطار أساليب الصيد الجائر الذي يلجأ إليه الصيادون لزيادة غلتهم من الأسماك, ولذلك سعت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لاتخاذ جملة من الإجراءات لحماية التنوع الحيوي البحري من خلال إقامة عدد من المحميات على الشاطىء السوري, كما تم إلغاء العمل بأسلوبي الجرف القاعي والشاطئي حفاظاً على البيئة البحرية وللحديث عن الأخطار التي تتعرض لها ثروتنا السمكية في الساحل السوري والإجراءات التي تقوم بها وزارة الزراعة للحفاظ على هذه الثروة وآفاق تطويرها التقينا الدكتور (عصام كروما) مدير مشروع تطوير الثروة السمكية في وزارة الزراعة الذي قال: تتنوع مصادر الثروة السمكية في القطر منها: الصيد البحري والصيد في المياه العذبة والاستزراع السمكي.‏

والصيد البحري عبارة عن نشاط يقتصر على الجرف القاري الذي يتصف بضيقه وشدة إنحداره, وقد أظهرت الدراسات أن إنتاجية البحر منخفضة إلى حد لايسمح بإنتاج أكثر من/2000/طن سنوياً لأسباب نوجزها بما يلي:‏

قلة التيارات البحرية الحاملة للمغذيات وقلة الملاجىء الطبيعية اللازمة لحياة الأسماك وتفريخها وحضانة صغارها.‏

انعدام المصادر الطبيعية المعدنية المغذية التي تهيىء فرصاً لنمو غذاء الأسماك.‏

بعض الإجراءات والممارسات الخاطئة على الشاطىء السوري من قبل صيادي البحر وكان لها آثار واضحة على حجم عطاء البحر من الأحياء البحرية.‏

تعديات‏

وأضاف د.كروما: لقد عانت شواطئنا من بعض التعديات على الرمال الشاطئية, ومن تسرب مخلفات الصرف الصحي وبعض الصناعات إلى البحر ما أدى إلى تراجع الأحوال المواتية لازدهار الحياة البحرية, وفي ضوء ما تقدم وجدت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أن الأمر يستوجب إعادة النظر في تنظيم الصيد البحري وبعد الدراسة والتشاور مع الجهات العلمية, وإحالة الأمر إلى جهات مختصة , وقد أصدرت الوزارة عدة قرارات حددت بموجبها عدد سفن الصيد العاملة في البحر ب¯ 1850 سفينة بحيث لايسمح بزيادة هذا العدد, كما تعاملت مع حرف الصيد المختلفة تنظيماً وتأطيراً وإلغاءً أحياناً, فقد أقر المجلس الأعلى للأحياء المائية العمل بأسلوبي الجرف القاعي والجرف الشاطئي لما لهذين الأسلوبين من أضرار على البيئة البحرية وعلى فرص تعشيش أحيائها وحضانة صغارها, منوهاً إلى أن وزارة الزراعة مازالت تدرس واقع الصيد البحري من خلال تطوير نظام لإحصاء سفن الصيد ووسائل صيدها ومواسم عملها في مرحلة تمهيدية لإجراء دراسة تحليلية لجهد الصيد وحصيلته وبالتالي إعادة النظر في أسس إدارة الموارد البحرية الحية.‏

الصيد الجائر‏

ولدى سؤال د.كروما عن أضرار الصيد الجائر, والإجراءات المتخذة للحد منه أجاب: إنه من الطبيعي أن تتناقص حصيلة الصيد بالنسبة لوحدة الصيد (أي القارب أو السفينة) مع تزايد أعداد السفن البحرية في سورية وقد اعتاد الإخوة الصيادون على توريث مهنة الصيد لأبنائهم ما ارتفع بعدد سفن الصيد إلى مستويات لا تتناسب مع الإنتاجية البحرية وهذا التزايد يشكل أحد أوجه الصيد الجائر, ومن جهة أخرى وجد الصيادون أنفسهم مضطرين إلى تعديل مواصفات الشباك لزيادة حصيلتها وذلك باستخدام شباك ذات عيون ناعمة أو تكثيف عمليات الصيد الأمر الذي زاد المشكلة حدة وتسبب بانخفاض متزايد لحجم المخزون السمكي,وتابع قائلاً: من المؤسف أن بعض الدخلاء على مهنة الصيد الشريفة اعتمدوا أساليب صيد غير أخلاقية تتمثل باستخدام المتفجرات ماانتهى إلى نتائج لا تحمد عقباها على مستوى البيئة البحرية عموماً, ولذلك سعت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالتنسيق مع وزارة النقل و المديرية العامة للموانىء للحد من هذه المخالفات بتكثيف جهود المراقبة وضبط المخالفين, فانحسرت نسبة كبيرة من هذه التعديات, وإن لم تنته كلياً كما خاطبت وزارة الزراعة وزارة العدل غير مرة راجية منها التأكيد على الدوائر القضائية بإنزال العقوبات الرادعة بحق المعتدين على الحياة البحرية ولا سيما مستخدمي الوسائل المدمرة للبيئة والحياة البحرية على حد سواء ونأمل أن يستجيب السادة القضاة لهذا المطلب نظراً لضرورة إعمال النصوص القانونية ذات العلاقة للحد من هذه الظواهر السلبية.‏

محميات بحرية‏

وحول أهمية قيام محميات للأحياء البحرية في سورية أشار د.عصام كروما إلى أن وزارة الزراعة أنشأت محمية في منطقة رأس ابن هانىء في خطوة أولى لإقامة سلسلة من المحميات البحرية على الشاطىء السوري وثمة رؤية لإنشاء محمية في منطقة أم الطيور وستليها محميات أخرى لتأمين آفاق آمنة وهادئة للأحياء البحرية بما يحقق فائدة شاملة للبيئة البحرية وذلك من خلال تنسيق الجهود مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة ومع جهات البحث العلمي ولاسيما المعهد العالي للبحوث البحرية, كما تسعى وزارة الزراعة حالياً لتنظيم ندوة عربية ودولية حول الثروة السمكية وآفاق التطوير بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والاتحاد العربي للصناعات الغذائية والتي ستقام خلال شهر أيلول من هذا العام بالإضافة إلى مشاركة سورية في عضوية لجنة مصائد الأسماك في منظمة الأغذية والزراعة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية