|
سانا- الثورة هو الفكر الإرهابي التكفيري الذي أطلقته القاعدة وقبلها جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية وتفرعت عنه تنظيمات بمسميات متنوعة ولكنها ذات أصل واحد وهي تستمد امدادها المادي والفكري التكفيري المتطرف من الوهابية والدول التي اسهمت في ظهور القاعدة وفي مقدمتها السعودية والولايات المتحدة الأميركية. وفي هذا الإطار دعا متزعم تنظيم القاعدة الإرهابي ايمن الظواهري في كلمة متلفزة التنظيمات الإرهابية في سورية إلى تشكيل ما سماه مجلساً موحداً، وذلك لقيادة عملياتها حسب زعمه على غرار ما قامت به حركة طالبان الإرهابية في أفغانستان، ليكشف من جديد عن الفكر العنصري الوهابي التكفيري الاقصائي لأي توجه يخالفه ولذلك لم تترك القائمة الظواهرية من الاستهداف سوى القاعدة واتباعه. مناشدة الظواهري لتفرعات القاعدة تؤكد أيضاً عدم وجود خلاف فكري أوعقائدي بين هذه التنظيمات كما تدعي الجهات والدول الداعمة التي تصنف الإرهاب بين معتدل ومتطرف وانما الخلاف مقتصر احياناً على الزعامة وتقاسم النفوذ والغنائم. ان ظهور الظواهري في هذه المرحلة لم يكن لو كانت هذه التنظيمات الإرهابية تحقق اهداف القاعدة بل بسبب تعرضها إلى خسائر كبيرة وتراجعها بفعل ضربات الجيش العربي السوري، ومن هنا جاءت مناشدة الظواهري من اجل البقاء حيث زعم في كلمته ان الاتفاق النظري على الوحدة هو خطوة أولي للتوحد العملي بين هذه التنظيمات والفصائل لصيانة الجهود. وتأتي دعوة الظواهري هذه بعد نحو شهر من قيام تنظيم جبهة النصرة المدرج على لائحة الإرهاب الدولية بتغيير تسميته إلى جبهة فتح الشام واعلان فك ارتباطه بتنظيم القاعدة بتوجيه من الظواهري نفسه وتماشياً مع متطلبات داعمي الإرهاب في سورية وفي مقدمتهم السعودية وتركيا بالرعاية الأميركية الغربية. ووفقاً لمراقبين فإن هذه الدعوة تتوافق تماماً مع ما تريده الولايات المتحدة وحلفاؤها من الاستمرار في التهرب من الاستحقاقات التي تفرضها القرارات الدولية بخصوص محاربة الإرهاب حيث تتيح لها مجدداً المماطلة فيما يخص موضوع الفصل بين معارضتها المعتدلة والتنظيمات الإرهابية وايجاد حل سياسي للازمة في سورية بقيادة سورية. ومن هنا تتوضح التصريحات التي صدرت عن عدد من المسؤولين الأميركيين عقب لقاء وزيري خارجية روسيا واميركا بأن الولايات المتحدة على استعداد لخوض حرب طويلة في المنطقة والاستجابة الاولى كانت من القاعدة. |
|