|
حدث وتعليق وعندما تؤكد روسيا بأن التوصل إلى اتفاق مع أميركا بشأن سورية يعتمد على استعداد الأخيرة للتعاون، يعني بأن الجانب الأميركي هو من يرفض التعاون، ويضع المزيد من العراقيل أمام أي حل، ويفخخ كل الطرق المؤدية إلى جنيف، لمنع الحوار السوري السوري من التوصل إلى أي نتيجة، والعمل على تحميل الحكومة السورية فيما بعد مسؤولية التعطيل. وتأكيد الكرملين بأن موسكو وواشنطن ما زالتا بعيدتين عن التعاون الحقيقي بشأن تسوية الأزمة في سورية، يكشف مجددا مدى التهرب الأميركي من الاستحقاقات المترتبة على تنفيذ التفاهمات والاتفاقات بين الجانبين، لجهة التنسيق والتعاون في محاربة الإرهاب، خاصة وأن الولايات المتحدة دائما تستغل اتفاق وقف الأعمال القتالية، أو الهدن «الانسانية» لإعادة تجميع قوى التنظيمات الإرهابية، خلافا للرغبة الروسية في البناء على ما توصل إليه الجانبان من اتفاقات سابقة، تمهيدا للتوصل إلى حل نهائي ينهي آلام ومعاناة السوريين من التنظيمات الإرهابية المأجورة. الخبراء الفنيين الروس والأميركيين سيعقدون اجتماعهم في جنيف خلال الأيام المقبلة كما هو مقرر لمواصلة العمل من أجل بلورة نص اتفاق، وهذا سيكون اختبارا آخر للجانب الأميركي المصطدوم وأتباعه من اتفاقات السوريين التي ستغير الكثير من الواقع الميداني على الأرض، فإما أن يقبل بفصل إرهابييه «المعتدلين» عن أقرانهم الأكثر تطرفا، وينسق مع الجانبين السوري والروسي في عمليات مكافحة الإرهاب، أو يستمر في دعم تنظيماته التكفيرية، واستنساخ أسماء جديدة تشرعن أعمالها الإجرامية، وتطيل من عمر الأزمة حسب التهديدات الأميركية التي باتت تلازم تصريحات كل مسؤول أميركي. التوصل إلى اتفاق أميركي روسي حول تنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب، وتكثيف العمل لإيجاد حل سياسي، ليس بالأمر الصعب، فيكفي أن يكف الأميركي عن دعم مرتزقته أولا، ويلتزم بالاتفاقات والتفاهمات والقرارات الدولية بتجفيف منابع الإرهاب ثانيا، وأن يلزم أجراءه من مشيخات النفط والغاز، وأتباعه الغربيين بالتوقف عن دعم الإرهاب وتمويله، ووقف كل عمليات تجنيد الإرهابيين، وتصديرهم إلى الأراضي السورية ثالثا، وهذا كفيل بالتعجيل في عملية القضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره، وبالتالي تسريع الحل السياسي وفق ما يقرره السوريون دون سواهم. |
|