|
ثقافة
نعم، هذا ما صوّرهُ «زوسكيند» ومن خلال بطلته. الفنانة الشابة التي أفقدها انشغالها برأي ناقدٍ أبدى وبحسنِ نيّة، رأيه بمعرضها الأول قائلاً: «أعمالكِ مثيرة للاهتمام، وتدل على موهبة حقيقية، ولكن ينقصها العمق». أفقدها، ثقتها بنفسها وفنها وعالمها.. العالم الذي ولأنها لم تعدْ ترى إلا قباحته وعُريه وضياعه وانفصامه وقلقه، وسطحيته، قرَّرت إنهاء حياتها. قررتْ بعد أن فقدت العمق الذي أصبح البحث عنه وسواسها. البحثُ عنه في حياتها ويومياتها وجولاتها ولوحاتها، وفي كتب الفن وأعمال الفنانين الذين أعياها اكتشافه في لوحات الكبار منهم قبل الصغار. أيضاً، في المعارض والمتاحف والكتب التي قرأت عنه فيها دون أن تجده، وإلى أن انهارت وكان الانتحار.. بعد أن انتحرت، كتبَ الناقد الذي كان سبباً ورغم تشجيعه لها، بيأسها وهوسها: «شخصاً موهوباً، لم يجد القوة ليؤكد ذاته على مسرح الحياة.. من المؤكد أن بذرة تلك النهاية كانت قد زرعت منذ زمنٍ بعيد. ألم يكن من السهل إدراك ذلك التنافر-المخيف والواضح في استخدامها لأساليب مختلفة. ذلك الاعتلال العقلي الموجه نحو فكرة واحدة، والمعتمد على الذات.. ذلك التمرد الباطني الذي كان يحفر داخلها على نحوٍ حلزوني دون فائدة تُرجى.. تمرّد الإنسان على وجوده في أعمالها التي تبدو ساذجة».. إنها القصة الأهم في كتاب «هوس العمق» وحكايات أخرى».. حكاية «معركة» و «وصية السيد «موسار» و«الحمامة».. الكتاب، ترجمة «طلعت الشايب» ومن منشورات «دار دال» للنشر والفنون «2015».. |
|