تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حدود الفوضى

البقعة الساخنة
الأربعاء 31-8-2016
أحمد حمادة

لا يبدو أن حدود الفوضى الهدامة التي أرادت أميركا نشرها في منطقتنا ستتوقف عند العواصم الأوروبية، فالقصة وصلت إلى الجوار الأميركي وتحديداً إلى كندا، والقضية أصبحت تفاصيلها بالصحافة.

ومثل هذا الكلام ليس مصدره محاولة شيطنة أميركا واتهامها بأنها تريد توسيع دائرة الإرهاب وتنظيماته لتحقق أجنداتها بل هو حقيقة أكدها أصحاب الدار الكندية أنفسهم عندما أفادت سلطاتهم بأن أكثر من ستين شخصاً يشتبه بتورطهم في أنشطة متطرفة عادوا إلى البلاد قبل أواخر العام الماضي وأنها تتابع تحركاتهم وأنشطتهم وتخشى من قيامهم بعمليات إرهابية.‏

وليس هذا فحسب بل أشار تقرير سنوي مكرس للوضع الأمني داخل كندا إلى أن عدد الذين غادروا كندا بهدف الانضمام إلى جماعات متطرفة وصل أواخر العام إلى حوالي مائتي شخص، ووجهتهم سورية والمنطقة.‏

المفارقة أن الغرب لازال يتباكى على عودة هؤلاء المتطرفين بعد عودتهم إليه ويشتكي من أنهم قد يستغلون خبراتهم واتصالاتهم في تجنيد المواطنين والتخطيط لشن هجمات إرهابية على غرار ما حدث في باريس وبروكسل، مع أن حكوماته هي من يسهل لهؤلاء تحركاتهم وتنقلاتهم.‏

والمثير للسخرية استمرار حالة التأهب القصوى في الدول الغربية بسبب خشية حكوماتها من عودة آلاف الإرهابيين الذين شجعتهم على الذهاب إلى منطقتنا وتنفيذ اعتداءات إرهابية فيها، في الوقت الذي كان يجب على تلك الحكومات إعلان حالة التأهب القصوى ومعاقبة كل من يدعم الإرهاب وتنظيماته ويرفض تجفيف منابعه وتفعيل قرارات مجلس الأمن التي تحاصره!.‏

ahmadh@ureach.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية